الخبير السوري:

ضرب إعصار قمعي أعالي جبال “الدالية” بريف جبلة، الجمعة، في ظاهرة نادرة، ترافقت مع سلسلة عواصف رعدية وصواعق وتساقط لحبات البرد، ما دفع لتداول الصور من قبل ناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وإثارة تساؤلات حول أسباب تشكّله في هذه المناطق على غير العادة.

وقال رئيس مركز التنبؤ المركزي في المديرية العامة للأرصاد الجوية، “شادي جاويش”، لتلفزيون الخبر، إن “احتمالية تشكّل الأعاصير القمعية ضعيفة في السلاسل الجبلية لأن التضاريس تعطل الظروف الجوية اللازمة لتكوّنها”.

وأوضح “جاويش”، أن “الأعاصير تتشكّل عادةً في مناطق مسطحة مفتوحة، إذ يمكن للهواء الدافئ الرطب أن يلتقي بالهواء البارد الجاف”، مبيناً أن “اصطدام الكتل الهوائية يؤدّي إلى خلق حالة من عدم الاستقرار وقص الرياح اللازمة لتطوّر الأعاصير”.

وتابع “جاويش”، أنه “في المناطق الجبلية، يمكن للتضاريس أن تعطل تدفق الهواء وتمنع هذه الظروف، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يتداخل وجود الجبال مع التيارات الصاعدة التي تعتبر ضرورية لتطوّر الإعصار”.

وحول إعصار قرية الدالية، بيّن “جاويش”، أنه “لتتشكّل الدوامات الهوائية في المناطق الجبلية يتطلب شروط معينة، أهمها وجود تيارات هوائية رطبة ودافئة”.

وأردف الراصد الجوي، أن “هذا ما وفّرته تيارات سطحية قادمة من شمال منطقة البحر الأحمر وشمال شبه الجزيرة العربية تزامناً مع وجود منخفض جوي ساعد على تحريك الهواء بشكلٍ أفضل”.

وأضاف “جاويش”، أنه “بالتالي تغيّر سريع في درجة الحرارة أدّى إلى خلق فروقات كبيرة في الضغط الجوي مما ساعد في تشكّل الدوامات الهوائية في هذه المنطقة في ظاهرة غير معتادة”.

يُذكر أن الجو يوم السبت يبقى متقلّباً بين الغائم جزئياً والماطر على فترات فوق أغلب المناطق، وتميل درجات الحرارة إلى الارتفاع قليلاً لتصبح حول معدلاتها، بحسب توقعات المديرية العامة للأرصاد الجوية.

وضرب تنينان بحريان قرى الهيشة، أبو عفصة، يحمور، البصيصة، بني نعيم، سمريان، وبحوزي بريف طرطوس الجنوبي، آواخر الشهر الماضي، ما تسبب بوقوع أضرار كبيرة في البيوت البلاستيكية المزروعة بالمحاصيل الشتوية، بحسب ما ذكرته مديرية زراعة طرطوس آنذاك.