كورونا أميركي ” الجنسية” واللقاح لن يكون غير ذلك..إدانة بالظن والقرائن السابقة تكفي..؟؟

ناظم عيد – الخبير السوري:

الاتهام بالظن مشروع في هذا العالم..فعبارة “المتهم بريء حتى تثبت إدانته” لم تعد ذات قيمة أمام الوقائع التي عودتنا عليها القوانين الجديدة في هذا العالم، إذ بات النموذج الأمريكي هو الأكثر تعميماً على طريقة ” البريء متهم حتى تثبت إدانته..و ستثبت عندما يشاء الطرف الأقوى في مثل هذه المعادلات.

على الطريقة الأميركية ذاتها، يبدو من الحكمة توجيه الاتهام بالظن، للولايات المتحدة الأميركيّة بخصوص تورطها بحكاية تطوير الأسلحة البيولوجيّة ..ومنها فيروس كورونا وكورونا المستجد، الذي هو حديث العالم، ويتوعّد شعوباً بأكملها بالفناء..

فنحن كما كل هذا العالم وشعوبه، بمن فيهم الشعب الأميركي، لم نعد نثق بمجموعات القراصنة – أحفاد القراصنة الكبار – الذين يقتحمون تباعاً مقصورات قيادة ” العالم الجديد” الذي لم يعد مفهومه كمصطلح يقتصر على القارة الشمالية، بل يحاولون تعميمه على الكون أجمع..وفق منطلقات بدأت بالتسرب من داخل الكواليس الأميركية تحت عنوان ” النظام العالمي الجديد” منذ نهاية عقد ثمانينيات القرن الماضي..

لم نعد نثق منذ 11 أيلول عام 2001 ..و حادثة تفجير برجي التجارة العالمية وسط نيويورك، والطريقة التي اختارها ” رعاة البقر” للمصافحة مع الألفية الثالثة في عم البشر..

إذ ثبت لاحقاً أن من فجّر البرجين الأميركيين، هم الأميركان أنفسهم، والهدف كان الانطلاق نحو هذا العالم بإستراتيجيات استلاب جديدة غير تقليدية، كان عمادها منذ ذلك الحين ” الإرهاب” كعنوان عريض و أذرع جديدة تعالج عبرها واشنطن كل مصالحها وقضاياها العالقة.

من الحرب الإرهابية وصلنا اليوم إلى ” الحرب البيولوجية”..التي انتقلت – كهدف – من البعد التجاري البحت، إلى الأبعاد السياسية والعسكرية..فعبر الفايروسات ” سلسلة الانفلونزات..سارس.. أيبولا..وغيرها”..كانت الولايات المتحدة تبدي محاولات تسويق تجاري لمنتجات مصانعها المتطورة، عبر إيجاد سوق أو أسواق للأدوية النوعية التي تنفرد بإنتاجها.

ثم تطور الحال إلى استخدام هذه الأدوات القاتلة لإقصاء المنافسين والخصوم التجاريين، مثل الصين، والحالة المؤكدة في هذا الاتجاه كانت وباء “سارس” الذي ابتليت به الصين.

اليوم باتت الأغراض مزيج بين التجاري والعسكري والسياسي، وحالة ” كورونا” تثبت هذا الرأي  وتحفز الاتهام بالظن، أو اتهامات “شبه اليقين”..ويأتي اليقين من تتبع خارطة العدوى ..الصين أولاً..ثم إيران ثانياً، وكانت إيطاليا الهدف غير المتوقع، لكنها وقعت لأسباب تتعلق بعدم الاستسلام لإملاءات أميركية تتعارض مع السيادة الإيطالية، فكان ” كورونا” هو العقوبة.

شيء واحد فقط يسوقه بعضهم لتبديد الظنون بأن الولايات المتحدة الأميركية هي الفاعل، وهو أن لديها إصابات كثيرة بفيروس كورونا، لكن إن عدنا إلى حادثة تفجير برجي التجارة العالمية، نجد أنها كانت أكبر المتضررين، كبداية، وبعدها جاء الحصاد وجمع ” الغلال” الذي لم ينته حتى يومنا هذا..والحال بالنسبة لكورونا ذاته بالنسبة لبرجي التجارة..

ما سيؤكد هذه الظنون هو تسريبات تتحدث عن أن اللقاحات ضد كورونا جاهزة في المخابر الأميركية، وسيجري الإعلان عنها في الوقت المناسب، بعد استفحال الوباء، وحصد مئات الملايين من البشر ” غير اللازمين” وفق الأدبيات الأميركية، واستثمار حالة الذعر للصالح الأميركي” تخزين النفط السعودي…ضخ السلع الأميركية في الأسواق العالمية بعد انسحاب السلع الصينية المنافسة”.

وعلينا أن نراقب..مهما تحدث العالم عن قرب التوصل إلى إنتاج لقاح للفيروس..لن يكون الحل سوى أميركياً..وقد بدأنا نسمع عن تعثر إنتاج اللقاحات في بعض الدول بسبب عدم القدرة على الوصول إلى المواد الأولية…أي اكتشف العالم اللقاح لكنهم عجزوا عن إنتاجه..وعلينا ألّا نؤخذ بالأخبار التي يروجها الأميركي ذاته عن عدم قدرته على التحكم والسيطرة على المرض..فهذا كله في إطار  تسويق الخوف واللعب على حافة الهاوية.

سيبقى كورونا خلال الأشهر القادمة فعّالاً لتركيع العالم، وبعدها سيفرج ” رعاة البقر” عن ” الترياق الجديد” وكل شيء بثمن..

أما عنّا نحن كسوريين..أقصى ما نملك فعله هو الوقاية..فالوقاية خير من قنطار علاج..وحسبنا أن ننجو من الخطر.

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]