استثناء وفساد…؟؟!!!

 

معد عيسى

 

الاستثناء أهم مظاهر الفساد لأنه خرق للقانون وعندما يتم خرق القانون تضيع الحقوق، فعندما يتم تعيين شخص في موقع من غير المؤسسة التي عُين فيها ففي ذلك ضرب لكل الكوادر الموجودة في هذه المؤسسة ولكل المؤهلات،

وإن لم يكن هناك أشخاص مؤهلين في هذه المؤسسة ففي ذلك خرق لمشروع التأهيل والتدريب الذي هدف لخلق صف أول وتاني وثالث في كل جهة عامة، وفيه خرق لآلية اختيار الاشخاص الذين تم تدريبهم.‏

عندما نتخلص من الاستثناء نتخلص من كثير من الفساد الذي تعاني منه مؤسساتنا ونتخلص من مشكلة هجرة وتطفيش الكوادر التي تعتبر الاساس في مشروع الاصلاح الاداري ولا نحتاج بعدها إلى توجيهات وفتاوى ولاسيما في الامور الصغيرة فالاختراقات وحالات السطو والتجاوزات هي حالات خرق للقانون ومعالجتها لا تستوجب توجيه وهي تعبير عن التقصير والبدء بالحساب الحقيقي هي خطوة على الطريق الصحيح على أن تنفذ بدقة وبدون تجاوزات جديدة.‏

الإشارة الى مواكب المسؤولين وضبط هذه الظاهرة كان له صدى كبير في الشارع لأن هذه المظاهر تركت أثراً سلبياً كبيراً عند الناس ولكن الامر يجب ان يمتد الى الاحياء التي تشهد تجاوزات في كل شي وتتقدم على المواكب في الاساءة فالاحياء مليئة بالسيارات المسروقة والمواد المخالفة وتغيب عنها كل اشكال الرقابة وتمارس فيها كل التجاوزات التي تُفقد المواطن الثقة بأي اصلاح واستحالة تنفيذ اي مشروع للاصلاح.‏

نزع التفييم عن السيارات وضبط السيارات المخالفة خطوات بسيطة وتنفيذها سهل ولا يحتاج لحشد جهود كبيرة ولا يستلزم اكثر من تطبيق القانون ولكنها اهم مفصل في تعزيز ثقة المواطن بأي مشروع اصلاحي.‏

ايضاً انصاف الكفاءات في المؤسسات وتعيين الشخص في الموقع المناسب على اساس معايير علمية واخلاقية يزرع الثقة لدى العاملين في هذه المؤسسات بالمشروع الاصلاحي ويؤسس لتأهيل قيادات وادارات عليا لهذه المؤسسات والجهات، واحترام الخبرات وتقديرها والاستفاده منها وزجها في القرار والادارة اهم خطوة في نهوض مؤسسات الدولة، ومحاسبة متخذي القرارات في اختيار الادارات أمر مهم لضبط أسس التعيين والتسمية والتوصيف والتسمية وبعد ان ننفذ هذه الخطوات يُمكن قياس النتائج ومحاسبة الناس ومحاربة الفساد.‏

مشروع الاصلاح الاداري الذي أطلقه السيد رئيس الجمهورية يحتاج الى جهود كل الخبرات التي مازال لدينا منها الكثير ولم نزجها حتى اليوم في مسيرة مؤسساتنا وهي تنتظر ان يتم ادخالها المُعترك بعد ان خاضت معارك كبيرة في مقاومة المزاجية والمحسوبيات والاستثناءات.‏

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]