نحن نطرد قطعان الماعز ونقضي عليها..ودول راقية تجند هذه المخلوقات في ترسانة إطفاء حرائق

الخبير السوري:

في وقت أدرنا نحن في سورية حملات مكافحة ” شرسة” لوجود الماعز الجبلي في ديارنا، وطردناه بعد أن كان مصدر رزق وفير لآلاف الأسر في المناطق الجبلية…يتزايد اعتماد دول عديدة على الماعز لحماية الغابات من خطر اشتعال الأعشاب الجافة مسببة حرائق الغابات من خلال نشر قطعان الماعز في الغابات وذلك في تشيلي والبرتغال وإسبانيا ، ويلفت تقرير لرويترز أنه بعد اكتشاف إنقاذ قطيع ماعز لغابة فاسكو دي شاكي الشهيرة في فبراير الماضي بعد أن قضت النيران على غابات ومناطق مجاورة وتبين أن رعي الماعز يمنع تجمع الأعشاب الجافة التي تتسبب باندلاع الحرائق.

يعتمد هذا الأسلوب المستخدم في تلك الدول على الاستفادة من رعي الماعز لمنع تشكل أعشاب جافة وغيرها من النباتات التي تغذي حرائق الغابات في الصيف، فيما تساعد فضلات الماعز أيضًا على إثراء التربة وتمنع تفتت التربة وتأكلها.

وتساهم قطعان الماعز بتشكيل ما يشبه حواجز في وجه النيران التي تندلع وتكتسح مناطق شاسعة، وفي مدينة سانتا جوانا بجنوب تشيلي ، التي تضررت بشدة من حرائق الغابات في وقت سابق من هذا العام ، أصبح لدى السكان فريق عمل خاص يساعد في مكافحة الحرائق، وهو قطيع من الماعز. يأتي ذلك بعد اكتشاف فوائد الرعي بعد أن نجت الغابة التي غزاها قطيع الماعز من حرائق الغابات – التي تغذيها موجات الحر والجفاف الشديد -والتي خلفت عشرات القتلى وآلاف الجرحى ودمرت ما يقرب من 440 ألف هكتار في الجنوب- وسط تشيلي.

بدأ مشروع نقل الماعز للرعي بعد حرائق الغابات المميتة في عام 2017،  ومنذ ذلك الحين زاد قطيع المبادرة من 16 عنزة إلى 150 عنزة وتأمل أن تلهم الآخرين ليحذوا حذوها. قال فرانسيسكو دي نابولي ، مهندس غابات من جامعة كونسيبسيون في تشيلي ، وهو على دراية بهذه التقنية المعروفة باسم “الرعي الاستراتيجي”: “في تشيلي نفشل في الوقاية من الحرائق”. قال دي نابولي: “يمكن أن تساعدنا هذه الحيوانات كثيرًا” ، مضيفًا أنه يتعين على المنظمات الأخرى “تقييم الأماكن التي يمكن تطبيقها فيها ، والعثور على الأعشاب لجعل الماعز تأكله”.

الحالة السورية الفريدة

بالنسبة لنا في سورية نعاني في السنوات الأخيرة من ” جائحات” الحرائق التي لم تتصدى ولا جهة لتقدير الخسائر التي رتبتها، وبالتأكيد هي بعشرات التريليونات لا مجرد المليارات، ووقود الحرائق هو بالدرجة الأولى الأعشاب اليابسة التي لم يعد لدينا تلك القطعان التي كانت ترعاها، كما أصرّت وزارة الزراعة على اجتهاداتها بالقضاء على الماعز تحت مبرر أنه يضر بالثروة الحراجية..لاحظو ” ثروة” ..لكن هذه الثروة أكلتها ألسنة اللهب لسنوات متتالية، فخسرنا الماعز و الحراج معاً.

الماعز في الغابات خيار يرتقي إلى مستوى ” إستراتيجي” لأنه يعيد للأهالي توازنهم المعيشي، ويمنع وقود الحرائق عن الغابات..إلا إذا كانت ” زراعتنا” أذكي من كل تلك الدول التي وطنت الماعز في غاباتها، فهل ننتصح أو نصحو؟؟

 

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]