الزلزال يولّد تفاؤلاً كبيراً بمستقبل العلاقات العربية ويخلق رؤى سياسية جديدة مع السعودية

الانفتاح قادم .. لكن سيأخذ وقته لا محالة

الخبير السوري

أن تصل متأخراً خيٌر من ألّا تصل أبداً، معادلة دخلت الأعراف السياسية لتغدو مبادرة السعودية بمنزلة الخطوة التي عززت دور الأشقاء العرب بالوقوف إلى جانب سورية ومساعدتها للتخفيف من آثار الكارثة، بعد خطوات وصفت بالجريئة خطاها الأشقاء منذ أيام، اتسمت بقرار تلك الدول ممن اختاروا الوقوف إلى جانب سورية وتقديم الدعم والمساعدة بشكل فوري وتجاوز العقوبات الظالمة، بصيغة مبادرات عكست الكثير من الارتياح في الشارع العربي بهذه العودة، ومن ثَم الأخذ بها لطرق ومسارات جديدة.
مبادرة أخوية
هي من منطلق ردّ الجميل والاعتراف به لا نكرانه والحياد عنه، كما أنها جاءت في وقتها، حاملة معها إحدى صور التعاضد مع السوريين، ممن تضرروا بفعل الزلزال الذي يحتاج اليوم حسب رؤية المحلل والخبير في الشأن السياسي الدكتور تركي صقر إلى وقفة عربية صادقة، تواسي وتقدم ما يمكن أن يخفف من حجم الكارثة، التي لم تشهدها سورية منذ عشرات السنين، وهي السباقة دوماً في الوقوف إلى جانب أي دولة عربية، في حال تعرضها لحادث مفجع، واليوم ما تعرضت له سورية برأي صقر، يستدعي من الأشقاء العرب الوقوف إلى جانبها ومساعدتها بكل ما أمكن، فحجم المُصاب كبير وكبير جداً، ووجود الأشقاء سيخفف من آثار الكارثة لا محالة.
كما أنه في النظر لوصول المساعدات السعودية، برأي أستاذ القانون الدولي الدكتور أوس درويش، سنجد بأن ثمة نوعاً من الإيجابية من الناحية العامة للحدث، لكون سورية تؤيد فكرة التقارب مع أي بلد عربي، ولاسيما لجهة التقارب السوري- السعودي، والذي عرف ما قبل الـ 2011 باتفاق الـ «س-س»، وانعكس بدوره على استقرار وهدوء المنطقة ككل، باعتبارهما دولتين إقليميتين مهمتين في المنطقة.
تقييد العقوبات
اليوم وأمام كل ما تحمله المنطقة من تداعيات سياسية واقتصادية، تبرز أهمية خروج الأشقاء من حكم التبعية الخارجية التي سيطرت على معظمهم بعد عام 2011، لتغدو اليوم المؤشرات تُشعر بأن هناك تحولاً نوعياً بإدارة التوجه الجديد.
والجنوح اليوم لفكرة التقارب مع سورية ليست بجديدة برأي درويش، والتي دائماً كانت تصطدم بالقرار الأمريكي، والذي يؤكده وصول المساعدات ممن كسروا الحصار من دون انتظار القرار الأمريكي.
المبادرات الأخيرة لم تكن سوى استجابة أخوية، وكان من البدهي لدى بلد مثل السعودية، بما يمتاز من اقتصاد قوي أن تكون المبادرة بوقت مبكر، وبالرغم من ذلك بإمكاننا اليوم استثمار هذه الفرصة، لنسج علاقات عربية جديدة، فعودة العرب لسورية أمر مفروغ منه برأي درويش، والبوادر إيجابية جداً.
ولأن ما قامت به السعودية، هو حلقة مكملة لما قامت به دول عربية كانت سباقة للمبادرة كالجزائر، لا تزال الرؤى السياسية لهذه الخطوة تصنّف تحت بند إعطاء الضوء الأخضر لمساعدة سورية، وتعطيل مرحلي لقانون قيصر الظالم، وإن لمدة قصيرة حسب رؤية الخبير السياسي تركي صقر، الذي وصف المشهد بالأفضل فيما لو بادرت الدول العربية وحدها كالجزائر، من دون انتظار الإشارة الأمريكية.

انفتاح مشترك
من الطبيعي بناء علاقات مستقبلية بين الدول العربية، والخروج من مظلة الهيمنة الأمريكية، التي طال المكوث تحتها برأي أستاذ القانون الدولي أوس درويش، فالتقارب اليوم بين هذين البلدين سيعكس الكثير من الحلول لمشاكل الدول، بما فيها إيران والسعودية، التي ربما ستلعب سورية دور الوسيط لحل المشاكل العالقة بينهما برأيه، فما كان يجري في مرحلة التسعينيات وبداية الـ2000 وحتى فترة ما قبل الـ2011 خير دليل على ذلك.
فالانفتاح قادم، ولكن سيأخذ وقته لامحالة، وربما يتأخر بالتمثيل الدبلوماسي وقد يتطور مع الوقت، فالزلزال استطاع تخفيف الإجراءات القسرية على سورية، وساهم في تحريك الملفات، إلّا أن للأمر أبعاده السياسية وبالاتجاهات كافة.

المصدر:تشرين

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]