المخزون الاحتياطي للقمح بأمان .. تنفيذ العقود المتأخرة مستمر والبواخر تصل تباعاً إلى المرافئ

الخبير السوري:

تجاوزت كميات الأقماحالمخزون الاحتياطي للقمح بأمان .. تنفيذ العقود المتأخرة مستمر والبواخر تصل تباعاً إلى المرافئ المشتراة في مركز الاستلام بمطحنة تشرين 10,40 آلاف طن حتى الآن منذ بدء عمليات الشراء بتاريخ 18/6 وحسب المؤشرات يعدّ الأمر جيداً والموسم مبشراً في ضوء الخطة المتوقعة بالمؤسسة السورية للحبوب التي توقعت حصيلة الاستلام بين ٨-٩ آلاف طن أغلبه من مناطق الغوطة الشرقية كالعتيبة والضمير والريحان وعدرا و غيرها، ما يعزز المخزون الاحتياطي وليس الاستراتيجي تبعاً للظروف الراهنة ويصبح في صوامعنا ومستودعاتنا مخزون من القمح بنهاية الموسم حسب قول رئيس شعبة المخازين في “السورية للحبوب” المهندس بشار وهبي لـ “تشرين”.

التقصير وآفة السونة:
يرى وهبي أن الإصابة بحشرة السونة أضرت الفلاحين كثيراً، و لو أن وزارة الزراعة قامت حينها بجولات إرشادية و توجيه الوحدات الإرشادية بتسليم المبيدات للفلاحين في وقتها و رش محاصيل القمح للقضاء على الآفة خاصة في فترة النضج ما بين شهري نيسان وأيار و تجاوز مرحلة النضج اللبني للحبة، لكونها تخرب مادة (الغلوتين) في حبة القمح وبالتالي لا تعطي حبة القمح نسبة طحين كافية، وحسب رأيه لولا ذلك لتجاوز الإنتاج نسبة 20٪ أكثر من الحالي، مؤكداً عدم وجود أمراض أخرى بالأقماح.
وبالنسبة للأجرام أوضح أنها مقبولة بعد رفع نسبتها من 16٪ إلى 23٪ في جدول المقاييس والشراء، ما يساعد الفلاح على تسويق محصوله وخاصة بعد قرار حكومي باستلام الكميات مهما كانت ولو خارج المقاييس الرسمية وعدم رفض أي حمولة كما كان يحصل سابقاً، ما يضطر الفلاح لبيع محصوله للمطاحن الخاصة و طواحين العلف وبالتالي يخسر الفلاح وتخسر الدولة من محصولها الاستراتيجي الذي دعمته بإكثار البذار والسماد والمازوت والمبيدات والتي كانت شكوى الفلاح أثناء التسويق بأنها لا تسلّم بوقتها إضافة للتقصير بتسليم دفعات المازوت وتأخر الري و التسميد ورش المبيدات، ما يسبب الضمور في الحبة وتخسر من وزنها النوعي ومن إنتاجية الدونم الواحد التي تبلغ 300 كغ في حين كانت قبل ذلك 700 -800 كغ.

الشراء و الاستيراد معاً:
ويؤكد أن توريد الأقماح من الخارج بالتزامن مع شراء الأقماح المحلية حالياً لا علاقة له بأن الموسم ضعيف وإنما هو نتيجة عقود متأخرة بسبب العقوبات والحصار، والبواخر تصل تباعاً إلى مرافئ اللاذقية وطرطوس وتفرغ حمولتها و تشحن الحبوب بالسيارات والقطار الصوامع والمستودعات ومن بينها السفينة التي حجزت في لبنان ثم وصلت إلينا و هي تصفية لأربعة عقود قديمة.
وبيَّن أن مراكز الاستلام الأربعة في فرع دمشق بمطاحن الكسوة والسبينة والغزلانية وتشرين، بلغت كمية الأقماح المشتراة فيها حوالى 23 ألف طن تقريباً وتخزن في الصوامع وعمليات الشراء مستمرة لآخر العام، علماً أن الاستلام انخفض ويقتصر حالياً على 20 و30 طناً يومياً بعد أن كان 500 طن، وسيحدد فرع دمشق لاحقاً يوماً أو يومين في الأسبوع للاستلام، بينما المراكز المؤقتة تغلق عادة في 1/9 و التي أحدثتها الإدارة العامة سابقاً في سنوات الثورة الزراعية بالتسعينيات.
الموسم بشكل عام:
لا شك في أن إنتاجنا الزراعي تأثر بالحرب والحصار الاقتصادي الجائر المفروض علينا، إضافة إلى أن أغلب الأراضي المستثمرة زراعياً والتي تهجّر الأهالي منها كالرقة ودير الزور لم يرجع الفلاح لزراعتها رغم أنها أصبحت مستقرة وضمن القطاع الآمن على عكس البعض في منطقة الغوطة الذين اتجهوا للزراعة بعد أن تدمرت مهنهم و محلاتهم، كما أشار بحديثه، مبيناً أن نصف محصول سورية من الحبوب يأتي من الجزيرة وما يعادل 300 ألف طن من حماة وحلب و الرقة خاصة أن القمح السوري القاسي هو الأجود و المرغوب عالمياً لغناه بالبروتين والبلورية المرتفعة بنسبة 90٪ والتي تجعله منتجاً صناعياً في الصناعات الغذائية كالمعكرونة، متفوقاً بذلك على القمح المستورد الطري.
ورأى أن حال المخازين بشكل عام مطمئنة وبأحسن أوقات العام بالنسبة للمخزون الاحتياطي، إضافة للعقود المستمرة بتوريد القمح حتى آخر السنة مشيراً إلى أن المطاحن كلها تعمل على مدار الساعة ولا خوف على مخزوننا من القمح بكل المحافظات.

وأخيراً:
لفت بتصريحه لافتقاد الكادر الشبابي الفني والخبير في عمل المطاحن بسبب الأزمة و هجرته إلى الخارج مضيفاً بقوله: نحاول التعويض بمسابقات لكن أغلب المتقدمين من الإناث، رغم أنه عمل إنتاجي مجهد ورئاسة الوزراء تدرك ذلك لكن ما باليد حيلة. متمنياً زيادة راتب بدء التعيين و إضافة محفزات من تعويض طبيعة العمل والتأمين الصحي ورفع قيمة بدلات الوجبة الغذائية واللباس لكي يتشجع الشباب على العمل في هذا المجال وبالتالي رفد القطاع العام بموارد بشرية مؤهلة لاستمرار العملية الإنتاجية..تشرين
حسام قره باش

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]