انخفاض إنتاج الزيتون ٣٠%

الخبير السوري :

قال مدير اتحاد غرف الزراعة المهندس يحيى المحمد أن المشكلات التي واجهها محصول الزيتون الموسم الماضي أدت إلى تراجع الإنتاج وانتشار بعض الأمراض والحشرات المؤذية للثمار، مبيناً أن التغيرات المناخية التي شهدتها المنطقة العام الماضي نتج عنها تكاثر الحشرات وازديادها وانتشار الأمراض والإصابات.
وأوضح المحمد  أن تساقط الأمطار بغزارة أثناء فترة العقد في بعض المناطق وارتفاع درجات الحرارة في فترة الاثمار وضعف الخدمات المقدمة لشجرة الزيتون وتحديداً الأسمدة منها نتيجة ارتفاع سعرها ألحقت بالفلاح خسارة كبيرة نتيجة غلاء مستلزمات الإنتاج مقارنة مع العائدية التي سيجنيها.
وكشف أن الموسم الزراعي الماضي موسم استثنائي نتيجة الظروف المناخية وليس بالضرورة أن تستمر هذه الحالة، موضحاً أن عدد أشجار الزيتون تبلغ ١٠٦ملايين شجرة على مستوى القطر تشكل ٦٦% من إجمالي الأشجار المثمرة و ١١،٥% من المساحة المزروعة في سورية، مشيراً أن الإنتاج انخفض بحدود ٣٠%عن العام الماضي.
وأكد أن محصول بهذا الحجم يشكل ثروة وطنية وداعماً للاقتصاد الوطني والناتج القومي حيث يعتبر من المحاصيل التي تحقق قيمة مضافة نتيجة امتلاكه لسلسلة طويلة ابتداءاً من الزراعة والإنتاج وصولا إلى القطاف والتصنيع والتسويق، مشيراً إلى وجود عدد كبير من حلقات تصنيع الزيتون وزيتون المائدة وصناعة الصابون ومخلفات عصر الزيتون التي تستخدم كمادة للتدفئة، منوهاً أن خلال الحرب الكونية على سورية ووقوع بعض المناطق التي تتركز فيها زراعة الزيتون في أماكن ساخنة جعل المحصول عرضة للتخريب من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة التي قامت وبشكل ممنهج بقطع أشجار الزيتون يضاف إلى ذلك صعوبة تأمين مستلزمات الإنتاج للمزارعين المتواجدين في هذه المناطق من أسمدة ومبيدات نتيجة ارتفاع أسعارها الأمر الذي انعكس سلباً على زراعة الزيتون إلا أن الإنتاج ورغم كل هذه الظروف لا يزال جيداً غطى حاجة السوق المحلية من الزيت والزيتون وصدرت كميات منه.
وبين المحمد أن إنتاج شجرة الزيتون يحتاج إلى اهتمام ورعاية ودعم كبير من كافة الجهات المعنية لما لهذه الشجرة من دور اقتصادي كبير في تأمين ثمار وزيت الزيتون كمادة غذائية أساسية طيلة فترة الحرب والحصار الظالم على سورية إضافة إلى تأمين فرص عمل ومصدر رزق لعدد كبير من الأسر فضلاً عن تحقيقه قيمة مضافة كبيرة فيما لو قدم إليه الدعم اللازم، مشيراً أن تطوير هذا القطاع يحتاج إلى رفع القدرات التنافسية لزيت الزيتون في الأسواق المحلية والعالمية، وتوفر طاقات تصنيعية كافية، وتطوير البنى والخدمات التسويقية المساندة والداعمة ورفع مقدرات العاملين في قطاع الزيتون لاسيما المتعلقة منها في تقنيات ما بعد الحصاد لما لها من آثار على جودة المنتج ومشتقاته إضافة إلى تدريب الكوادر البشرية العاملة في القطاع (الإنتاج ،التسويق،التصنيع) لافتاً إلى أهمية قطاع الزيتون في تحقيق الأمن الغذائي خاصة لسكان الريف نظرا للقيمة الغذائية العالية لزيت الزيتون والمحافظة على الأراضي الزراعية وحمايتها من الانجراف و زراعة الأراضي التي لا يمكن استغلالها في زراعات أخرى وملائمة شجرة الزيتون للبيئة القاسية والجافة.

المصدر : الثورة

 

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]