إخفاق بالطول وبالعرض..الترهل والروتين كسر طموح الحكومة والفلاح بمشروع واعد..؟!!

الخبير السوري:

خطط كبيرة يضعها صندوق تمويل المشروع الوطني للتحول إلى الري الحديث في بداية كل عام، وهو أمر واجب لأن خطر الجفاف بات واقعاً، واستنزاف الموارد المائية لم يعد مقبولاً في ظل التغيرات المناخية القاسية التي تشهدها المنطقة والعالم.

إلا أن الأرقام الصادرة عن إدارة الصندوق غير مبشرة، إذ كانت الخطة الإنتاجية للصندوق هذا العام تحويل 2205 هكتار للري الحديث، بميزانية تبلغ 22.05 مليار ليرة، وعلى أرض الواقع فإن 316 مزارعاً استفادوا من قرارات المنح لشبكات الري الحديث عن طريق الصندوق في محافظات ريف دمشق وحلب ودرعا وطرطوس وحماة وحمص واللاذقية والسويداء والقنيطرة وبمبلغ إجمالي 11.5 مليار ليرة، بلغت قيمة الدعم 4.415 مليار ليرة.

  • 27 %نسبة تنفيذ خطة الصندوق في وحدة المساحة

وحسب أرقام الصندوق فقد تم تنفيذ 279 شبكة ري حديث هذا العام بمساحة إجمالية تقارب 600 هكتار بمبلغ قدره 8.1 مليارات ليرة، أي بنسبة تنفيذ تزيد قليلاً على 27.2% في وحدة المساحة!

وحسب أبو أحمد أحد العاملين في تجهيزات الري الحديث في منطقة الغاب فإن أهم أسباب ضعف الإقبال على قروض التحول إلى الري الحديث يعود إلى الروتين الذي ساد بعد أن أصبحت الكتلة المالية المتاحة في الصندوق مركزية في إدارة الصندوق بالعاصمة، بعد نجاحها قبل ذلك، وحالياً تقدم الطلبات إلى فروع الصندوق، لتطلب الأموال اللازمة وفقا لحجم  المشاريع  وحاجتها، بعد دراستها مالياً، وتجهز الأضابير بعد تدقيقها فنيا من قبل المصارف الزراعية، ومطابقتها لشروط التمويل وبيان ملكية العقار لصاحب المشروع، مشيراً إلى أن بعض الأضابير “تنام” حوالي الثلاثة أشهر في المصارف والجهات الأخرى المعنية.

من جهته يرى أحد المزارعين في الغاب أن غياب المحروقات أوقف الكثيرين عن التفكير في مثل هذه المشروعات لأنها ستكون غير مجدية في حال عدم توفر الطاقة، هذا إضافة إلى أن ارتفاع تكاليف الإنتاج والمعيشة، وضعف التسويق قلل من جدوى الاستثمار الزراعي بكل أشكاله بما فيه التحول إلى الري الحديث، رغم المغريات والتسهيلات الكبيرة التي يقدمها الصندوق، فإذا كان  صاحب المشروع  سينفذ نقداً يسدد 50% من التكاليف والصندوق يتكفل بالباقي، أما إذا ذهب إلى خيار التقسيط سيدفع 40% من قيمة القسط والصندوق سيدفع الباقي، وهذه تسهيلات كبيرة، لكن بسبب الروتين والأسباب السابقة فإن الإقبال خجول جداً.

  • ثلاثة أشهر على الأقل يستغرقها الحصول على التمويل

خلال العام القادم قلص الصندوق من خططه معلناً نيته تحويل حوالي 1700هكتار إلى الري الحديث بميزانية قدرها 20 مليار ليرة موزعة على مختلف المحافظات بالإضافة إلى 700 هكتار في منطقة سهول حلب الجنوبية، لكن هل سيستطيع تحقيق نسبة تنفيذ أعلى من العام الماضي مع استمرار ظروف القطاع الزراعي على حالها؟

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]