في مدينة المتفوقين…منتجعات صاخبة وشوارع مظلمة تزين أطرافها القمامة

الخبير السوري:

لم يكن الخميس الماضي نهاراً عادياً في “مدينة المتفوقين” طرطوس، كان كل اليوم نهاراً حتى ساعات الليل المتأخرة، أضاءت الألعاب النارية سماء “مدينة الفقراء” كما تُسمى، ولا إحصائيات دقيقة سجلتها الشرطة أو البلديات عن كمية الأموال التي دفعت على القنابل والمفرقعات النارية ابتهاجاً!، وهنا سؤالٌ يطرح نفسه، أين مجلس المدينة والشرطة؟

في مدينة السياحة طرطوس، مجموعة من المظاهر، التي تخص البلديات والشرطة، إذ تغرق شوارع المدينة بالقمامة، فلا يوجد زاوية أو منصف في الشوارع إلا وتحتوي على قمامة، أما الحاويات فهي معدومة، والسيارات والعمال التابعون لشركات خاصة، يجمعون القمامة يدوياً، إذاً لماذا تدفع المحال التجارية ضرائب نظافة سنوياً؟

أما كورنيش المدينة وما بقي من شواطئها العامة، فهي غارقة بالقمامة والظلمة، والتشوه البصري والسمعي، “قطارات الفرح” كلٌّ منها “يغني على ليلاه”، والناس الهاربة من العتمة والحر، تكاد لا تُبصر الطريق أمامها، فماذا عن الإنارة بالطاقة الشمسية؟ هل فكر فيها المجلس البلدي في طرطوس؟

تصرف غالبية البلديات ميزانياتها سنوياً على “القميص الأسفلتي”، الذي على مايبدو غائب عن طرطوس منذ عشرات السنين، تلك المدينة التي كانت تتصف بعمرانها المنتظم والموحد، والألوان المريحة للنظر، تحولت اليوم إلى ألوان وأبنية دون نسقٍ موحد، ضاع مع الكهرباء المفقودة، التي يسميها الناس ” 5 بلمعة”، 5 ساعات قطع مقابل ربع ساعة وصل فقط لا غير، على الرغم من أن المنتجعات تنعم بالإنارة وتفيض بزوارها، ولا تستغرب إن سمعت أنه لا مكان شاغر في أي منها حتى وإن كانت الأسعار قد تبدأ بـ 5 أضعاف راتب موظف حكومي لشهر واحد.

تعيش المدينة التي كانت قبل 2011 توصف بالهادئة، أزمةَ دراجاتٍ نارية على مرأى الشرطة وقيادتها، رغم تكرار الحوادث يومياً، والوفيات شهرياً، والسلطة المسؤولة تراقب بصمت!

حال طرطوس يشبه حال كل المدن السورية اليوم، فهي نموذج لدراسة حالة، يسأل الناس فيها أين إدارتها المحلية؟

المدينة اف ام

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]