كراج لـ “الميتورات”.. فرصة ومصدر رزق لستيني في دمشق..الحاجة أم الاختراع

الخبير السوري:

في حي الورود الدمشقي، افتتح رجل ستيني مشروعه الخاص بحراسة الدراجات النارية، من خلال إقامة ما يشبه “الكراج الخاص”، في أحد شوارع الحي العشوائي، الواقع بالطرف الشمالي من العاصمة، وذلك، بحثاً عن لقمة العيش!

الكراج عبارة عن غرفة صغيرة يتناوب على الجلوس فيها مع ابنه العشريني، يتقاضى أجوراً تتراوح بين 500 – 1500 ليرة سورية عن كل دراجة نارية، يقوم صاحبها بركنها في الكراج، خشية من سرقتها، فالحي المكتظ بالسكان، والمشكّل من مجموعة كبيرة من أبنية عشوائية البناء ومتراصة، لا يوجد فيه مكان آمن لأصحاب الدراجات النارية، ليوقفوا فيها دراجاتهم التي تعد “الحيلة والفتيلة”، وفقاً لتعبير بعضهم، فهي وسيلة تنقلهم نحو أماكن عملهم في الريف، وتعد وسيلة نقل رخيصة في ظل تضخم الأسعار المستمر.

ويقول الرجل الذي فضلّ عدم ذكر اسمه، إنه لا يحدد تسعيرة ثابتة، وكل صاحب دراجة يدفع ما يناسبه، وأصحاب الدرجات أنفسهم، يدفعون كل يوم، مبلغ مختلف عن الآخر، فمن يدفع اليوم 500 ليرة سيدفع من تلقاء نفسه في اليوم التالي مبلغاً أكبر.

ويحرس الرجل الذي تقاعد من وظيفته قبل فترة، عدداً يتراوح بين 50-75 دراجة يومياً، ولا ينظر للأمر من زاوية قانونية أو بحث عن الترخيص، فهو في آخر الحي والمنطقة الأكثر عشوائية، ولا يؤثر على مرور السيارات في الطريق، ولا يقوم بمضايقة الجوار نهائياً، فالطرف الذي اختاره لكراجه لا يقع قرب بناء، بل قرب جرف ترابي يعد وقوف الدراجات فيه مانعاً للأطفال والسيارات من الاقتراب من الجرف، بحسب تعبيره.

ويأتي كراج الدراجات النارية هذا، كواحدة من الأفكار التي بات الفقراء يلجؤون إليها للبحث عن مصدر رزق مواز في ظل انخفاض القدرة الشرائية لـ “الراتب”، ولا يعرف الرجل، إذا ما كان أحد سكان الحي أو أي من الأحياء الأخرى قد قلّده في الفكرة، لكنه بين أن “الناس تخترع أي شي لتشتغل فيه، المهم الواحد يعيش هو وعيلته بسترة”.

أثر برس

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]