يقدّر عدد الذين فقدوا سبل عيشهم جراء الزلزال عشرات الآلاف…

شهر الصوم يساهم بتأمين فرص العمل..

الخبير السوري

أفقد الزلزال المدمر، الذي ضرب حلب في الـ6 من الشهر الماضي، سوق العمل العديد من وظائفه، وخفف من معاناة العاطلين عن العمل توفير شهر رمضان بدائل لهم تقيهم الاستكانة إلى المعونات الإغاثية التي يتلقونها.
وعلى الرغم من عدم وجود إحصائية تحدد أعداد الذين فقدوا سبل عيشهم جراء الزلزال، إلا أن مصادر غير رسمية قدرت عددهم بعشرات الآلاف، خصوصاً من الذين فقدوا منازلهم واضطروا للسكن مع عوائلهم في مراكز الإيواء المؤقتة.
ومن المؤكد أن الزلزال ترك مفاعيل كثيرة، لا يمكن حصر أضرارها راهناً، على قوة العمل، وذلك لأن الكثير من أولياء العوائل المنكوبة تأثروا بشكل مباشر بأضراره، سواء عبر فقد وظائف وأعمالهم أم خروج أفراد من العوائل من السوق، الذي درج على تشغيل مراهقين وقاصرين أوصدت في وجوههم أبواب الرزق.
وبينت مصادر أهلية في بستان الباشا والهلك الشعبيين شرقي مدينة حلب أن الكثير من الورش والشركات الصغيرة المتخصصة بصناعة الأحذية والجلديات، التي يشتهر بها الحيان، أغلقت أبوابها عقب الزلزال، بسبب حركة النزوح التي أرغمت أرباب العمل والسكان على النزوح باتجاه مناطق أكثر أمناً خارج حزام أحياء الأبنية العشوائية.
وأقر أحد أصحاب تلك الورش بإعطاء 5 من عماله إجازة من دون أجر، نتيجة لإغلاقها خوفاً من انهيارات في الأبنية قد تسببها الهزات الارتدادية التي أعقبت الزلزال، بعدما تسبب أول زلزال بتهدم بعض الأبنية وتصدع أخرى لم يعد بمقدور قاطنيها السكن فيها، بموجب تقارير لجان السلامة العامة، غير أنه أفصح عن نيته بإعادة افتتاح ورشته مع تقليص عدد عماله، استعداداً لموسم عيد الفطر الذي يزيد الطلب قبله على الأحذية والحقائب الجلدية.
واضطر صبحي إلى إغلاق محله الذي يصلح فيه الأجهزة الكهربائية في حي الصالحين، وكذلك فعل توفيق الذي أنزل سحابة محله المتخصص ببيع الخضر في الحي ذاته، ما يعني خسارتهما مورد رزقهما الوحيد، إلا أن الأول والذي تصدع محله مع البناء فوقه يسعى لاستئجار آخر بعد فترة انقطاع عن العمل قضاها مع أسرته عند أحد أقاربه.
ودفع الزلزال أعداداً لا بأس بها من ميسوري الحال إلى مغادرة المدينة نحو مدن غير منكوبة به، ولاسيما دمشق وحمص. وبعضهم أغلق محاله التجارية وسرّح الموظفين لديه، إلا أن استقرار الوضع في حلب بعد استبعاد حدوث زلازل جديدة أو هزات ارتدادية شديدة حرض المغادرين على العودة تدريجياً واستئناف أعمالهم التجارية.
وساعد شهر الصوم على تأمين فرص عمل لأعداد مقبولة من العاطلين عن العمل بفعل الزلزال، حيث جرت العادة أن تستقطب مهنه الخاصة به الراغبين بتوفير دخل ممن هم في سن العمل أو دونه.
وتمكن أبو أحمد من فتح بسطة خضر وحشائش في محيط جامع الرحمة في حي حلب الجديدة، ساعدته على توفير مصروف لعائلته التي نزحت من حي الفردوس، بعد استئجار منزل لها في حي صلاح الدين على نفقة أهل الخير، وفق قوله لـ«الوطن».
واستطاع أبو إسماعيل توفير مصدر رزق جديد لأسرته بعد اشتغاله مع اثنين منهم ببيع مشروبات رمضان من سوس وتمر هندي في شارع أدونيس، إثر تركه لعمله في معمل بلوك في طرف المدينة، اضطر صاحبه إلى إغلاقه بعد الزلزال.

المصدر: الوطن

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]