من مصدِّرين إلى مستوردين بكثرة… محاصيل «التراث الزراعي السوري» تتراجع بنسبة 80%

الخبير السوري:

تراجع إنتاج المحاصيل الحقلية (العدس- الحمص) بشكل لافت خلال سنوات الحرب بسبب خروج الكثير من الأراضي عن السيطرة، إضافة إلى التغيرات المناخية التي لعبت دوراً أساسياً في ذلك .

وتحولت سورية إلى دولة مستوردة للعدس بعد أن كانت من أوائل الدول تصديراً في السابق، حيث بلغ الإنتاج الإجمالي لهذا العام ١٨.٢٢ ألف طن فقط، كما انخفضت مردودية الهكتار الواحد من 1100 كغ إلى207 كغ حسبما قال رئيس دائرة المحاصيل الحقلية في مديرية الإنتاج الزراعي في وزارة الزراعة المهندس أحمد حميدي .

وأضاف حميدي أن محصول العدس من المحاصيل الشتوية ويزرع في البلاد بعلاً ومروياً إلّا أن المساحات المروية أقل من البعلية نتيجة التغيرات المناخية التي أثرت في المساحات المروية المزروعة والتي هي أساساً قليلة ولا تكفي للاستهلاك المحلي، لافتاً إلى أن الإنتاج الإجمالي للعدس لهذا العام بلغ نحو 18022 طناً.

وبيّن حميدي أن أسباب تراجعه تعود إلى خروج كثير من الأراضي الزراعية من الخدمة بفعل الحرب و هجرة الفلاحين وخاصة في منطقة (الحسكة – حلب- درعا – إدلب)، علماً أنه لا يزال بعض تلك المساحات خارج السيطرة، مشيراً إلى أن المساحة المزروعة لموسم 2021- 2022 هي 87086 هكتاراً، كاشفاً عن انخفاض مردودية الهكتار الواحد من 1100 كغ للهكتار إلى 207 كغ، وهي تختلف من موسم لآخر حسب الظروف الجوية .

وذكر حميدي أن سورية تحولت إلى دولة مستوردة للعدس، بعدما كانت من الأوائل في إنتاجه، ويعود ذلك للأسباب المذكورة سابقاً والتي أدت إلى انخفاض إنتاج وإنتاجية محصول العدس في سورية، موضحاً أن العدس كبقية السلع الغذائية الأخرى يتأثر بالعرض والطلب والحاجة إليه، لذلك فقد ارتفعت أسعار العدس إلى نسب كبيرة جداً لتأثر الأسواق المحلية، كما الأسواق العالمية بالأزمات السياسية والاقتصادية .

ونوه بأهم المناطق والمحافظات التي تتم فيها زراعة العدس، سابقاً (الحسكة – حلب- حماة – الغاب – إدلب – درعا)، أما حالياً فهي( حلب – الحسكة – حماة- الغاب – إدلب).

أما ما يتعلق بمحصول الحمص يقول حميدي: إنه من المحاصيل الغذائية البقولية كالعدس والفول والبازلاء وغيرها ويزرع أغلبه بعلاً، وقد تأثر أيضاً بالظروف الجوية المناخية وبانحباس الهطلات المطرية وارتفاع درجات الحرارة، ما أدى إلى انخفاض إنتاجيته، أما المساحة المزروعة للموسم 2021- 2022 فهي 50956 هكتاراً بينما كان الإنتاج 21256 طناً.

وعن خطة مديرية الإنتاج النباتي الاستراتيجية لتحسين واقع الإنتاج النباتي بشكل عام ومحصولي الحمص والعدس بشكل خاص ذكر حميدي أن تحسين واقع الإنتاج النباتي لكل المحاصيل الحقلية يحتاج إيجاد أصناف جديدة متحملة للتغيرات المناخية وخاصة الجفاف، إضافة إلى صيانة كل شبكات الري الحكومية لإدخال أكبر مساحات زراعية ممكنة في الاستثمار، وأيضاً العمل مع كل الجهات المعنية في الوزارات والمؤسسات على توفير مستلزمات الإنتاج الزراعي بالكميات المطلوبة وفي الوقت المناسب، والأهم إعادة الأراضي للفلاحين لربط استقرارهم باستثمار أراضيهم وإعطاء أسعار تشجيعية لتسويق المحاصيل الحقلية.

تشرين

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]