على ذمة خبير ..التخلي عن قطاع الدواجن يضع سلسلة إنتاج الغذاء على شفا الانهيار..

الخبير السوري:

أكد الخبير في الانتاج الحيواني والنباتي عبد الرحمن قرنفلة ان تربية الدواجن في سورية شهدت تقدما كبيرا خلال العقود الماضية ، وان التطورات التكنولوجية أحدثت ثورة في دور وهيكل مهنة تربية الدجاج في البلاد ، ترافق مع بلوغ درجة جيدة من الاكتفاء الذاتي بمنتجات الحبوب والخضار وإجمالي المحاصيل النباتية ، إلا أن التقدم في جانب المنتجات النباتية ، و يمكن أن يملأ المعدة الفارغة ، لكنه قد لا يساعد في تحقيق النمو المتوازن لجسم الإنسان. حيث تشمل المكونات الرئيسية للنظام الغذائي المتوازن أيضًا البروتينات والدهون والمعادن والفيتامينات من مصادر حيوانية ، وهي ضرورية للنمو. مبينا انه يمكن زيادة المعروض من هذه العناصر بسهولة من خلال زيادة إنتاج منتجات الدجاج.
وقال قرنفلة للثورة إن مربي الدواجن المحليين يشعرون بمسؤوليتهم الكبيرة تجاه توفير لحوم الدجاج وبيض المائدة للمواطنين وبأسعار مقبولة تكون في متناول الطبقة الاشد فقراً ، لأن هذا التوجه يساهم في زيادة فرص تصريف انتاجهم غير القابل للتخزين الطويل منوها الى ان سجلات التجارة الخارجية ووثائق حكومية تشير الى أن المربين كانوا يوقفون تصدير منتجات الدجاج / خلال فترة نشاط التصدير/ من تلقاء انفسهم عندما يشعرون بحدوث عجز في حجم المعروض منها بالسوق المحلية يمكن ان يقود الى ارتفاع الاسعار ، رغم الفرصة الذهبية التي يفتحها التصدير لتحقيق مكاسب مادية لهم تعوض خسائرهم.
واوضح قرنفلة انه وفقاً لبيانات المكتب المركزي للإحصاء ان قيمة الانتاج الحيواني عام 2016 شكلت حوالي 45.5% من اجمالي قيمة الانتاج الزراعي ، وشكلت قيمة بيض ولحم الدجاج ومنتجاته الثانوية حوالي 14% من اجمالي قيمة الانتاج الحيواني، مؤكدا ان تقدم الدواجن حبل نجاة لملايين السوريين ، في وقت شهدت فيه نسبة الدخل الذي يتم انفاقه على الغذاء ارتفاعاً كبيراً تجاوز عتبة الـــ 85 % ، مقابل انخفاض الدخل ونسبة انتاج الأسر للغذاء ، بينما ارتفعت أسعار الأغذية ارتفاعاً كبيراً وأضاف أن من شأن زيادة الاستثمار لإنعاش قطاع الدواجن أن يتيح بشكل كبير الموارد المطلوبة لتعزيز القدرة على تأمين الغذاء الصحي للأسر الريفية ، كما يمكن أن يكون له أثر كبير على وقف تدفق المهاجرين من الريف الى المدن ، بحثاً عن فرص العمل. اضافة الى توليد فرص العمل في صناعات وأنشطة متعددة في الريف. وكذلك تأمين الامكانات المادية اللازمة لبدء اقلاع اعادة اعمار باقي قطاعات الاقتصاد السوري وذلك بفعل سرعة دوران الأموال الموظفة فيه وفرصته في النفاذ الى اسواق الدول المجاورة ودوره في الحد من استيراد عدد من المواد الغذائية.

توزع الإنتاج على خارطة البلاد
وبين قرنفلة ان بيانات توزيع أعداد الدواجن تشير إلى أنها تتركز في بعض المحافظات المحدودة. يتركز 43% من إجمالي عدد الدجاج البياض في المنطقة الجنوبية ، مع 27 ٪ في المنطقة الوسطى و 8.4 ٪ في المنطقة الساحلية ، مع حوالي 13.5 ٪ فقط في المنطقة الشمالية 8.4 % في المنطقة الشرقية وساهم الدجاج البياض بإنتاج / 2.078 / مليار بيضة عام 2017 . وتمثل سلالات الدواجن المحسنة 74٪ من إجمالي الطيور ، وتسهم بإنتاج نحو 90٪ من إجمالي إنتاج البلاد من البيض ، اما دجاج اللحم فقد بلغ انتاجه عام 2017 حوالي /122180/ طنا وتوزع الانتاج بواقع 34% في المنطقة الساحلية و30 % في المنطقة الوسطى مقابل 21 % في المنطقة الجنوبية و 13 % بالشمالية و2% في المنطقة الشرقية وساهم دجاج المداجن بنسبة 92% من اجمالي الانتاج
وبين قرنفلة ان المربين بحاجة إلى المزيد من الدعم لإنتاج ما يكفي من الغذاء للمواطنين و لإعادة دفع الحياة والنشاط في مفاصل قطاعهم. وأكـد قرنفلة ان 80 % من المربين يوضحون أن غياب التمويل والمساعدات المالية الحكومية تشكل اهم عوائق استمرار عمل القطاع ، اضافة الى نقص الدعم المخصص للمعالجة والتسويق ، حيث ان تقلب أسعار منتجات الدواجن أحد المعوقات الرئيسية لجذب الاستثمار في هذا القطاع . ويجب تأسيس تعاونيات تسويق منتجات الدواجن في جميع المحافظات المنتجة . وأشارت دراسة عن سلوك التكلفة وهوامش التسويق في الفراريج أن تكلفة تربية الفروج تختلف باختلاف حجم مزارع الدواجن . في الفراريج التسويقية ، حقق اصحاب المسالخ أقصى قدر من الأرباح ، في حين أن أرباح المنتجين كانت فقط نصف أرباح اصحاب المسالخ.
وقال قرنفلة ان 90% من المربين اشاروا الى أن ارتفاع اسعار مستلزمات الانتاج ولاسيما الاعلاف والعلاجات واللقاحات البيطرية ، يحد من قدرتهم على توفير منتجات رخيصة الثمن تنسجم وقدرة المستهلكين الشرائية نظراً لأن تكاليف الأعلاف تحتل حصة كبيرة من إجمالي تكلفة إنتاج البيض والفروج تليها تكلفة الدجاج والعمالة ،وأن٦٥ % من المربين أكدوا أن تنويع اوجه استخدام منتجاتهم من خلال صناعات مكملة ، و اصلاح الاصول الهامة مثل البنية التحتية لكثير من منشآت القطاع ، واستمرار الدعم الحكومي على مستوى السياسات او على مستوى الدعم المالي عند الحاجة سوف يساهم في متابعة انطلاقة القطاع.
وبين قرنفلة ان استمرار تجاهل حاجة القطاع لمعالجة معوقاته الإنتاجية سيضطر المزيد من المربين إلى التوقف عن تشغيل منشآتهم ، وستكون سلسلة الإنتاج الزراعي وإنتاج الغذاء في البلاد على شفا الانهيار ، إضافة الى ان فترة اعادة اعمار قطاعات الاقتصاد السوري المتضررة بفعل الازمة ستكون ممتدة لعقود طويلة.

المصدر : الثورة


التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]