في موسم نتائج الاختبارات الصعبة..وزارة الزراعة تبرر إخفاقات القمح..اتهمت الجميع وبرّأت نفسها؟؟ّ!

الخبير السوري:

لم توضح وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي جدوى مراجعة خطة وآلية زراعة القمح في البلاد، بعد تراجع إنتاج المحصول لأسباب أرجعتها إلى شدة التغيرات المناخية، وانخفاض معدلات الهطل المطري خلال العامين الماضيين.. رغم أن الهاطل خلال الموسم الأخير كان مقبولاً ويفترض أن يحقق عائداً أفضل مما تم جنيه .

و رغم أن الحكومة استجابت وعدّلت الخطة الزراعية التي كانت قد أقرّتها على أيام وزير الزراعة السابق، وتبنّت الخطة التي دفع بها الوزير الحالي المهندس محمد حسان قطنا، إلا أن الوزير بيّن خلال ورشة عمل حوارية جمعت الخبراء والمختصين والأكاديميين لمناقشة واقع وإنتاج محصول القمح، أن مليون فلاح في سورية ينتظرون الخطة الزراعية ومستلزمات الإنتاج ليزرعوا بطريقة صحيحة ويحققوا أرباحاً من زراعتهم..وهنا السؤال ..ماذا عن الخطة التي تمت مجاملة الوزير واعتمادها من الحكومة..؟؟

لدينا في سورية مساحات هائلة من الأراضي غير المزروعة بعلاً في مناطق الاستقرار المطري الأولى…بسبب عدم توفر المستلزمات وهذه في المناطق الجبلية في الساحل وكانت تنتج ما يكفي لحاجة المحافظتين اللاذقية وطرطوس، وهي غير مروية تعتمد على الإنتاج البعل..

إلا أن وزير الزراعة يشير إلى أن الاعتماد على الزراعة البعلية في زراعة القمح هو بمثابة تحدٍّ كبير، وسبب زيادة الإنتاج هذا العام على الرغم من تراجع الأمطار كان نتيجة زيادة المساحات المروية من القمح..

واعتبر قطنا أنه بعد موسم الجفاف في 2008 و2009 وانخفاض إنتاج القمح إلى الحدود الدنيا كان يجب علينا أن نفكر بأسلوب جديد لإدارة الإنتاج، وتطبيق القوانين الصارمة، كون الأرض الزراعية خلقت زراعية ويمنع التعدي عليها، لكن للأسف لم يتم هذا الأمر، ولم نفكر بأسلوب جديد لإدارة الإنتاج..دون أن يوضح لماذا لم يبدأ بتوطين أسلوب جديد هو كوزير ذو صلاحيات؟؟

قطنا يوضح أن سنوات الحرب أدخلت سورية في دهليز تأمين احتياجاتنا من القمح، وخسرت المخزون الاستراتيجي واضطرت للاستيراد، وإذا استمر العمل بنفس السياسات فنحن عاجزون عن تحقيق أمننا الغذائي..والسؤال هنا هم: من سيغير هذه السياسات؟؟!!

ودعا قطنا الباحثين والأكاديميين والمنظمات المحلية والدولية والمهتمين لمراجعة الخطط والبرامج الخاصة بزراعة القمح، من برامج الموارد المائية، وبرنامج مستلزمات الإنتاج، وتوفيره ضمن التوقيت المحدد، ومراجعة عامل الأصناف المزروعة..ونرى هنا أن على السيد الوزير لملمة الارتكابات في توطين الأصناف التي جرت بإدارة ” خبراء إيكاردا” و أوقعتنا في الكارثة الراهنة..

وفي عودة إلى الاسطوانة التقليدية التي أدمنتها معظم الوزارات…قال قطنا إن بعض الجهات لا تعترف بتأثير التغيرات المناخية على القطاع الزراعي على الرغم من التغيرات القاسية التي مرت هذا العام التي كانت استثنائية من حيث تأخر هطول الأمطار، وتباين الشدات المطرية وسوء توزيع هطول الأمطار، وانخفاض معدل الهطول المطري إلى 40% من المعدل العام، وانحباس الأمطار وحدوث الصقيع الشتوي والربيعي، وزيادة أيام هبوب الرياح وشدتها، وتباين درجات الحرارة والأمراض والآفات.

المشكلة أن الطبيعة لا تعترف بالذرائع ولا التقارير الذرائعية…الطبيعة صادقة وليست بالغادرة، لم تعطنا إشارات مزيفة ومفبركة لنتفاجأ بالعكس…نحن من نبحث دوماً عن أحد ما نتهمه ونلقي عليه العتب والملامة..لسنا أما أية معطيات جديدة في الواقع ولسنا متفاجئين مطلقاً..لكننا قلقين فعلاً..

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]