تنظير صحفي

معد عيسى
أكثر من 22 مليون سيارة في العالم تعمل على الغاز الطبيعي لأنه أكثر أماناً ونظافة وفعالية وأقل كلفة وبنسبة تزيد على ٤٠ % في الحدّ الأدنى عن غيره من المشتقات النفطية الأخرى فمثلاً في مصر التي لديها أكثر من مليون سيارة تعمل على الغاز يكلّف متر الغاز المكعب والذي يعادل لتر بنزين ٣،٥ جنيه فيما يكلف لتر البنزين ٨.٧ جنيه أي متر الغاز أقل ب ٥٠ % من البنزين.
التحول لاستخدام الغاز بدل البنزين والمازوت ليس ترفاً تعيشه أكثر من ثمانين دولة بالعالم تعتمد على الغاز في قطاعات النقل والتدفئة والصناعة وقليلاً في الكهرباء ولكنّه وليد الحاجة والظروف الصعبة ولا أظن أن أحداً يعيش أصعب من ظروفنا ، وليست عملية تحويل سياراتنا للعمل بالغاز بالعملية المكلفة ولتكن على الأقل في المرحلة الأولى لوسائل النقل العامة والشحن ولن تؤثر الكميات التي تحتاجها السيارات من الغاز على وضع الكهرباء ، فبئر أبو رباح الذي تمّ وضعه بالخدمة قبل أيام باستطاعة ٣٠٠ ألف متر مكعب من الغاز يكفي لتشغيل ٣٧٥٠٠ سيارة تحصل يومياً على ٨ متر مكعب من الغاز أي ما يعادل ٥٠ لتر بنزين أسبوعياً .
الأمر ليس مقعداً ولا مستحيلاً وليس ترفاً وكان يلجأ إليه بعض الأشخاص بشكل مخالف بتركيب اسطوانة غاز لسيارته ولكنه يحتاج إلى إرادة حكومية تعلن ذلك وتدعو الشركات لتنفيذ المشروع بتمويل من المصارف وكما ذكرنا في المقدّمة هو غير مكلف و أرخص وأعلى مردوداً وأكثر أماناً للبيئة والإنسان.
سيذهب البعض للقول بأن من عجز عن تأمين الغاز المنزلي للبيوت كيف سيوفر الغاز للسيارات ؟ الأمر مختلف تماماً فالسيارات تعمل على الغاز الطبيعي المضغوط فيما الغاز المنزلي يستخرج من الغاز الطبيعي بعملية تصنيع معقدة ومكلفة٠
ما يحدث في المنطقة قد يوقف توريد المشتقات النفطيةإلى سورية في أي لحظة، وهو ماسيحدث شللاً في قطاع النقل والحركة واختناقاً في كلّ شيء ولذلك يجب أن نكون جاهزين لاستثمار ثرواتنا التي نملكها ومحرومون منها لقطاعات وإدارات عاجزة عن الابتكار.
من يمتلك ثروات السجيل الزيتي والغاز الطبيعي يجب ألا يعيش أزمة طاقة كهربائية ولا أزمة محروقات وما نحن فيه ليس بسبب الإرهاب الذي دمر قطاع الطاقة فقط بل بسبب سياسات قاصرة ندفع جميعاً اليوم ثمنها والخروج منها يحتاج لجرأة تخصيص أكبر مبلغ من الموارد المتاحة لإطلاق مشاريع الحفر والاستكشاف وإعادة تأهيل المنشآت النفطية والتحول إلى استثمار الغاز بقيمته المضافة لا بحرقه لتوليد الكهرباء بظل وجود السجيل الزيتي.
ما لم نذهب إلى ذلك سيبقى البلد مشلولاً وسنبقى ننتقل من أزمة إلى أخرى ويجب ألا يغيب عن ذلك أيضاً موضوع تقديم تسهيلات والسماح بتوريد السيارات الكهربائية وفتح المجال لإقامة مشاريع لإنشاء محطات شحن البطاريات على الطرق بالطاقة الشمسية.
ما سبق طرحه ليس صعباً ولا خياراً ولا تنظيراً بل ضرورة ويجب أن يحصل وليس كما يقول البعض:أنت متفائل كثيراً لأن ما نراه من فعل الداخل أسوء مما فعله الخارج.

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]