داخلي خارجي …بقلم: معد عيسى/ رئيس التحرير

 

رسمت بطولات الجيش العربي السوري ملامح المرحلة القادمة كما عززت لدى المواطن قناعة لم يفقدها سابقا بتجاوز الازمة .

ما رسمه الجيش السوري على الارض ورسخه في قناعات المواطن ، لم يجد هذا المواطن في حياته اليومية والعملية ما يقابله ، فالاسعار ترتفع والصفقات تزداد والفاسدين يزدادون جرآة على القانون والخطط تضمحل لديهم وكل تبريراتهم تُحمل الى الازمة ، المواطن العادي يقرأ في كل هذه الممارسات استشعارا لنهاية هؤلاء فهم يستعجلون الفرص لتحصيل ما أمكن .

بنفس الايجابية التي يتطلع بها المواطن العادي هناك بعض الجهات تجاوزت المرحلة وبدات تخطط للقادم الا ان هناك من يقف في وجهها   .

اليوم يتم الاعلان عن تنفيذ عدد من المشاريع وغالبا ماتكون العروض الخارجية اسعارها اقل للتجهيزات مما يحيد العارض الداخلي ولكن هناك كارثة في الموضوع لان من يقوم بالتقييم يتناسى تكاليف الخطأ ويتجاهل توطين الصناعة عدا عن ان العرض الخارجي بكامله يمول بالقطع الاجنبي فيما العرض المحلي يمؤل جزء بسيط منه بالقطع .

بالعودة الى تكاليف الخطأ وتوطين الصناعة ، هناك من يقدم تجهيزات منخفضة السعر ولكنه يتحكم بالبرامج وقطع الغيار ، يعني كمن يشتري سيارة بمئة الف ليرة ومفتاحها بعشرة ملايين ، بينما العارض المحلي موجود يُحدّث البرامج ويؤمن القطع ويتقاضى بالليرة السورية .

الامر ايضا مرتبط بتوطين الصناعة ، فالعارض المحلي يمكن ان اطلب منه توطين هذه الصناعة ، فعلى سبيل المثال ماتقوم به وزارة الصناعة لتوطين صناعة السخان الشمسي هو الخيار السليم لانه يوطن صناعة ويشغل يد عاملة ويوفر القطع ويخلق المنافسة وهذه كلها قييم مضافة لا يقدمها او يتمتع بها العارض الاجنبيي ، ايضا وزارة الكهرباء تقوم بتوطين صناعة عدادات الكهرباء والمحولات ويمكن للنفط ان توطن كل مكونات برنامج البطاقة الذكية ولا يحتاج الامر الا لتبرير وقرار .

بالفترة الماضية انتقلنا من الاقتصاد الانتاجي الى الاقتصاد الريعي مثل المصارف وشركات التامين والمولات التجارية والمنشأت السياحية وهذا كلفنا الكثير ولذلك علينا ان نستعد للمرحلة القادمة بتوطين متطلباتها لا بتوريدها من الخارج ، فالعرض يمكن تضمينه توطين متطلباته لنستمر وحينها يمكن للمُقيّمين ان يشاهدوا الفرق بين العارض المحلي والخارجي .

 

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]