وزير سابق ” يقلب الطاولة” على تدابير اقتصاد القلّة..كمن يبدأ بالصرف من بيع مقتنيات زوجته وأولاده

الخبير السوري:

اعتبر الوزير عمرو سالم وزير التجارة الداخلية السابق، أنه يجب وفوراً الخروج من فكر اقتصاد القلّة إلى اقتصاد الوفرة.

وكتب سالم على صفحته الشخصية:

مشكلتنا في اقتصاد القلّة تشبه الفخ الذي يقع فيه الشخص الذي فقد مصدر دخله فبدأ بتقليص مصروفه ابتداءً من الكماليات، ثم ينتقل إلى الصرف من المدخرات، ثم بيع الأملاك، ثم التخلي عن الاساسيّات. وهو ينتظر أن تحصل معجزة لتعيد له مصدر دخله.

لقد قضت الحرب والعقوبات والاحتلال على الكثير من مصادر دخل الدّولة.

لكننا ما زلنا نتعامل مع اقتصادنا تماماُ كما يتعامل من فقد مصدر دخله.

ولذلك فإننا نرى أن القلّة تزداد وتكبر ونحن نبحث عن مطارح ضريبيّة جديدة ونقلّص استهلاك الناس كمن يبدأ بالصرف من بيع مقتنيات زوجته وأولاده. ولا يبحث عن مصدر دخلٍ آخر.

لكن هناك العديد من الدول التي كانت تعاني من القلّة الشديدة ثم وصلت إلى أعلى اقتصادات في العالم.

أولها الصين وكذلك سنغافورة وكوريا الجنوبية وماليزيا وعدداً من دول إفريقيا. وغيرها الكثير من دول العالم التي انتقلت من الفقر إلى الغنى ومن العيش على المساعدات إلى تقديمها لغيرها وتربعت على عرش الصناعة والزراعة والتكنولوجيا.

وهذا لا يحتاج إلى إعادة اختراع العجلة ولا إلى معالجة عشرات آلاف المشاكل بطريقة التجريب والخطأ إلى التفكير بالصورة الكبيرة واتباع ما نجح عند من حققوا النجاح.

وأن تتحول الدّولة من الشخص الذي يريد أن يتدخل بالاقتصاد من الفلافل إلى الاستثمارات الكبرى إلى الدولة التي تضع البنية التحتيّة الفيزيائيّة. والتشريعيّة والتعليميّة والتدريبيّة والصحية. والمواطنون هم الذين سوف يشغلون هذه البنية التحتيّة.

ونتخلص من اسطوانة الشيطان التي تكرر نفسها. ففي بدايتها تقول يجب رفع الرواتب اضعاف وفي نهايتها تقول ليس لدينا إمكانيّة لذلك.

العالم لا يعاني من قلّة المال، بل يعاني من كثرة المال وعدم وجود فرص لاستثماره.

وسورية تحتاج إلى أن تكون جاذبةً للاستثمارات رغم العقوبات وغيرها. وبإمكانها ذلك.

لا نحتاج إلًا إلى النزاهة والعلم والإرادة في قطاعات الدولة المختلفة. والكثير من حب بلدنا وأهله.

وللحديث صلة.

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]