وصفة لسد عجوزات الخبز أو تقليصها..أتمتوا كامل حلقاته .. واحموه من الفساد والسرقات .. فهنا الوفر الحقيقي ؟

 

الخبير السوري:

 

أكدت حكومة حسين عرنوس ” وهي محقة في ذلك ” أنها مستمرة في برنامجها القائم على إعادة توجيه الدعم الى مستحقيه , فلجأت الى وضع قائمة من الأسر والأفراد استبعدتهم بموجبها من منظومة الدعم قياساً الى معايير الثروة والملكية ومن بين الملكيات السيارة كما تابعنا جميعاً ؟

 

 

قد يكون حل توجيه الدعم أمراً مقبولاً وربما ضرورياً في هذا الوقت الذي تعاني فيه البلاد من عجز كبير من موازنتها تماما كما تعاني من صعوبة تأمين المواد الأساسية بما فيها الأدوية نتيجة الحصار والعقوبات وما تسبب به ذلك من صعوبات في التحويل وارتفاع فاتورة الاستيراد والشحن  , فرأت الحكومة أنّه بالامكان اللجوء الى ردم جزء من هذه الفجوة عبر رفع الدعم عن قسم من الناس الذين ترى أن بإمكانهم المضي قدما في الحياة بلا دعم ودون الحاجة له الا فيما يتعلق بتوفير المواد المدعومة نفسها , وفعلا تم الاعلان عن خروج أصحاب 600 ألف بطاقة من الدعم و قد يختصر الرقم قليلا بعد النظر في الاعتراضات ؟

 

 

سياسة توجيه الدعم بشكلها الحالي لن يتم التراجغ عنها وفقا لما تم التصريح والاعلان عنه من قبل الحكومة ومسؤوليها ؟

 

 

ولكن ..

 

 

ألا تعتقدون أنه واستنادا لمجموعة من المعطيات ضرورة  استبعاد الخبز من أي سياسة توجيه للدعم أو من أي عملية رفع للأسعار بحجة  اختصار فاتورة الدعم الكبيرة وتوفيرها للموازنة التي تعاني ؟

 

 

خاصة وأنّه يتبين للجميع أنّ الخبز فعلاً هو خط أحمر باعتباره لقمة المواطن الأساسية . وبالتالي  يجب التعامل معه بشكل مختلف وعدم إدراجه مع السلع المدعومة الأخرى .. بل السلع الأخرى يجب رفعها لمصلحة الاستمرار بالدعم الحالي للخبز ؟

 

 

منذ أن بدأت سياسة إدارة النقص والتي كانت لهدفين:

 

 

الأول : توزيع المواد بعدالة على الناس .

 

 

والثاني : محاربة الفساد الكبير في قطاع الدعم والذي تكرس عبر عقود من الزمن وصارت له سطوته وقدرته على محاربة أي قرار يطال الدعم خاصة في موضع أتمته ؟

 

 

نعم الأتمة التي لم يتم الوصول الى النجاح الكامل بها حتى الآن  ,  ولازلنا في حلقة البطاقة الذكية التي تم النجاح في تكريسها كآداة لتعزيز عدالة توزيع المواد ومع ذلك هناك من يحاربها بطريقة عمياء لأنها قطعت رزق الفاسدين والحرامية الى حد كبير لصالح الناس .علما أن الشكل الحالي لدور البطاقة الذكية يجب أن يستكمل عبر المضي قدما باتجاه تطبيق الأتمتة الكاملة وبشكل يشمل كامل مراحل العمل سواء في الخبز أو المشتقات النفطية بما يضمن يقوض الفساد ويمنعه من مد يده الى مستحقات الناس وحقوقهم ؟

 

 

ما يهمنا الآن هو  الخبز والذي نعتقد أنه يجب أن يكون آخرسلعة مدعومة يجري رفع أسعارها أو استبعاد الناس منها إن كان لا بد من اللجوء الى هذا الخيار تحت وطأة الظروف الصعبة , على أنّه كان من الافضل العمل على تقليل فاتورة دعم الخبز “لقمة المواطن السوري ”  عبر العمل على أتمتة كافة المراحل التي يمر بها الخبز ابتداء من استلام القمح سواء من الحقول او من الموانئ ومراقبة كل حبة حنطة الى أين تذهب وصولاً الى تأمين الجودة والوزن في كافة الأفران , وفرض الحصار الحقيقي وبالقانون الذي يمنع الغش وسرقة خبز المواطن والتلاعب بجودته ووزنه ؟

 

 

والأمر أي أتمتة العمل كاملا في قطاع الخبز وفقا لما أكده خبراء هو أمر متاح , وليس صعباً ,  وهو مطروح منذ البداية ولكن هناك فاسدين ومستفيدين من بقاء الواقع على حاله , فتولوا مهمة عرقلة أي جهد يبذل  لأتمتة مراحل الخبز وبشراسة تماماً كما يحدث في المازوت والبنزين ؟

 

 

كان بالإمكان أن يتم تعهيد الأمر الى خبراء اقتصاديين وفنيين قادرين على وضع حسابات دقيقة للبيدر كما يقولون , بحيث يخرجوا بحل فني وتقني يمكن من خلاله مراقبة الخبز بكافة مراحله وحمايته من السرقات  عبر تنفيذ عمليه أتمتة بسلسلة متصلة وغير منقطعة مع فرض تأمين رغيف جيد و بوزن كامل غير مسروق والعمل على معالجة كافة التفاصيل التي يمكن أن تظهر كإعطاء صاحب الفرن حقه  مقابل إخضاعه لعقوبات صارمة فيما لو سرق وتلاعب بالوزن أو بالجودة ؟

 

 

الى جانب القيام بعملة تحسين لرواتب وأجور العاملين في سلسلة مراحل انتاج الخبز , و إلزام الرقيب “ونقصد التموين  “بواجبه دون فساد وتلاعب وتواطؤ ؟

 

 

الخبز اليوم كان يحتاج للتعامل معه بشكل مختلف تماما عن السلع الأخرى باعتباره مادة غذائية أساسية   لسد رمق المواطن وليس لسد فجوة الموازنة , أصلا ماهو دعم تاثير الخبز في الموازنة حتى يعول عليه لتقليل عجزها ؟

 

 

إذاً لابدّ من إخراج الخبز من سياسة الدعم الحالية أياً كانت اتجاهاتها وإلى أين تسير والتركيز على وضع خطة لزراعة القمح ضمن الظروف الحالية بكل خصوصياتها وتحدياتها , ولانعتقد أنّ الامر صعب طالما أنّ هناك عقول اقتصادية من المفترض أنّها قادرة على التخطيط بشكل سليم ومتوازن لتأمين احتياجات البلد من القمح وبالتالي من الخبز بشكل ميسر ودون أي تعقيدات ودون أي استبعاد    ؟

 

 

إن مجمل الظروف الاجتماعية والمعيشية الحالية يجب أن تؤخذ بكثير من الاهتمام والتفاعل ولايجوز التعالي فوقها , فتنظيم الأمور والتعامل معها مع الأخذ بالنتائج المحتملة هو أقل تكلفة من الانصياع لنتائج معينة لم يتم حسابها جيداً , بل قد تضطر هذه الحكومة والتي ستخلفها  للتراجع عنها وتحمل تبعات التراجع ؟

 

 

فليست كل الحسابات هي أرقام , بمعنى استبعاد فئة من الناس من الدعم فيقل النقص في الموازنة ؟ دون حساب أن المتغيرات الكبيرة والكثيرة التي يمكن أن تحدث .. خاصة وأن الخبز قد يصبح تحدي حقيقي أمام جزء مهم من المستبعدين أنفسهم  لسبب أو لأخر .

 

 

وحتى لو افترضنا أنه ستم توزيع جزء من الوفورات على مستحقي الدعم الأشد فقراً والمهمشين وغيرهم فهذا يحتاج إلى بناء سليم للبيانات والمعلومات التي يمكن من خلالها التمكن من امتلاك ناصية  الاستهداف الصحيح والدقيق ..  لأن الإستهداف قد يكون أصعب من الاستبعاد

 

 

هذه البلاد تمر بظروف خاصة جدا .. عشر سنوات من الحرب اخرجت النفط والقمح بكمياته الأكبر من حسابات بيدر الموازنة

 

 

هذه البلاد تخضع لأشد قوانين العقوبات والحصار ظلما ؟

 

 

هذه البلاد تعاني من التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة بشكل شكل فجوة لن يردمها إلا الانتاج وقد يحتاج الأمر لسنوات حتى تتوازن الأمور . لذلك لابدّ من دراسة الخيارات جيداً وتثقيل مواد لحساب مواد أخرى  ؟

 

 

كل هذا ويفترض أن يكون التخطيط الآني والمستقبلي ” على المدى المنظور تحديدا ”  مختلف عما نشهده حالياً من الجنوح للتخطيط البعيد المدى على اهميته ؟, وأن تكون قراءة عجز الموازنة بشكل مختلف تماماً ؟ فاليوم قد يساعد الدعم في ردم جزء من الفجوة ولكن ستصل الحكومة الى مرحلة لن تتمكن فيها من التعويل على الدعم لردم أي شيء إذا لم تبادرالى التخطيط الجيد والدقيق والمحسوب على التوازي من أجل الدفع بالعمل والانتاج بشكل أوسع وأعمق وأكثر مقاربة لما  يجري الحديث عنه ويتم التباهي به حاليا ؟؟

 

 

كل القرارات مهما بدت براقة وجيدة يجب أن يظهر بريقها بشكل واضح على الحراك الاقتصادي والانتاجي .. وعلى حياة الناس ومعيشتهم ؟

 

 

لذلك أخرجوا الخبز خارج أي تغيير بسياسة الدعم , وأبقوه خطاً أحمراً وعريضاً جداً  ..والتركيز على تخليصه من الفساد والتلاعب به فهذا أفضل على الأقل في هذه المرحلة وريثما تنطلق عجلات الانتاج على كافة جبهاتها  ؟

 

 

الخبز يحتاج الى تحريره من الفساد وبمجرد القيام بذلك سيكون الفرق كبيراً جداً ولصالح الموازنة , والأهم سيكون هناك رضى الناس على لقمتهم الأساسية  .. اللقمة التي تشكل أهم مقومات العقد الاجتماعي بين الدولة ومواطنيها ؟

 

 

رشدوا بمكافحة الفساد ..

 

 

أعطوا  الناس كفايتها من الخبز الجيد بوزن حقيقي غير مسروق .

البطاقة الذكية هي أداة حقيقية لتنفيذ السياسات فأحسنو وضع هذه السياسات ؟

الوفر يكون برغيف محرر من الفساد والسرقات والغش وإن كان لابد من رفع أسعاره فأعطوا المواطن الدعم نقدا ؟؟..سيرياستيبس

 

 

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]