حلب على سرير الإنعاش..

معن الغادري

تشكّل مسألة حشد الإمكانات والطاقات لإعادة إحياء وإنعاش وسط المدينة التجاري في حلب “دون أدنى شك” محطة مهمّة على مستوى تحقيق التنمية المجتمعية والخدمية والاقتصادية، خاصة وأن هذا المحور الذي يضمّ ما يزيد عن أربعين سوقاً قديمةً شكّل على الدوام الشريان الرئيسي والحيوي  للاقتصاد الوطني ورئة ومتنفس المدينة.

ولعلّ آليات الدعم المنتظرة من المحافظة لأصحاب الفعاليات التجارية لترميم وتأهيل محالهم ومنشآتهم المتضررة، وتذليل كافة المصاعب التي تواجههم، سيساهم في تسريع وتائر إنجاز هذا المشروع، وتمكين التّجار مجدداً من تنشيط وتفعيل هذه الأسواق، لتشكل لاحقاً حاملاً ورافعاً للعملية الاقتصادية والتنموية.

وأمام هذه الخطوة ينبغي على غرفة التجارة وبالتنسيق مع مجلس مدينة حلب القيام بمهامها فوراً، واستكمال تشكيل اللجان في كافة الأسواق التجارية والخانات، وجرد المحال التجارية المتضرّرة وتحديد الأعمال التي تتطلبها إعادة تأهيل الأسواق، والتواصل مع أصحاب المحال التجارية بما يساهم في تسريع خطوات التأهيل المطلوبة، وتوحيد الجهود مع الجهات المعنية، وتكثيف العمل وفق رؤية واضحة لإنجاز تأهيل الأسواق القديمة تباعاً تمهيداً لإعادة وضعها في الاستثمار الفعلي.

وعلى الطرف الآخر يتطلّب من الجهات الخدمية المعنية تسريع أعمال إعادة تأهيل البنية التحتية للمدينة القديمة، وإيجاد حلول سريعة لكافة المشكلات، وخاصة ما يتعلّق بإعادة بناء أسقف الأسواق المنهارة وتأهيلها وفق الأسس المعتمدة لترميم المباني القديمة، بالإضافة إلى إنجاز مشاريع الإنارة العامة وتنفيذ مشاريع الطاقة البديلة، ومعالجة الأعطال والكسور الحاصلة في شبكة المياه، ومتابعة ترحيل الأنقاض المتبقية، والعمل على تفعيل المؤسسات العامة في المدينة القديمة، وإحداث نافذة واحدة لتبسيط الإجراءات وخدمة التجار وإنجاز معاملاتهم بأقصر وقت ممكن.

ما نود تأكيده أن الزخم والدعم المقدّم لإنجاز هذا المشروع خطوة مهمّة على الطريق الصحيح، ومن الطبيعي أن يشكل مستقبلاً قفزة نوعية وتحولاً إيجابياً في المشهد التنموي والاقتصادي للمدينة، وما نأمله من المعنيين عدم حرق المراحل تحت أي عنوان ومبرّر، وتحقيق الاستفادة القصوى من كل الإمكانات المتاحة، بما يساهم في إنجاز هذا المشروع الحيوي في أسرع وقت ممكن.

 

 

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]