لعبة تشارلي.. السم المدسوس في الدسم.. خطر ألعاب الإنترنت يتوعّد المراهقين وحتى الأطفال

الخبير السوري:

رغم انتشارها من العام 2015 لا تزال لعبة تشارلي المرعبة تلقى رواجاً كبيراً في أوساط طلاب المدارس من عمر 7-17 لتثير موجة من الخوف والقلق بين الأطفال والمراهقين من الذين باتوا أغلبهم مصدقين لوجود شبح لشخص متوفى اسمه تشارلي.

وتعتمد اللعبة التي يمارسها أغلب التلاميذ في المنازل وبعيداً عن رقابة الأهل، كما تشرح التلميذة هبة من الصف الخامس، على فكرة استدعاء الأرواح، ومنها روح الشاب تشارلي، حيث يتم وضع ورقة مقسمة إلى أربعة مربعات فيها إجابات نعم ولا موزعة بالتساوي، والورقة مقسمة من خلال خطين متقاطعين على شكل “+” كبير، ويتم وضع قلمي رصاص على امتداد هذين الخطين بحيث يتقاطعان مع بعضهما ويكون أحدهما فوق الآخر.

وطلباً لمزيد من الإثارة؛ قد يقوم اللاعبون برسم بعض الطلاسم على الورقة وجرح أنفسهم بإبرة أو شفرة حلاقة ووضع قطرات من الدم على الورقة وقراءة “معوذات لاستدعاء شبح أو روح تشارلي”.

وبعد التحضير ينادي المشاركون: “تشارلي .. تشارلي .. هل أنت هنا؟ “، وحينئذ يتحرك رأس القلم الذي في الأعلى ويتجه نحو كلمة نعم، فيبدأ اللاعب بتوجيه أسئلة إلى المدعو تشارلي ليجيب عنها بتحريك القلم فوق كلمتي نعم أو لا.

ويجب على اللاعب ألا يترك اللعبة فجأة ومن دون صرف تشارلي بشكل لائق قائلاً: “تشارلي تشارلي هل نستطيع التوقف عن اللعب الآن؟ فإذا تحرك القلم نحو كلمة نعم، يمكن للاعب أن يترك اللعب بعد أن يودع شارلي وإلا عليه الاستمرار حتى لا يتعرض لنهاية محزنة ومرعبة، حسب قوانين اللعبة، وهذه اللعبة شأنها شأن العديد من الألعاب الإلكترونية التي تشكل خطراً على نفسية الأطفال، فمن منا لم يسمع بلعبة الحوت الأزرق ويجا .. وكلها ألعاب تسيطر على عقل الطفل وتدفعه إلى تصرفات غريبة.

الوهم وزرع الخوف

وتبين المرشدة النفسية والاختصاصية الاجتماعية سوسن السهلي أن لعبة تشارلي تسببت خلال السنوات الماضية في حالات نفسية خطيرة نتيجة الرعب الشديد والهياج العصبي، والكثير ممن لعبوها يؤمنون أنها حقيقة وأن شبح تشارلي يطاردهم، وتعتمد اللعبة على إيهام الطفل بأن هناك شبح تشارلي الذي يسبب تحريك القلم، وفي الواقع وحسب القوانين العلمية إن الأقلام تتحرك بعوامل فيزيائية وبفعل الجاذبية، لأن وضع قلمين فوق بعضهما لابد من أن يؤدي حتماً إلى حركة القلم الذي في الأعلى بعد ثوانٍ قليلة، بسبب انزلاقه استجابة لقواعد الجاذبية، ونتيجة أي نسمة هواء ولو من تنفس اللاعبين. وأن أي ادعاءات أخرى فهي من وحي عقول اللاعبين.

الأطفال والمراهقون

وتؤكد السهلي أن هذه الألعاب يتأثر بها الأطفال والمراهقون لأن مرحلة المراهقة هي الأكثر عرضة في حياة الفرد للإصابة بالعديد من الاضطرابات النفسية أو السلوكية، ما قد يدفع إلى تصرفات غير سوية لا يمكن التنبؤ بها أحياناً قد تصل الى الانتحار نتيجة الخوف الشديد والشعور بأن الشبح يطارده وأغلب هذه الألعاب تضع السم في الدسم، ففي ظاهرها لعبة للأطفال لكن في حقيقتها هي وسيلة لتدمير نفسية الطفل، وخاصة في البلدان العربية التي تعد مستخدماً أساسياً لهذه الالعاب.

  • مرشدة نفسية: تسببت خلال السنوات الماضية بحالات نفسية خطيرة.. وعلى الأهل مراقبة أبنائهم

ولفتت إلى أن مرحلة المراهقة تتسم بالفضول والتحلي بروح التحدي والمغامرة والرغبة في قضاء وقت ممتع خارج عن الروتيني والمألوف، نتيجة عدم النضج مع حالة كبيرة من الملل والفراغ الشديد.

الآثار النفسية والعقلية

ووجهت السهلي تحذيرات شديدة من الآثار الطويلة والمريرة لتلك الألعاب مثل تشارلي، حيث قد تستمر شكوى اللاعبين من رؤية ظلال سوداء أو سماع ضحكات طفل وتخيلات المطاردة من شبح، غير رؤية الكوابيس والشعور بالخوف والهلع. كما إن عقول المشاركين قد توحي لهم بالعديد من الأمور المخيفة، ما قد يدفع إلى الجنون أو الانتحار أو ارتكاب جرائم عنيفة.

ودعت الأهالي إلى مراقبة أطفالهم والألعاب التي يلعبونها عبر الإنترنت، والاهتمام بهم واستيعاب طاقاتهم البدنية مثل الاشتراك والتدرب بشكل احترافي منتظم في الأنشطة البدنية الفردية والجماعية، واصطحابهم بنزهات ورحلات، لأن أغلب الأطفال الذين يميلون إلى هذه الالعاب هم ممن يعانون من الفراغ وتجاهل الأهل وإهمالهم والصحبة السيئة.

مشيرة إلى اهمية تعويد الطفل على العودة إلى الأهل لو انتابه الفضول بأي موضوع، وأن أي تجربة ولو مجنونة يمكنه عملها معهم في حال كانت ممكنة، وأضافت السهلي لابد من التأكيد على ضرورة الحد من استخدام الشباب والمراهقين أجهزة الجوال والدخول عبر شبكة الإنترنت إلى مواقع وألعاب خطيرة وتؤثر في نفسياتهم..تشرين

بشرى سمير

 

 

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]