فكرة لحماية سورية من جنون ” رعاة البقر” و ” قيصر ترامب”..كلمة السرّ في زراعة لم نوطنها بعد..؟؟

الخبير السوري:

لاشك بأن تفعيل قانون سيزر، وقيام الإدارة الأمريكية بوضعه في مرحلة التنفيذ بمنتهى الصّلف والجلف والإرهاب الاقتصادي وبكل وحشيّة وعنجهيّة، سيكون له تأثيره علينا كمواطنين سوريين وبشكلٍ مباشر وعميق، ولكنه لن يحقق أهدافه في إخضاع سورية إلى الإرادة الأمريكية، ولا إلى أي إرادة أخرى.

هذا القانون بات يمنع كل من يتعاطى مع الحكومة السورية بأي شكل وأي لون، ليس فقط روسيا وإيران، وإنما أي دولةٍ أو فرد، وصار ممنوعاً علينا – حسب سيزر – النفط والغاز واللباس والغذاء والدواء والتكنولوجيا وقطع غيار الطائرات و.. و.. و.. و.. وكل ما يخطر على البال، بات ممنوعاً على أي أحد في الكون التعامل مع هذه الحكومة المارقة أميركياً، وما دامت مارقة أميركياً فهي لا تُلبي أي طموحٍ أميركي، ولا أمل منها بذلك، ومن هنا يمكننا معرفة ما تقوم به الحكومة من إجراءات سليمة لا ترقى إلى أي تشكيك مهما أساء البعض فهمها وهضم معانيها التي قد تبدو عسيرة، ولكنها بالنهاية تصبّ في إطار المصلحة الوطنية، ولو لم يكن كذلك لأبدت أمريكا رضاها التام عن هذه الحكومة، غير أنها أبت إلا أن تبذل الجهود المضنية وشبه المستحيلة كي تتلافى ما يمكن تلافيه من العقوبات والحصار الأمريكي الجائر علينا، ما يعني أنها تسير على السكة الصحيحة، وإلا ما كان الأمريكان قد استفشروا ضدها إلى هذا الحدّ كله وأتبعوا اليوم تلك العقوبات وذلك الحصار بقانون قيصر .. أو سيزر، الذي وقّعه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فعلياً يوم الجمعة الماضية، والموجّه أساساً ضد الحكومة السورية، والأنكى من ذلك ما يزعمه ويروّجه الأمريكان بأن قانون سيزر ليس إلاّ من أجل حماية المدنيين ..!!

فقد ذكر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو عقب توقيع القانون أن قانون سيزر ( الذي يشدد الحصار إلى أبعد الحدود على سورية ) يمنح السلطات الأمريكية أدوات للمساعدة في إنهاء النزاع المروع المستمر من خلال التشجيع على مساءلة الحكومة السورية، حيث يقضي بمعاقبة المسؤولين عن قتل المدنيين على نطاق واسع والفظائع العديدة المرتكبة في سوريا، لاسيما باستخدام الأسلحة الكيميائية وغيرها من الأسلحة الهمجية.

( أي أنّ هذا القانون عاد لتزوير الحقائق مستعيناً بنغمة الأسلحة الكيميائية، واعتبار الإرهابيين مدنيين كما يحلو لهم، رغم كل الدلائل التي أثبتت كذب هذا الادّعاء وسخّفته في العديد من المناسبات والمحافل الدولية )

وأوضح بومبيو أن “قانون قيصر” ينص على فرض عقوبات وقيود على هؤلاء الذين يقدمون دعما إلى مسؤولين في حكومة دمشق، بالإضافة إلى ملاحقة مواطني سوريا والدول الأخرى الذين يعدون مسؤولين أو متواطئين في انتهاكات حقوق إنسان خطيرة في سوريا.

( هكذا هي أمريكا لا تستطيع – يا سبحان الله – إلاّ أن تكون حريصة على حقوق الإنسان، ومن شدّة حرصها أنشأت داعش ودعمت كل هذه المجموعات الإرهابية في سورية التي تنتهك تلك الحقوق بمقارعة الإرهاب ..!! )

وتابع وزير الخارجية الأمريكي أن القانون يهدف إلى حرمان الحكومة السورية من الموارد المالية التي تستفيد منها لتغذية حملة العنف والتدمير التي أودت بأرواح مئات آلاف المدنيين ( طبعاً دون أن يأتي على ذكر الفظائع الإرهابية التي تعرّض ولا يزال المدنيون السوريون لها في بعض المناطق )، مشددا – بومبيو – على أن قانون قيصر يوجه رسالة واضحة مفادها أنه لا يجب على أي طرف أجنبي خوض أي أعمال مع هكذا حكومة سورية أو إثرائها بأي طريقة أخرى.

واعتبر بومبيو إن تبني “قانون قيصر” هو خطوة مهمة في سبيل تعزيز المحاسبة عن الفظائع التي يقترفها ” الأسد ونظامه “، وتابع: هذا القانون الجديد يجعلنا أقرب من ضمان العدالة لهؤلاء الذين يعانون من ” وحشية النظام “.

طبعاً بإمكاننا أن نتخيّل تلك العدالة التي يعنيها بومبيو والمقتصرة على دعم الإرهابيين واستسهال فظائعهم وتمريرها، ولكن الغريب في الأمر فعلاً هو هذا الزمان العجيب الذي وصلنا إليه، حيث يرى الجميع وعلى الملأ كيف تقوم أمريكا بتزوير الحقائق وتقلبها تماماً لتجعل أسفلها أعلاها غير آبهة بوجدان ولا بضمير ولا بحقيقة ساطعة .. فهي مصرّة دوماً على حجب ضوء الشمس بغربالها، ولكن بالنهاية كل شيء واضح، ونحن على يقين بأن سورية وشعبها ورئيسها وحكومتها لن يعرفوا سوى الصبر والصمود، فأهدافنا واضحة، وعقائدنا الوطنية لا تحيد.

الفصول الأربعة

إذن ينتظرنا الكثير من المعاناة الإضافية بعد قانون سيزر هذا – إن بقيت هناك معاناة أكبر بالأصل – وهذا ما يستوجب علينا أن نتفهّمه جيداً، وليس لنا أفضل من أن تكون أيادينا متشابكة لنقوى ببعضنا وبأصدقائنا الذين سيطالهم سيزر أيضاً، وليس لنا أن نيأس ولا أن نستسلم، فنحن أقوياء ببعضنا وبوطننا الجميل المعطاء، وهنا أستذكر ما قاله لي مرة رجل الأعمال ( حسان عزقول ) وكان كلاماً جميلاً، وهو بأننا لن نخشى شيئاً ما دامت سورية تمتاز بالفصول الأربعة، فسورية بلد خيرٍ ومعطاءة، تمرّ عليها الفصول الأربعة بمواسمها الكثيرة والكافية ..

وفعلاً هكذا هي سورية غنية بكل الخيرات، وباطن أرضها ما يزال مليئاً بالمواسم التي نعرفها وتلك التي لا نعرف، ولا نحتاج إلا للبحث وبذل الجهود لنرى كيف تتفتّق هذه الأرض عن عطاءاتها عبر فصولها الأربعة.

الأرز والسكر قادمان

ومن مواسم الفصول الجديدة التي يضجّ بها رحم الأرض السورية الوصول بالأبحاث العلمية الزراعية إلى إمكانية زراعة الأرز، وسوف يُزرع بأماكن عديدة، وإن احتجنا فقد لا نحتاج بعد ذلك إلا القليل لاستيراده.

وكذلك السكر .. أجل سورية ستزرع السكّر وستكتفي منه بفضل الجهود العلمية الزراعية أيضاً، حيث تبنّت وزارة الزراعة مؤخراً مقترحاً لإكثار نبات الستيفيا باستخدام تقانة زراعة الأنسجة، ومتابعة أبحاث نشره بأكثر من منطقة بيئية، وتقديم المادة النباتية لمديرية الإنتاج النباتي للعمل على اكثارها في المشاتل السورية

والستيفيا هذه كنا منذ سنتين قد طالبنا بإدراجها ضمن اهتمامات وخطط وزارة الزراعة، وها قد توصّلوا اليوم على ما يبدو إلى هذه النتيجة المرجوّة، وهذا أمر يُثير الكثير من التفاؤل، لأن هذا النبات يحتوي على السكر المفيد، وبشكلٍ غريبٍ وعجيب وكثيف، وقابل لأفضل الاستثمارات المربحة، وذات الجدوى الاقتصادية العالية، وأفضل بمئات المرات مما يمكن أن ينتج عن الشوندر أو قصب السكر.

فما قصة هذا النبات .. الستيفيا ..؟

في الحقيقة فإنّ النبات الذي يسمى ( استيفيا ) كفيل بأن يُغْني سورية عن استيراد كيلو غرام واحد من السكر، ففيه من السكر غير الضار، والقابل للاستخلاص، أضعافاً مضاعفة عمّا يحتويه الشوندر السكري، أو قصب السكر..!! فضلاً عن كونه مادة غذائية مفيدة تُغيّر مذاق الأطعمة لطعم حلو جدا !

ولذلك فنحن نُطلُّ من خلال نبات ( الستيفيا ) على عالمٍ سكّري بهيّ، وشديد الحلاوة، هو نباتٌ بالفعل عجيب ورائع، لم تعرفه الأرض السورية بعد، ولذلك فإن نجاح زراعته في الأرض السورية، يعني أنّ بلادنا تكتنزُ في حبّات ترابها، قدرة هائلة لإنتاج كميات كبيرة من السكّر، تُغنينا عن مليارات استيراده، وتضعنا أمام فرصةٍ استثماريةٍ ضخمة لتصديره تدرّ علينا ملياراتٍ أخرى، وربما مضاعفة .

ولذلك فإنّ زراعة نبات الستيفيا، واستخراج السكّر منه، هو من أفضل الاستثمارات الممكنة، فالكيلو غرام الواحد من سكر الستيفيا، يُضاهي من 300 / إلى 400 كيلو غرام من السكر الناجم عن الشوندر أو القصب، من حيث الفاعليّة والقدرة على التحلية، ويمكننا القول إنَّ وجبة الحلويات التي تحتاج صناعتها إلى 100 كغ من السكر العادي، فإنها لا تحتاج هي ذاتها إلى أكثر من ربع كيلو غرام من سكر الستيفيا، لتغدو حلوة المذاق وبالشكل والطعم المطلوب، فضلاً عن كون سكر الستيفيا ليس فقط غير ضار، وإنما هو مفيدٌ جداً، لأنه خالٍ من السعرات الحرارية العالية، بل وينظّم مستوى السكر في الدم، كما يساعد في التحكّم بمستوى الصوديوم في الجسم، والتخفيف من إرهاق القلب والأوعية الدموية، وتخفيض ضغط الدم المُرتفع، كما يُقلل من الإصابة بالسكتات القلبيّة والدماغيّة، بالإضافة إلى المساعدة في منع حدوث تصلّب الشرايين، وفوائد صحية عديدة أخرى لهذا السكر العجيب.

كلفة مصنع سكر الستيفيا

بعض الدراسات تؤكد، بأنّ تكاليف إقامة مصنع لإنتاج سكر الستيفيا تصل إلى 5 ملايين دولار، ولكن بعد ستة أشهر من إقلاعه تكون حصيلة مردوده 55 مليون دولار..!

نحن إذن أمام فرصة استثمار نادرة و ممكنة، متعددة الجوانب، وذات جدوى مبهرة، وصحية عالية، ومدهشة لكل مستثمر يعيها وسوف تكون عالية جداً ومفيدة جداً .. ورغماً عن قيصر…علي محمود جديد – سيرياستيبس

إقرأ أيضاً:

دولاراتنا في بطن ” بالع المليارات”..؟؟!!

 

دولاراتنا في بطن ” بالع المليارات”..؟؟!!

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]