ماذا تعرفون عن مدينة يبرود؟ غير أنها صناعية وغزيرة حضارياً وتاريخياً…

مدينة منسية سياحياً

الخبير السوري

يبرود مدينة صناعية متقدمة بوفرة حضارية وتاريخية.. لكنها منسيّة سياحياً.. واستدراك متأخر بتنظيم رحلات متواترة

يبرود مدينة سياحة مهمة، لغناها الحضاري والتاريخي، إذ تعد من أقدم المدن المأهولة في العالم ولا تزال نقوش الإنسان الحجري على عتباتها الصخرية، والقبور الملكية المحفورة في الجبال الصخرية شاهدة على قدمها، كذلك وفرة أوابدها ومعالمها الأثرية؛ ما جعلها مقصد العديد من البعثات العالمية حتى أصبحت من أوائل المدن السياحية داخل سورية حتى بداية الأزمة التي نالت من آثارها ومنشآتها ومرافقها العامة.

“واقع خجول”

عن الواقع السياحي الحالي لمدينة يبرود يقول المختص في شؤون يبرود التراثية مرعي البرادعي : ” واقع ضعيف، لافتقارها بالمنشآت السياحية كالفنادق والمطاعم والمكاتب السياحية و لانعدام وجود المنشآت الترفيهية وقلة الأنشطة الثقافية والاجتماعية والتربوية والرياضية، ونقص الاهتمام بالبيئة وندرة البيوت المفروشة للإيجار، وعدم فسح المجال لمن لديه القدرة على تنشيط السياحة.”

أما عن المتطلبات اللازمة لإعادة تنشيط دور يبرود السياحي فيتابع البرادعي قائلاً : ” الاهتمام بنظافة المعالم الأثرية وتوفير المنشآت الخدمية داخل المدينة، وتنظيم خريطة لمدينة يبرود ومحيطها لإمكانية التنقل بها، وإقامة ملتقى خاص للذين يرغبون بتقديم المساعدة لخدمة المدينة وازدهارها السياحي بإشراف لجنة أهلية علماً أن المجتمع المحلي ناشط كثيراً كجمعيات وأفراد، وبحاجة لبناء الفنادق وإكمال بناء الفندق في جبل قرينا، وإصلاح المقهى الشهير بجانب قرينا و إضافة الجماليات عليه، والحفاظ على الأشجار المعمرة بين قرينا واسكفتا وتعبيد الطرقات .”

إجراءات سياحية
بخصوص الإجراءات الحالية والخطط لتعزيز دور يبرود السياحي، قال محمد وائل الكيال مدير سياحة ريف دمشق: “يبرود مدينة سياحية بامتياز تتمتع بمقومات جذب سياحية وتمتلك العديد من المعالم التاريخية حيث تم إدراجها ضمن المدن المقترحة لتكون ضمن اتحاد طريق الحرير للمدن السياحية والدولية استناداً إلى الدعوة الصادرة من سفارتنا في الصين، كما سبق أن تم التواصل والتنسيق مع مجلس مدينة يبرود لبيان العقارات العائدة للقطاع العام والتي تمتلك عناصر جذب سياحية ليصار إلى طرحها ضمن ملتقى الاستثمار السياحي والذي من جهته يؤمن عائداً مالياً يمكّن مجلس المدينة من إقامة مشاريع خدمية في البلدة حيث تم اقتراح بعض المواقع لعرضها ضمن الملتقى الاستثماري وقد تمركزت تلك المواقع في رابية القوز ومنطقة قرينا، إلاَّ أنه لم يتم عرض تلك المواقع لعدم استكمال الأوراق الثبوتية والتي نحن في صدد استكمالها مع مجلس المدينة.

وفيما يخص الترويج لمدينة يبرود فإنه يتم العمل على إعداد أفلام ترويجية لتنشيط الحركة السياحية فيها من خلال التركيز على ما تمتلكه من عناصر جذب سياحية إضافة إلى التنسيق مع مكاتب السياحة والسفر لتنظيم رحلات سياحية تجاه مدينة يبرود، كما يتم تدارس إقامة بعض الفعاليات أو مهرجان خاص بالمدينة لتنشيط السياحة الداخلية وتحريك العجلة الاقتصادية فيها، كما يوجد طلب مقدم لدى المديرية لإقام

ة نشاط سياحي في يبرود عبارة عن (Zip line ) ”

العمل جارِ
وعن واقع السياحة في محافظة ريف دمشق بشكل عام والمشاريع التي هي قيد الإنجاز أضاف الكيال : ” تعد محافظة ريف دمشق من المحافظات الغنية بعناصر الجذب السياحي من حيث مناطقها وآثارها السياحية والتراثية والدينية، والتي من شأنها تقديم منتج سياحي جاذب وفريد للسياح، وهذا يتم بالاعتماد على شبكة من المنشآت السياحية المتوسعة في أرجاء المحافظة، وهناك اهتمام من قبل الحكومة لكل المحافظات لما تمتلكه من مقومات وبالأخص مقاصد السياحة ذات الطابع الروحاني ومنها منطقة السيدة زينب حيث يعد مقام السيدة زينب عليها السلام الوجهة الرئيسة لزيارة العديد من الزوار من عدة دول، ويتم العمل فيها على تطوير المحيط وتحديد الاحتياجات اللازمة لأعمال التأهيل وفق مدة زمنية محددة، ومنطقة معلولا التي تضم العديد من الأديرة والكنائس التاريخية حيث تم اقتراح مسار للسياحة يمرّ ضمن المدينة القديمة مع بعض الفعاليات والخدمات لتخديم الزوار ، ومنطقة صيدنايا التي لها أهمية ورمزية كبيرة، حيث تمت مراسلة مجلس المدينة لاقتراح عقارات تعود بملكيتها للجهات العامة يصلح توظيفها منشآت ومشاريع سياحية ليصار إلى طرحها ضمن ملتقى الاستثمار، حيث كانت حصة المحافظة ضمن ملتقى الاستثمار السياحي لعام ٢٠٢٢ على الشكل الآتي : مشروع “اللافندر بلازا مول” في بقين العائد بملكيته لمجلس مدينة بقين، وموقع في يعفور عائد لنقابة المحامين، وفندق سفير معلولا لإدارة الشركة السورية – العربية للفنادق والسياحة وموقع موتيلات جديدة الوادي العائد لوزارة السياحة، وهذه المشاريع تستوفي كل الإجراءات التنظيمية والقانونية، كما تعمل المديرية بالتنسيق مع المعنيين في الوزارة والمحافظة والجهات الأخرى في المراحل النهائية لإنجاز الخارطة الاستثمارية السياحية للمحافظة ”

مساهمة في إنعاش الاقتصاد
ولأهمية السياحة في تنشيط العجلة الاقتصادية من حيث العائدات وتوفير فرص العمل أوضح الكيال : “يتم العمل مع محافظة ريف دمشق والوحدات الإدارية لاختيار عقارات تعود بملكيتها للجهات العامة تمتلك مقومات سياحية فريدة تكون محط أنظار للمستثمرين الأمر الذي يسهم في إنعاش الاقتصاد من حيث الإيرادات لمصلحة خزينة الدولة وتحريك  العجلة الاقتصادية وتشغيل اليد العاملة وتطوير واقعهم الاقتصادي”.

 

صعوبات
وختم الكيال عن الصعوبات التي تعيق عمل  السياحة في ريف دمشق : ” نحن كغيرنا من القطاعات نتيجة الأزمة التي يمرّ بها بلدنا والحصار الاقتصادي عليه ما ولّد صعوبة لدى أصحاب المنشآت السياحية في تأمين حوامل الطاقة كالمازوت والغاز ، وانقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة في بعض المناطق السياحية وخلال فترة المواسم والذروة.

المصدر:تشرين

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]