تخفيض المخازين 9 مليارات و”الفلوت” مُلاحق قضائياً …

الخبير السوري :

الصناعة نتائج رقمية وإنتاجية، وهذه المؤشرات الرقمية، نحاول القيام بزيادتها عبر الاستثمار الأمثل لأدوات الإنتاج وبالتوازي مع تأهيل العمال الفنيين، بهدف الوصول إلى مخرجات تصنيعية وبمنتجات ذات جودة جيدة وإنتاجية أكثر، وعندها ننطلق للإنتاج المسوق وليس تسويق الإنتاج، وصولاً لتحقيق ذلك وبأقل التكاليف وبأكثر ريعية، وهذا يحدث لأول مرة… هذا ما أكده وزير الصناعة المهندس معن زين العابدين جدبة، لافتاً إلى أن الوزارة قد أعطيت من القيادة ديناميكية مختلفة وأكثر مما سبق لتحقيق المطلوب – مرحلياً واستراتيجياً – من القطاع العام الصناعي وحتى الخاص، لكون الأول هو القطاع الرئيس الضامن لتطوير الصناعة السورية، ورأس قاطرته للوصول إلى مرحلة الاعتماد على الذات، من حلال التمكن في تطبيق الهدف الأهم في إطار ما سمي بـ”إحلال بدائل المستوردات”.

وكشف وزير الصناعة عن أن شركات القطاع الصناعي العام قد بدأت بتجاوز الركود الصناعي إلى حالة عمل وإنتاج متميز. وذلك بسبب التواصل والتعاون مع مراكز البحث العلمي، حيث يجري العمل على قدم وساق لترجمة خطوات إنعاش القطاع الصناعي ومعالجة تعثره وإزالة العراقيل التي تجتاحه، نظراً لأنه قطاع اقتصادي بامتياز، بعامه وخاصة، مبيناً أنه عندما يجتهد الإنسان بالنتائج العلمية والعملية والرقمية لتطوير المُنتج، فلا شك سنجد أن الصناعة بدأت تتحرك.

السر بالديناميكية

وحول سؤالنا عما يميز إدارته عن سابقاتها، وكيف سيحققون ما عجز غيرهم عنه، وكيف سيتم ذلك..؟ أكد أن الديناميكية الجديدة التي مُنحت لهم، مكنتهم من المباشرة بخطوات عديدة وأولها إصلاح آلات وخطوط الإنتاج في العديد من شركات القطاع العام المتوقفة، لافتاً إلى أنهم قد بدؤوا فعلا بإصلاح العديد من خطوط الإنتاج في عدة شركات، ومنها على سبيل المثال إصلاح وإعادة تأهيل خطوط إنتاج للأحذية الرياضية وخطوط وأنوال النسيج في كافة الشركات، وإصلاح مستلزمات الإنتاج في شركات البلاستيك (أغطية البليفورم) واستثمارها، وبالتالي الاعتماد على الذاتي في إصلاح هذه القطاعات، وجعلها تردف القطاعات الإنتاجية الأخرى بإنتاج مماثل للحد من الاستيراد تطبيقاً لـنهج وخطة (إحلال بدائل المستوردات)، حيث تم البدء بإنتاج “الطلائح البلاستيكية “في الشركة الأهلية، وإنتاج مواصفات نسيجية محددة (خيوط قطنية بقياسات لأول مرة، ما يوصل هذه الصناعة لـ100% من القيمة المضافة)، وكذلك إنتاج كبلات محددة، وكلها وفق الطلب.

الهام والأهم

وبمقارنة ما بين الوضع الفني الحالي لآلات وخطوط الإنتاج، مع ما أصبحوا ينتجونه وبزيادة ملحوظة لناحية الكم والنوعية – كما يصرحون- أوضح الوزير أن ذلك يتم في إطار الاستثمار الأمثل للطاقات الإنتاجية وبالاعتماد على تضافر الجهود ما بين الفنيين والإدارة والمراكز البحثية. حيث إن الأهم برأيه هو زيادة أرقام الإنتاج وتخفيض المخازين، والوصول إلى علمية الصناعة والتواصل مع كل شيء حديث في مراكز البحوث، وهذا ما تم  حيث تم تخفيض المخازين بنحو 9 مليارات ليرة سورية.

“بوارق أمل”

وأضاف أن الوزارة ومؤسساتها تتطلع للشراكة مع الجامعات والمراكز البحثية لصيانة خطوط الإنتاج وإضافة نشاطات جديدة أطلقوا عليها “بوارق أمل”، وعلى سبيل المثال، أنشؤوا في معمل اسمنت طرطوس صناعة البلوك لإنتاج 90 ألف بلوكة باليوم، وفي معمل اسمنت حلب 1200 بلوكة باليوم، إضافة لإعادة شركة أخشاب اللاذقية التي كانت متوقفة كلياً، وكان من المقرر تحويلها لنشاطات أخرى، فتم إعادة تشغيلها بطاقة جزئية لإنتاج الطاولات والخزائن، وفي شركة تجفيف البصل بالسلمية تم التوجيه لإدارتها، وكذلك لشركة سحلب لزراعة “البدروم”، إلى جانب نشطات أخرى تعليب مادة البرغل وغيرها لدعم الشركتين للنهوض بأعبائهما.

بقيمة 11 ملياراً

وزير الصناعة كشف عن تنظيمهم عقوداً مع القطاع العام بقيمة 11 مليار ليرة؛ معتبراً أن ما تم على مستوى صناعة الأدوية في شركة تاميكو بالإنجاز، حيث تم تركيب قسم جديد لإنتاج الشراب الجاف بكل مكوناته مع تأهيل كافة الأعمال المدنية للقسم بما يتناسب مع المعايير الدولية للصناعات الدوائية (شراب للأطفال عيار 250 ملم مضاد التهاب)،  وفي الـ 8 من آذار هناك إنجاز ثانٍ سنباشر بإنتاج الجيل الثالث من كبسولات المضادات الحيوية، إضافة لبداية إنتاج أدوية مزمنة يجري تسويقها عالمياً.

لأكثر من..

وبالانتقال إلى صناعة الأسمدة أكد أن شركة حمص وصلت لإنتاج أكثر من 1500 طن لتلبية متطلبات الخطة الزراعية من الأسمدة، حيث وصل إنتاجها من السماد الفوسفاتي إلى 360 طناً باليوم،  ومن سماد نترات الأمونيوم 180 طناً باليوم خط واحد، ومن سماد اليوريا إلى ما بين 800 إلى 1000 طن يومياً، وحمض كبريت 6 أطنان وحمض الفوسفور أيضاً 6 أطنان وحمض الآزوت 580 طناً، منوهاً إلى أنه حتى المياه الحمضية يتم الاستفادة منها تصنيعياً.

حتى لو..

وعن رأيه بالعقد الموقع مع الروس لاستثمار شركة الأسمدة في حمص، أكد أنه يلبي حاجة الشركة؛ لأن الطاقة التصميمية الروسية، بحسب الدراسة التي قدموها وبالآلات الحديثة، ستصل إلى 100%، بينما الشركة حتى لو وصلت بطاقتها الإنتاجية للطاقة التصميمية، فستكون أقل من الطاقة التصميمية الروسية، وبالتالي هذا الاستثمار وبالنسبة المقررة وهي 35% هو المتاح، وهي تعد الطاقة المخططة القديمة في ظل الوضع السابق لطاقة خطوط الإنتاج، وبما يلبي حاجة سورية من الأسمدة وبأسعار أقل بكثير مقارنة بالأسعار العالمية، وبمعايير وشروط بيئية عالمية تنهي تكلفة الأثر البيئي الذي عانينا منه. وعن موعد مباشرة الروس بتنفيذ العقد أكد أن هناك استطلاعاً فنياً، وفي الأول من الشهر الرابع نيسان سيباشرون.

هذا وصفها..

الوزير وفي مجال صناعة الحديد كشف عن تحقيق رقم إنتاجي قياسي في شركة حديد حماة، إذ تم الوصول إلى إنتاج 154 طناً من الفولاذ الخلائطي، معتبراً هذا بحد ذاته انجازاًَ، وبيد الفنين والعمال السوريين.

وقفتنا الأخيرة كانت حول معمل زجاج دمشق وتحديداً قضية خط الفلوت، وحول هذه القضية التي وصفها بحالات من اللاوعي الصناعي، قال: القضية عبارة عن توصيف حالة معينة من التخبط الاقتصادي وعدم المعرفة الاقتصادية، وسنعالجها قضائياً بالطرق القانونية، وهم حالياً رافعون دعاوي، والأمر ملاحق قضائياً.

جدول ومصفوفة

وختم وزير الصناعة بالتأكيد أن القطاع العام الصناعي هو اقتصاد مقاوم، ولأجل ذلك فقد تم إصلاح العديد من خطوط الإنتاج التي ظلت متوقفة لأكثر من خمس سنوات، كما أكد أن كل ما يتم حالياً يجري وفق جدول زمني لإصلاح خطوط الإنتاج في كل صناعة، وبمصفوفة إجراءات منظمة للقطاعات كافة.

قسيم دحدل- البعث

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]