“الذهب القديم” وبصمات الخصوصية السورية يأكلها الغبار ؟!!!

الخبير السوري:

كنت اتجول في سوق المناخلية الجميل والذي لا تخفي مسحة الكآبة نفسها عنه، على خلفيات قلّة الاكتراث والعشوائية التي تعتري مهارة الأيدي الخبيرة والحاذقة هناك..

لدى مروري هناك امام سوق النحاسين سمعت اصوات دق النحاس من الصناعيين المهرة واللذين يصنعون التحف النحاسية يدويا وهي مهنة من المهن النادرة في هذا البلد الذي أخذت صناعييه الجدد قشور التحول و أمبلاجات الجاذبية الكاذبة..وتكفّل تداعي الأفكار والإيحاء باستحضار مشاهد من هناك في منطقة العمارة مازال هناك العديد ممن يصنعون كراسي القش الدمشقية القديمة، ومن منطقة السروجية وباب الصغير الكثير من الصناعيين اللذين مازالوا يصنعون الادوات النحاسية يدويا..وسواها من “مصانع إنتاج الخصوصية السورية” المتروكة بلا عناية و بلا اكتراث ..

ومعها قفزت إلى أذهاننا تساؤلات ..هل يعتقد المعنيون ان السياح سيذهبون الى هذه الاماكن للاطلاع على هذه المهن التراثية وشراء تذكار من هؤلاء المهرة … وهل المكاتب السياحية تهتم بزيارة هكذا اماكن وخاصة انها تفتقد الى الظروف الموضوعية لزيارتها لعدم توفر اماكن لوقوف السيارات وعدم توفر المقومات الازمة لتحقيق الزيارة؟؟؟

إن إقامة مكان خاص لممارسة المهن التراثية اليدوية تتوفر فيه البنى التحتية والخدمات التي تمكن السياح من زيارتها .. تحقق فرصة هامة لعدم اندثار هذه المهن وتشجيع الشباب على توارثها .. ويكون الدخول الى هذه الاماكن لقاء رسوم مجزية لتوفير خدمات راقية للزوار .. لقد كان سوق الهن في التكية نواة لذلك لم تتسع لكل المهن والمهنيين واصبح هناك ضرورة للبحث عن اماكن اوسع واكثر سعة وحضارة.

وعلى من لا يصدق أن يتحرّى عن السلع السورية التي كانت تصدر على متن الطائرات بصحبة مسافر..لم تكن أجهزة كومبيوتر ولا سيارات..كانت عبارة عن شرقيات و نحاسيات ومنتجات الحذاقة السورية والعراقة.

المهندس حسان قطنا

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]