وزارة “خطيرة..

 

حسن النابلسي

دون أدنى شك لها دور كبير في تمتين أواصر اقتصادنا الوطني وإعلاء شأنه، شأنها شأن بقية الوزارات والمكوّنات الاقتصادية والخدمية المنتشرة على مدار الجغرافيا السورية..!، لا بل قد يكون لها الدور الأكبر والأهم، نظراً لكونها الجهة المعنية بالإشراف والمتابعة لكل المدارس والمراكز العلمية المحتضنة لبراعم أجيالنا، وبالتالي هي الجهة الأكثر تأثيراً في نمط تفكير هذه الأجيال وترسيخ سلوكيات وقواعد التعاطي مع الحياة ومتطلباتها..!.

مؤكد أن حجز الاقتصاد الياباني مركزاً متقدّماً في قائمة اقتصادات العالم، ليس من قبيل المصادفة، وخاصة أن اليابان خرجت من حرب عالمية ضروس تلقت فيها ضربتين نوويتين غير تقليديتين..!. وإنما جاء هذا الحجز نتيجة استراتيجية تربوية اجتهدت اليابان عبر عقود من الزمن على ترسيخها مجتمعياً..!.

فالتوجّه الأساسي لهذه الاستراتيجية انصبّ نحو بناء الإنسان منذ نعومة أظفاره، لما كان يعوّل عليه من جهة إعادة الإعمار وتنمية الاقتصاد، من خلال تنمية روح المبادرة واستنهاض المواهب، والتركيز على أدبيات كفيلة بترسيخ ثقافة الإنتاج والاعتماد على الذات، وليس الاستهلاك واتباع الغير..!، علماً أنها قيّدت بمعاهدات ومواثيق دولية من ناحية التصنيع العسكري لمدة 99 عاماً..!.

فما يشهده هذا البلد من قوة اقتصادية وتكنولوجية وحتى إدارية، بات يستوجب التمحيص والتدقيق في تجربتها النهضوية، بعد أن سحقتها الحرب وأودت بها إلى الدرك الأسفل بنيوياً وبشرياً.

وبالعودة إلى وزارة التربية ودورها الاقتصادي.. نعتقد أن الصورة أضحت الآن أكثر وضوحاً من جهة الدور المهم الذي يمكن أن تضطلع به الوزارة تجاه بث ثقافة الإنتاج، للحيلولة دون وقوعنا في مطبّ الاستهلاك وتحويلنا إلى مجتمع مستهلك بالدرجة الأولى كما هو حاصل حالياً، وذلك عبر تخصيص برامج وحصص تربوية -تعطى على مدى سنوات الدراسة- تعنى بالمشروعات المتناهية الصغر والصغيرة على سبيل المثال لا الحصر، وتعزيز ثقافة العمل الحر، دون ربط مستوى التحصيل العلمي بما يمكن تحصيله من مناصب ومراتب وظيفية في الدولة…!.

وقبل أن نختم نستحضر مسلسلات الكرتون اليابانية التي كانت موجّهة للشبيبة اليابانية لتأهيلها بأن تعمّر اليابان بعد هيروشيما وناكازاكي، لذلك شاهدنا وعلى مدار عقود الفتية الخارقين الذين يعيدون ضخّ إرادة الإعمار في شرايين العالم ليست الاقتصادية فحسب بل الاجتماعية والعلمية أيضاً، وذلك بعد افتراض أن حرباً كونية قضت عليه (كما في عدنان ولينا مثلاً)..!.

 

 

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]