في “ديارنا” مخدرات..!!

 

أرقام صادمة ومخيفة تم عرضها أثناء الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة المخدرات الذي صادف الـ26 من حزيران الماضي، فحسب التقرير الذي أصدره البرنامج العالمي لمكافحة المخدرات والجريمة لعام 2016 هناك نحو 250 مليوناً يتعاطون المخدرات في العالم، فضلاً عن أن الإجراءات الدولية والمحلية لمكافحة انتشار المخدرات والتوعية بأضرارها وعلاج المدمنين تكلف حوالي 120 مليار دولار سنوياً، في حين تمثل تجارة المخدرات 8 بالمئة من مجموع التجارة العالمية!.

دون شك تفرض تلك الأرقام على الجهات المعنية جهوداً استثنائية إذا ما أخذنا بالاعتبار ست سنوات من الحرب التي تعتبر بيئة حاضنة للمخدرات، لكن رغم هذه الظروف الصعبة لا تزال سورية من الدول الأقل نسبة بتعاطي المخدرات، بفضل متابعة وتفاني الأجهزة الأمنية المختصة في مراقبة ومحاسبة كل من يتعاطى ويتاجر ويصنّع المخدرات ويروّجها.

لكن مع ذلك ثمّة أسئلة يجب طرحها اليوم على خلفية ما يُحكى عن الزيادة الملحوظة بانتشار ظاهرة تهريب وتجارة وتعاطي المخدرات في سورية بسبب لجوء الكثير من المجموعات الإرهابية المسلحة التي تمكث في أماكن خارجة عن سيطرة الدولة إلى العمل بتهريب وتجارة المخدرات واستفادة المهرّبين من ذلك.

إنه لمن المؤسف أن يمر اليوم العالمي لمكافحة المخدرات مروراً خجولاً على ورقة “الروزنامة” عند بعض الجهات، فالنشاطات المفروض إقامتها لتوعية أبنائنا من مخاطر المخدرات غالباً ما تقتصر على كلمات افتتاحية روتينية أمام الكاميرات وبعدها ينتهي كل شيء!.

أين دور المدارس والجامعات والمراكز الثقافية والمنظمات الشعبية والنقابات المهنية؟.

لماذا لم تخصّص حصة صباحية لتوعية التلاميذ والطلبة بخطورة المخدرات، ونحن نعلم كم من الوقت يضيع في المدارس؟.

لماذا لا تعمل الجامعات على إقامة الندوات الحوارية وورش العمل على مدار أسبوع تناقش دورها بهذا الخصوص من أجل توسيع دائرة الوعي داخل حرمها وهي التي تضم أكبر شريحة بالمجتمع مستهدفة بسموم المخدرات؟.

كم مركز ثقافي أقام ندوة ناقش خلالها مخاطر المخدرات ووضع حدّ لما يثار من شائعات حول انتشارها هنا وهناك؟.

بالمختصر، خطر المخدرات مخيف في ظل هذه الظروف الصعبة، والملاحظ أن المهمة التوعوية ليست كما يجب، لذا لا بدّ من أن نتقاسم ونتشارك المسؤولية تجاه أبنائنا الصغار والكبار في البيت والمدرسة والجامعة وأماكن العمل، فسموم المخدرات لا تفرّق بين هذا وذاك!، وعلى الوسائل الإعلامية أن تنتقي اللغة الإعلامية المناسبة في نقل الرسالة حتى نصل إلى الهدف المنشود.

 

غسان فطوم – البعث

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]