امتحان راسب ويعيد..؟!

ناظم عيد – الخبير السوري:

كفوا قليلا عن الإسفاف في الحديث عن الاستثمارات الثقيلة، وتطوير اقتصاد المعرفة على الطريقة السورية..لاتضيعوا الوقت في ثرثرات البزنس الدسم، فثمة وقائع مؤلمة وواقع أليم أليم..
اليوم نقف على أبواب موسم بات الموسم الإستراتيجي رقم واحد على قائمة التصنيف المحلي، بعد التنحي المؤلم للقمح ومثله القطن..
موسم الزيتون الذي طالما اكتفينا بالتصفيق لأنفسنا على حيازتنا لموقع عالمي متقدم بإنتاجه، وكأننا أمام مباراة قدم نترقب تسجيل الأهداف وليس إلا!!

الآن يبدو التساؤل “الإستراتيجي” كما هذا المحصول..ماذا حضرنا للإستفادة القصوى من وفرة الزيت الموعودة..هل سنترك الفلاح البائس فريسة تاجر وبضعة تابعين له ليستفردوا بالفلاح ويداهمونه في المعصرة للاستيلاء على رزقة بأبخس الأسعار مستغلين الظروف الصعبة التي يعانيها الجميع ..وجمع الكميات لتصديرها “دوغمة” وتحقيق الأرباح على حساب البلاد والعباد ؟؟
تخيلوا أن أسبانيا المصدر الأول لزيت الزيتون على مستوى العالم..هي أكبر مستوردي زيت الزيتون السوري..؟!!

الحقيقة المرة أن هذه النعمة – زيت الزيتون – باتت محرجة لنا لأنها تذكرنا بالعجز المطبق والإخفاق بإنعاش قطاع التصنيع الزراعي..والفشل في الخروج من دوامة الصادرات الخام – معظم صادراتنا خاما – وهي التي تتسبب بفوات هائل للمنفعة في زمن نبدو بأمس الحاجة للاستفادة من كل ذرة تراب منتجة في بلادنا..
لننسى الماضي ونركز على الموسم الوشيك..فهو الامتحان القريب لما ستتفتق عنه إبداعاتنا..نحن من أبدع في إدارة النقص وأخفقنا في إدارة النعمة ..سننتظر
هامش:
في تونس البلد الذي نتبادل معه المرتبة الرابعة والخامسة عالميا بإنتاج زيت الزيتون ..لايصدروا غرام واحد خاما..والتصنيع يصل إلى حد إنتاج “أمبولات زيت سعة ملعقة واحدة” تقدم مع أطباق السلطة في المطاعم..ونحن نصدر بصفيحة التنك؟!!

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]