بدائل تحت الطلب لتلبية إنماء ثروة سورية مأزومة..

الخبير السوري:

شطحت أسعار المواد العلفية مؤخراً إلى مستويات فلكية كنتيجة طبيعية لتحكم المستوردين بسوقها وبيعها في “السوداء” بأسعار خيالية يعجز الفلاح والمربي عن شرائها وخاصة أن تكاليف الإنتاج الأخرى في ازدياد مرهق، وسط تعثر عملية الاستيراد وارتفاع تكاليفه من جراء العقوبات الاقتصادية وصعوباته، ما دفع وزارة الزراعة نحو الخيار الأسلم والأصح المتمثل بتأمين المقنن العلفي ذاتياً عبر اعتبار محصول الذرة الصفراء من المحاصيل الاستراتيجية والتوجه نحو التوسع بزراعته بغية توفير احتياجات المداجن وغيرها محلياً والتخلص من الاستيراد وآثاره السلبية.

خطوة في الاتجاه الصحيح..
هذا القرار الاستراتيجي أكده لـ”تشرين” رضوان حرصوني مدير زراعة حلب بقوله: الاهتمام الحالي يتركز بالدرجة الأولى على الزراعات الصيفية التكثيفية وخاصة الذرة الصفراء، بعد توجيه وزارة الزراعة بالتوسع في زراعتها بهدف حل مشكلة الأعلاف، التي ارتفع سعرها بشكل مبالغ فيه خلال الفترة الماضية لكونها مادة مستوردة وضرورية لقطاع الدواجن”.
وأضاف: تأمين مادة الذرة الصفراء ذاتياً بغية استخدامها كمقنن علفي سيسهم بشكل كبير في حلّ مشكلة الأعلاف للمداجن ويخفف من تكاليف الاستيراد وفاتورته المرتفعة، الأمر الذي سيكون له منعكس إيجابي على توفر مادة الفروج وطرحها في الأسواق بأسعار مناسبة للمواطنين.
ولفت حرصوني إلى أن المساحة المزروعة بمحصول الذرة الصفراء العلفية بلغت 35 ألف هكتار في ريف حلب وتحديداً في منطقتي دير حافر ومنبج، متوقعاً إنتاج 250 ألف طن، مشدداً على الدعم الكبير الذي قدم لفلاحي هذا المحصول وخاصة بعد إدراجه ضمن المحاصيل الاستراتيجية، ما شجعهم على زراعة أراضيهم بهذه المادة الأساسية اللازمة لقطاع الدواجن على نحو يخلّص الفلاحين والمربين من تحكم المستوردين وفرض أسعارهم المرتفعة، مشدداً على أهمية هذه الخطوة في توفير القطع الأجنبي وتأمين احتياجات المداجن والقطاعات الزراعية الأخرى من الأعلاف، مشيراً إلى أنه ستتم دراسة زيادة المساحات المزروعة في العام القادم من هذه المادة المهمة والضرورية.
بدوره رأى وائل زيتوني رئيس غرفة زراعة حلب أن التوسع في زراعة الذرة الصفراء بغية تأمين المقنن العلفي محلياً والاستغناء عن الاستيراد خطوة في الاتجاه الصحيح في دعم القطاع الزراعي، وخاصة عند معرفة أن السبب الأساس لغلاء أسعار الفروج مثلاً هو ارتفاع أسعار المواد العلفية المستوردة، مشيراً إلى أن اتخاذ قرار زراعة الذرة الصفراء وعدّها من المحاصيل الاستراتيجية يأتي ضمن مجموعة من الإجراءات التي اتخذها وزير الزراعة من أجل تخفيض الأسعار على المربي والمواطن، لافتاً إلى أن طرح مناقصات لشراء مجففات آلية للذرة الصفراء بغية تجهيز هذا المنتج كمقنن علفي، معتبراً أن التوجه نحو تفعيل سياسة الاكتفاء الذاتي بدل دعم المستوردين يوفر ملايين الليرات على الخزينة ويدعم المنتجين ويسهم في تأمين سعر البيض والفروج بأسعار معقولة للمواطن، مبيناً أنه في حال تم حل مشكلة توزيع المقنن العلفي والمحروقات على قطاع الدواجن سيكون لذلك أثر إيجابي كبير في إنقاذ هذا القطاع الاقتصادي الحيوي..تشرين
رحاب الإبراهيم

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]