الخبير السوري:
تجري حالياً محاولات مكثّفة لتكييف الروزنامة الزراعية مع المتغيرات المناخية والانحرافات الفصلية التي تشهدها سورية مؤخراً، وتجتهد الجهات البحثية من أجل توطين أصناف زراعية ملائمة لمعطيات المناخ الجديدة، الذي بات موصوفا بأنه شبه جاف.
وتستنزف بعض التجارب الزراعية الجهد والوقت والمال جراء عدم الإلمام بكامل الاحتياجات التي تتطلبها عملية إدخال محصول جديد، لتظهر بعض العيوب أثناء عمليات التطبيق.
المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والقاحلة “أكساد”، كان أحد الجهات المتخصصة والفاعلة في هذا الاتجاه، إذ أعلن مؤخراً عن إدخال تجربة محصول بقولي واعد وجديد في المنطقة هو الكينوا الذي يعدّ المحصول البقولي الوحيد الذي يُزرع صيفاً مقارنة ببعض المحاصيل الأخرى التي تُزرع شتاء، كما يعدّ أيضاً غذاء وبديلاً عن الأرز وداعماً للقمح، وفوائده متعدّدة ويستطيع أن ينمو في الظروف الصعبة، وهو منخفض التكاليف وقادر على تحسين جودة التربة، ويستخدم كمحصول علفي، بينما تستخدم بذوره في التداوي.
وتشير مصادر المركز إلى أن زراعة الكينوا أدخلت إلى سورية عام 2015 ونُفّذت تجربة حقلية في محطة بحوث المركز العربي في أزرع – محافظة درعا، خلال عامي 2017 – 2018، بهدف دراسة تأثير أنواع مختلفة من الأسمدة (أخضر، عضوي، معدني) في خصائص التربة وفي نمو وإنتاجية محصول الكينوا، وقد صُمّمت التجربة وفق تصميم القطاعات العشوائية الكاملة، وجرى تحليل التربة قبل الزراعة، وكذلك السماد العضوي المستخدم والمياه المستعملة بالري. حيث أظهرت نتائج الموسم الأول تفوقاً معنوياً في إنتاجية الكينوا من الحبوب للمعاملات المسمدة بالتسميد الأخضر (السيسبان) والسماد البلدي والسماد المعدني، وكذلك ازدادت إنتاجية الكينوا من القش عند تسميد التجربة بالتسميد الأخضر والسماد البلدي والسماد المعدني، وسلكت النتائج المنحى نفسه في الموسم الثاني.
تجدر الإشارة هنا إلى أن البلاد تشهد حالياً ما يشبه ” الفورة” في الاستثمار الزراعي و إدخال أصناف نباتية جديدة تناسب ظروف المرحلة.زمنها ما هو علفي رخيص لحل مشكلة الأعلاف، ومنها ما هو تجاري ربحي كالأشجار سريعة النمو التي تزرع من أجل الاستفادة من أخشابها..إلا أن وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي أطلقت تحذيراتها المتوالية من خطورة الارتجال في إدخال الأصناف غير المدروسة إلى البيئة السورية.
الثورة..
التعليقات مغلقة.