هبّول و خلّ وشويّة دبس عنب..فرصة من ذهب

الخبير السوي – أوس عيد

هبّول تين وزبيب و مربيات بالنكهة الريفية اللذيذة وعرق بلدي ونبيذ، سلسلة طويلة من المنتجات البيتيّة التي برع الريفيون في سورية بإنتاجها بإتقان ومهارة عالية، يمكن أن تكون أفكار جاهزة لمشروعات تنقذ الريف من الفقر، فيما لو تمّ التركيز عليها كمشروعات مستهدفة بالدعم عبر ما نصّ عليه القانون رقم 8 توجه الدول نحو تعزيز التمويل الأصغر.

في السابق كانت الذريعة دوماً تدور حول ضمانات التمويل، وأحياناً ضعف المردود الذي تحققه المصارف من التمويل الصغير، وفي أحيان أخرى كانت الحجة هي قلّة الخبرة المهارات الاستثمارية لدى الفقراء..لكن مع سلسلة المشروعات القائمة في الريف وهي في غالبيتها تحت عنوان ” التصنيع الزراعي”، تنتفي كل تلك الحجج وما علينا إلا أن نبدأ.

تستهلك المدن السورية كامل إنتاج الريف من المنتجات البيتيّة التقليدية، أي الإنتاج الريفي بوضعه الحالي مسوّق بالكامل، وبقي أن نساعد ” الأيدي الريفية الماهرة” على تصدير إنتاجها وتحقيق عائدات بالقطع الأجنبي الذي تحتاجه البلاد حالياً كما احتاجته سابقاً وستحتاجه لاحقاً.

سألت أبي عمّا نحتاجه كي يخرج إنتاج الفقراء في أريافنا إلى الأسواق العالمية، وفهمت أنه يحتاج إلى علامة تجارية ” ماركة”، والعلامة التجارية تحتاج إلى ترخيص صناعي،  ومواصفة ومعايرة وبعدها إلى شركات ومصدرين، كما فهمت أن هذه المنتجات تتمتع بميزات جاذبة لها في أسواق الخارج كما هي مرغوبة في السوق المحلية.

لذا يجب التركيز أولاً على ترخيص خطوط إنتاج في كل المحافظات لتصنيع المنتجات الزراعية التي تشتهر كل محافظة سورية بأصناف مختلفة منها، في السويداء العرق والنبيذ والدبس والزبيب والخل، وفي حماه الهبول وفي حمص الزبيب والعرق البلدي، وفي ريف دمشق قمر الدين والخل..والسلسلة تطال كاف المحافظات.

الفرص قائمة وموجودة..ولدى الريف السوري ما ينقذه من الفقر، والريفيون اليوم أمام فرصة ذهبية للتحوّل إلى “مستثمرين  شاطرين” ..لا تفوتوا الفرصة

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]