احذروا مشاركتهم

 

ما من دولة ولا شركة عالمية أو إقليمية إلا ويسيل لعابها للفوز بأكبر عدد من مناقصات أو مشاريع إعمار سورية!.

وإذا كان هذا الأمر وارداً وطبيعياً بالنسبة للدول التي لم تنخرط أو تحرّض على سفك دم الشعب السوري، فإن المستغرب أن تتكالب الدول المشاركة في الحرب على سورية للفوز بالحصة الأكبر في إعادة إعمارها!.

قد يكون من السهل قطع الطريق على شركات الدول المعادية للشعب السوري ومنعها من المشاركة أو المساهمة بإعمار بلدنا،  ولكن من الصعب رصد وكشف الشركات التابعة للدول المعادية التي بدأت تستعدّ للتسلل لدخول ملف الإعمار في سورية بأسماء “محايدة”!.

ولا نبالغ إذا قلنا: إن لبنان سيكون البوابة لهذه الشركات للدخول إلى سورية، وهذا ما يفسّر عقد ندوات ومؤتمرات خاصة بالبناء ومستلزماته في بيروت، ومشاركة أسماء مشبوهة فيها لا تخفي علاقاتها بمؤسسات الحريري!.

لقد تابعنا باستغراب العرض الذي قدّمته شركة مقاولات لبنانية لوزارة الأشغال العامة حيث قال مديرها إنها متخصصة بتقنيات الحفر وتمديد شبكات البنى التحتية، ويبدو أن هذا المدير يجهل أن البنية التحتية في سورية وتقنيات حفر الأنفاق لمشاريع المياه والسدود في الجبال الضخمة نفّذتها شركاتنا الإنشائية منذ ثمانينيات القرن الماضي!.

وإذا كان مدير الشركة اللبنانية يتباهى بأنه (يستخدم تقنيات حديثة جداً تعمل دون تخريب طبقة الإسفلت وتمديد ما يلزم من خدمات من دون قطع الطرقات)، فهو يجهل حتماً أن السورية للشبكات هي التي نفذت أكبر مشروع للتوتر العالي في لبنان بمطلع تسعينيات القرن الماضي بتقنيات أيام ذلك الزمان دون تخريب الطرقات ودون قطع حركة المرور وبإعادة تزفيت (التخريب الجزئي) للإسفلت بسرعة قياسية دون أن يشعر اللبنانيون بما يجري من حولهم!.

لاشك أن وزارة الأشغال وشركاتنا الإنشائية على اطلاع وافٍ بالآليات التي تعمل بتقنيات حديثة جداً دون تخريب طبقة الإسفلت ودون قطع الطرقات، والتي قدّم مدير الشركة اللبنانية بروشورات عنها للوزير، والسؤال: لماذا حجبت الحكومات السابقة هذه التقنيات عن شركاتنا الإنشائية؟.

لقد قلناها من قبل وسنكرّرها اليوم وفي القادم من الأيام: احذروا مشاركة الشركات القادمة من لبنان في مشاريع إعمار سورية!.

فأغلب شركاء هذه الشركات من الباطن، ومموّلوها هم أمراء أو نافذون من مشيخات الخليج الذي يتصهين بسرعة!.

إن قدوم شركات البناء والتطوير العقاري إلى سورية أمر أكثر من جيد في حال كانت لدينا قاعدة بيانات متجددة لمعرفة تاريخها، وخاصة الشركاء الجدد لها الذين قد يكونون حصان طروادة تستخدمه الدول المعادية للتسلل إلى سورية!.

 

علي عبود – البعث

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]