الجوال ..الوحدة الارشادية الزراعية القادمة ..

الخبير السوري:

بدأت وزارة الزراعة بحصاد مختلف هذه المرة، يمكن تسميته ” حصاد المعلومات والمعطيات”، ويقوم على جمع البيانات من الحقول بواسطة التراسل الالكتروني بين الوزارة والفلاح، من خلال الربط بين أجهزة الجوال والمخدم المركزي الذي جرى توطينه في الوزارة، وترى الوزارة أن الخطوة تهدف إلى توفير الوقت وحصاد نتائج تشكل نواة بداية جيدة لوضع خارطة زراعية في جميع المحافظات.
فقد وقعت وزارتا الزراعة والاتصالات اتفاقية تعاون لاستخدام تطبيق من خلال الهواتف الذكية والأجهزة المحمولة الأخرى التي تستخدم نظام التشغيل أندرويد) تحت اسم GORS_DataCollect (GORS_DC) في تنفيذ الأعمال الحقلية، بحيث يتم استقبال البيانات المرسلة من هذه التطبيقات وتخزينها على مخدم وزارة الزراعة بما يضمن الوصول الآمن لهذه البيانات والتحكم الكامل بتلك التطبيقات واعتمادها بشكل رسمي .
وذكرت مصادر في وزارة الزراعة أن ذلك التطبيق يهدف للانتقال من جمع البيانات الزراعية عن طريق الاستمارات الورقية، إلى جمعها من خلال تطبيقات الهواتف الذكية وأتمتتها على شكل استمارات إلكترونية، ومن خلال شراكة العمل بين وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي والهيئة العامة للاستشعار عن بعد حيث تمكن باحثو قسم الدراسات والبحوث الزراعية، وقسم التطوير التقاني في الهيئة العامة للاستشعار عن بعد، من إنجاز هذا التطبيق.
وسيوفر التطبيق عند استخدامه العديد من المزايا والخصائص المتمثلة بالتوفير الكبير جداً من خلال عمليات جمع البيانات التقليدي (بالاستمارات الورقية)، وما تشمله من أوراق وقرطاسية، إضافة إلى التوفير في الوقت اللازم لأخذ بيانات أي عملية لجمع البيانات من خلال عدم الحاجة للكتابة أصلاً، ما يسمح بإجراء مسوحات أكبر في اليوم الواحد ، وعدم الحاجة إلى عمليات إدخال للبيانات الورقية إلى الحواسب لجعلها إلكترونية، إضافة إلى الأخطاء التي تقع نتيجة عمليات الإدخال، وذلك كون الاستمارات المطبقة في التطبيق أصلاً إلكترونية ويمكن استيرادها من المخدمات التي تحفظ بها بشكل إلكتروني (عملية أتممة البيانات من الحقل إلى متخذ القرار).
وتلفت المصادر إلى أن أهم مزايا التطبيق، هي عدم الحاجة إلى استهلاك الوقت في عمليات التحليل بعد إدخال البيانات الورقية، حيث يمكن للمبرمج أن يقوم بالعمل على برمجة عمليات التحليل لإظهارها بشكل مباشر للاستمارات المأخوذة وبالشكل الذي يطلبه متخذ القرار، على سبيل المثال عدد الحقول المصابة بمرض معين نسبة إلى العدد الكلي للبيانات المأخوذة أو المسجلة، أو عدد حقول القمح نسبة إلى عدد الحقول الكلي في العينة، ناهيكم عن ضمان دقة البيان وذلك كون التطبيق متصلاً بجهاز GPS الهاتف الذكي، وبالتالي يحدد موقع معبئ الاستمارة تماماً، والتي يمكن تحميلها على الخرائط والصور الفضائية والتثبت من مكان جمع البيان ومحتوى الاستمارة.
ومن خلال هذا التطبيق سيتم التوثيق ، حيث إنه مزود بتعليمة لالتقاط الصورة بنفس مكان جمع البيانات (تسجيل الإحداثيات والموقع)، وبالتالي يكون مع كل استمارة صورة لموقع جمع البيان، أو مقطع فيديو صغير، وبهذه الطريقة تكون الصورة أو مقطع الفيديو مرتبطاً مع الاستمارة عند تحميلها على المخدم، ويمكن استخدام هذه الميزة في حال عدم معرفة القائم بجمع البيان بمرض أو محصول معين، حيث ترسل الاستمارة المزودة بهذه الصور إلى المختص لمعرفة نوع الإصابة من خلال الصورة أو مقطع الفيديو المرتبط معها، على أن يتم حفظ البيانات بشكل تلقائي على مخدمات الجهة التي تقوم بجمع البيانات، وذلك بشكل إلكتروني ومؤرشف، على شكل جداول يمكن طباعتها بسهولة لوضعها بين يدي متخذ القرار، ويمكن للقائمين على عملية جمع البيانات مراقبة سير العملية لأكثر من مكان وبنفس الوقت من خلال الاطلاع ومراقبة الاستمارات الواردة للمخدم وتاريخ وساعة وصولها، دون الحاجة للتنقل بين هذه الأماكن.
وأشارت مصادر وزارة الرزاعة إلى أنه عند استخدام التطبيق لا حاجة لشبكة الانترنت حين جمع البيانات، إنما الحاجة لها حين إرسال البيانات من القائم بعملية الجمع إلى المخدم.
وتوقّع متابعون أن يؤدي التطبيق والخدمة الجديدة، إلى إحاطة الوزارة بكل تفاصيل العملية الزراعية والمشكلات التي تعتريها، وبالتالي استدراكها في الأوقات المناسبة، لأن معظم المشكلات والأمراض التي تعتري القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني، تعود في انتشارها إلى عدم الإبلاغ عنها في الوقت المناسب.

كما أنّ من شأن التطبيق الجديد، أن يتجاوز حالة التقصير الواضحة لجهاز الإرشاد الزراعي والوحدات الإرشادية المنتشرة في الأرياف، وهو تقصير أدّى إلى تفاقم الكثير من الأمراض، والمثال الحديث عن ذلك كان مرض جدري الأبقار الذي أدى إلى نفوق أعداد كبيرة في المنطقة الساحلية وحماة، كذلك مرض باستريللا الذي أصاب قطعان الأغنام وأدى أيضاً إلى نفوق أعداد غير قليلة من القطعان.

المصدر : الثورة

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]