كورونا وسقوط فوكو ياما الاقتصادي؟!

الخبير السوري:

سقطت هيبة الدول وخاصة أوروبا و أمريكا وادعاءاتها الليبرالية والنيوليبرالية ومنها رؤية (فرانسيس فوكو ياما) المولود سنة 1952 من أصل ياباني وجنسية أمريكية وألف كتاب (نهاية التاريخ والإنسان الأخير The End of History and the Last Man) واستمد أفكاره من سقوط الاتحاد السوفيتي وجدار برلين، وهو يعتبر المرجع الفكري للمحافظين الجدد في أمريكا وعمل نائب مدير التخطيط السياسي في الخارجية الأميركية، وساهم في التخطيط لغزو أفغانستان والعراق بعد أحداث 11/أيلول سنة 2002، وأكد بأن الحضارة الغربية هي الحضارة العالمية والبديل عنها هي البربرية وكل البدائل الأيديولوجية الأخرى سقطت!، وقال أنه لا يثق بعلماء البيولوجية لأن هدفهم الرئيسي هو السيطرة على الطبيعة، وأن الهندسة الوراثية تخفف من الفوارق بين البشر بدلاً من تفاقمها وتتيح الكثير من الامتيازات التي كانت سابقاً حكراً للأقلية، وأن الانتصار النهائي للعولمة والليبرالية الاقتصادية حتمي، وأكد في سنتي و2007 و2014 أن النمط الحياتي الغربي (الأمريكي والأوروبي) تفوق أخلاقياً وعقلانياً على الأنماط الاشتراكية والشرقية والكوبية التي تفتقر على المبادئ السياسية السامية أوقات الأزمات، وأن السلطة الشمولية حولت المجتمع إلى (ذرات وفتات) دون روابط مؤسساتية وحرمان المواطنين من الحرية بل تخويفهم منها، وشبه هذا بكيفية تعامل الدول مع الاحتياطي النقدي عندما تمر بأزمات وأضاف أن الدول الغربية هي فقط التي تعرف كيف تتعامل مع الاحتياطيات النقدية لديها!، ويضيف في كتابه العديد من الحجج الواهية والتي أسقطتها وقائع التاريخ وكورونا معاً، ومنها نذكر مثلاً أن (الحضارة الأمريكية) المزعومة هي التي قصفت نووياً (هيروشيما وناغازاكي ودرسدن ومعمل الادوية في السودان وتحتل الان بعض مناطق في سورية وتتفنن في الإرهاب الاقتصادي من عقوبات وحصار احاديي الجانب وتتحدى الأمم المتحدة ومجلس الأمن في السعي لمواجهة كورونا… الخ)، كما تجاهل الخارطة الاقتصادية العالمية التي تغيرت وتتغير، وأن الصين وروسيا حالياً لديهما أكبر احتياطات نقدية وتحقق الصين أعلى معدل نمو اقتصادي وتحولت إلى معمل شعبي عالمي، ويكاد لا يوجد مكتب ولا بيت ولا شارع في العالم إلا وفيه منتج صيني بما فيها أدوية وخبراء للحد من وباء الكورونا وبالتعاون مع روسيا، وأن انطلاقتهم الاقتصادية تحققت باعتمادهم على أنفسهم والاخرين لكن حفاظهم على خصائصهم وأخلاقيات العمل لديهم وعلى التنظيم مما ساعدهم في تحقيق مستويات عالية من المنافسة والتنافسية الداخلية والخارجية، والآن وواقعياً وفي سنة 2020 وبعد مرور /6/ سنوات على طروحات فوكو ياما نرى أن النظام الغربي الليبرالي بشك عام ونظامه الصحي بشكل خاص سقط أمام فيروس كورونا!، ووصلت المساعدات الروسية والصينية وحتى الكوبية إلى دول أوروبا التابعة لأمريكا!، وأن المناشدات الغربية لهذه الدول تزداد يوماً وراء يوم ، وأنه تم تخصيص مبلغ /50/ مليار دولار من قبل (صندوق النقد الدولي) الابن المدلل للحضارة الغربية وأن خسائر قطاع النقل /113/ مليار دولار وتراجعت التجارة العالمية والناتج العالمي بقيمة /570/ مليار وقد تصل الخسائر في نهاية 2020 إلى /2000/ مليار دولار والاستثمارات /400/ مليار دولار، وبالتالي فإن كورونا يختلف عن غيره من الأوبئة مثل انفلونزا الخنازير سنة 2009 ومرض ايبولا سنة 2014 وغيرهما فهل أسقط كورونا ادعاءات فوكويما والليبراليين من ترامب وبومبيو جونسون وماكرون وغيرهم بالضربة القاضية ؟!.

المصدر :تشرين

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]