الوزير يتأبط ” دوسية” الأفكار الخلّاقة…فرصة أخيرة لأكبر مجلس أعلى في سورية ..

ناظم عيد – الخبير السوري:

لم يكن الطرح تقليدي أمس في مقر مجلس الوزراء، خلال جلسة عصف ذهني تحت عنوان اجتماع المجلس الأعلى للسياحة، بمشاركة تسعة وزراء والأمين العام لمجلس الوزراء برئاسة المهندس عماد خميس رئيس مجلس الوزراء.

وكان الكم الهائل من الأفكار التي دارت في حلقة نقاش أشبه بمحاولة “الأخذ بيد” الطاقم الجديد الذي تولّى مقصورة القيادة في وزارة السياحة، التي تبدو اليوم أمام لائحة مهام غير تقليديّة بتاتاً فيما لو استطاعت بلورة أجندة عمل متكاملة من وحي ما جرى تداوله بشكل هادئ بل ودافئ أيضاً..

وعلى الأرجح ثمة ملامح جديدة  ستكون عبارة عن انعطافة حادة في أداء هذه الوزارة صاحبة الفرص الذهبية في العائد والاستثمار، هكذا بدا من تفاعل الوزير الجديد ابن القطاع و معاونيه الجديدين أيضاً و الطاقم الفني الذي كان بصحبته إلى الاجتماع..فالجميع كان منهمكاً بتسجيل الأفكار، و لعلّها كانت أكثر من حالة استعراضيّة نشهدها كثيراً في مثل هذه الاجتماعات، يليها إما ترك الأوراق على الطاولة أو نسيانها في السيارة التي تقل “الكتبة” إلى مكاتبهم..

في حديث المهندس خميس كن ثمة طرحاً غير اعتيادي ..فلدى الرجل رؤية متكاملة حتى تفصيلية لسبل تطوير القطاع والارتقاء فعلاً لتحقيق مساهمات حقيقية في الناتج الإجمالي، بعيداً عن التهويل و رشرشة الأرقام دون إسقاطات حقيقية على الأرض، مررها رئيس المجلس بنبرة سلسة هادئة لكنها لا تخلو من الحسم والحزم معاً..كان العنوان العريض فيها، وضع المجلس السياحي الأعلى على قائمة الإلغاء و الذوبان في قوام المجلس الأعلى للاستثمار بحلّته الجديدة القادمة خلال أشهر قصيرة، أي بعد صدور قانون الاستثمار المعدّل.

لكن ثمة فرصة منحت لـ” أهل السياحة” كان لا بد منها لبحث جدوى مقنعة للإبقاء على المجلس الأعلى للسياحة، مع تقديم مسوّغات حقيقية ورؤية مختلفة لأداء مفترض فعّال ومنجز يبرر تمديد حياة هذا المجلس الذي بات حلقة قرار تقليدي وليس إلّا.

لقد خرج الوزير مارتيني الرجل الخبير والدمث و الهادئ و بطروحاته صاحب اللهجة التصالحية، خرج ومعاونيه وفريقه من الاجتماع متأبطين حزمة من الأفكار التي وردت على ألسنة الوزراء الحضور..سياحة المغامرات التي اقترحها وزير الإعلام، والتلفريك كأداة تحريك و إنعاش لمنطقة أو إقليم بأكمله كما ارتأى وزير الثقافة..و سلسلة أفكار كان لافتاً أن تكون في مخيلة أو تفكير وزراء آخرين ..النقل الإدارة المحليّة…التجارة الداخليّة..الاقتصاد.. والأمين العام لمجلس الوزراء الدكتور قيس خضر..

وبكثير من القناعة كان التسليم بإصرار على دور الإعلام في الترويج السياحي..فالمرفقان متلازمان حد الالتصاق في هذه الحيثية ..

بالفعل تقف وزارة السياحة حالياً على محكّ التفعيل والتنظيف الذاتي..على قاعدة من الواقعية لا الوهم الذي غرقت به منذ زمن الدكتور سعد الله آغا القلعة الوزير الأسبق وحكاية الجدل حول الأرقام والمساهمات التنموية للقطاع و تعريف السائح ” فقد فشلنا جميعاً حينها بتعريف دقيق لمفهوم السائح” ..؟!!

مهم جداً أن ننفض غبار الفساد عن هذا القطاع المغري والدسم فعلاً، ومهم أيضاً أن نشهد وجهاً آخر له يليق بسورية التي تزخر بكل المقومات الطبيعية والتاريخيّة التي تشكل الأساس الصلب الذي يمكن أن ينتعش به القطاع.

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]