الدكتور نبوغ العوا يخرج من عباءة الطب وسيرة كورونا..ويتابع ثم يكتب عن “التحدي” على التلفزيون السوري

الخبير السوري:

خرج الدكتور نبوغ العوا الذي ارتبط اسمه بسيرة الصراع مع جائحة كورونا و “أخواتها وأولادها” ليكتب عن متابعته لبرنامج تعرضه شاشة “السورية”..

وكتب الدكتور العوا:  أثناء بحثي عبر المحطات المتنوعة في منتصف الليل ، على مسلسل أو برنامج أو عمل يستهوي غروري و يداعب سهري و يستنهض ما بداخلي من شوق للكلمة المسلية والمرح و المتعة ، بعد عناء يوم كامل في عملي كعميد كلية طب خلال أيام شهر رمضان المبارك ، استوقفني على شاشة السورية الفضائية، عنواناً بارزاً وصوتاً راعداً ، هو (تحدّي) ، مع ألوان وإضاءات وحضور وايقاعات متنوعة ،أنيقة المنظر ، لطيفة الحضور ، جميلة المضمون والهدف .

كان العمل عبارة عن طلاب عددهم لايتجاوز الستين ، من جامعتين مختلفتين ، ضمن استديو مجهز بطريقة فنية مذهلة وأضواء وابهارات بصرية وصوتية ، مع فريقين مكونين من ثلاثة اشخاص بلونين مختلفين أزرق وبرتقالي ، يتنافسون ضمن سباق للعلوم المختلفة والتسلية ، وعبر اطار ثقافي ترفيهي منوع ، يجذب المتابع رغماً عنه حتى النهاية ، إضافة لوجود عدد كبير من شعارات الجهات الرسمية الداعمة والشركات الراعية للبرنامج .

حقيقة ..هذا البرنامج الذي كانت مدته بحدود الساعة تقريباً ، أسعدني وأمتعني تماماً ، ولم يشعرني بالملل أو الضجر كعادتي مما اشاهد على باقي القنوات من برامج تصيبك بالاحباط بأننا فقدنا هذه الروح الدافئة من لغة الحوار الثقافي الممنهج والمبني على المعلومة والاستفادة والتعلم ، بل على العكس ، شعرت بالاثارة والحماس والضحكة من القلب على حركات المذيع الذي أشاهده ولأول مرة على الشاشة علماً انني شاهدته مقدماً بارعاً لمؤتمرات واحتفالات رسمية متنوعة ، من صراخه العفوي المتكرر على أخطاء المتسابقين وكأنه يريدهم أن يفوزوا جميعاً ، وأداءه المتقن على آلة العود وغناءه مع الطلاب وكتابته الجميلة بالخط العربي على اللوح وثقافته اللافتة بكافة العلوم والذي نادراً ما نشاهد هذه الشمولية لمذيع تلفزيوني ، والذي تكلل أداؤه مع فريق إعداد رائع وكادر عمل متمكن من كافة الاختصاصات ومخرج فني مبدع ، أعادتني جميعها لزمن المسابقات التي كنا ننتظرها بالثانية و كانت تجمعنا مساء في منازلنا ، عبر أسئلة نتنافس على حلها قبل المتسابقين ، والتي كانت تشعرنا بالرغبة والحماسية.

أعادني لزمن جميل بعد أن فقدت الأمل في أن نعود لهكذا أعمال راقية ، في زمن كثرت فيه المسابقات السخيفة المستهلكة، والكلمات النابية، والاتصالات البالية التي غايتها فقط المال والربح بغض النظر عن المشاهد واحترام ذوقه ورغبته.

برنامج / تحدي / و الذي اؤكد لمن شاهده او لم يشاهده ، بأنه انجاز حقيقي وفاعل للهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون في هذا العام ، وللقناة السورية بشكل خاص ويؤكد دون شك جهود الادارة مجتمعة لانتاجه ضمن فكرة ورؤية ثاقبة ، لانه أعاد للشاشة ألقها ومتابعيها ، وأوصل للمشاهدين رسالة هادفة بأننا عدنا والعود أحمد ولن نتوقف عن الجمال والابداع عبر برنامج ربط الجامعات السورية مع بعضها بأسلوب راق مميز ، وعرفهم على بعض بالتشاركية مع الاتحاد الوطني لطلبة سورية الذي اتى بكافة الكليات والمعاهد الى دمشق وجامعة الشام ، كي يوضحوا ويصوروا ثقافة أبناءنا ومقدراتهم عبر أسئلة شديدة الصعوبة ، وامكاناتهم على التفاعل والتكيف مع هكذا مواقف تحتاج للتفكير والخبرة والصبر .
و سلط الضوء كذلك على مواهبهم في الغناء والكتابة والرياضة والابداع من خلال استضافتهم بالتوازي مع المبدعين والمخترعين الشباب الذين قدموا اختراعات مهمة و الرفعة والسمو والفخر لبلدهم أمام دول العالم ، من خلال تقديم درع الهيئة العامة عربون محبة وتقدير ، بل وشاركوهم تقديم المسابقة ليكونوا أساساً في فوز الفريق .

ناهيك عن مسابقات الجمهور اللطيفة والتي تعبر عن ذكاء وحماس وتحدي وابتسامة تنبع من القلب وجوائز متنوعة تزيد الألق ألقين .

البرنامج باختصار عمل وطني كبير وليس جامعي فحسب ويجب أن يكرم صنّاعه وأن يستمرو باتساعه ليشمل كافة الأطياف السورية بمختلف اختصاصاتها و أعمالها ومضامينها ،وأن يحقق من خلال رعاته الكرماء و كوادره المبدعة ، الرسالة الواضحة التي ظهرت للعيان ، بأن الوطن جميل وبخير ، و التحدي جميل وصحّي ، و الشباب جميل وواعٍ ، والأجمل من كل ذلك أيقونة البرنامج : ( اتحدّا .. وكون قدّا ) .

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]