توسع مرتقب في مشروعات السياحة الشعبية في اللاذقية.

 

اللاذقية – الخبير السوري

لم يحصل التسارع الموعود في تنفيذ الرؤى المطروحة للتوسع الاستثماري في مناطق السياحة الشعبية على شاطئ اللاذقية الذي يعيش منذ سنوات على وعود متلاحقة لتنظيم استثماراته، وإعادة ترتيبها لمعالجة مكامن الخلل المتراكم لعقود طويلة، ما جعل مساحات واسعة من الشاطئ بمنأى عن أدنى مؤشرات الجدوى الاستثمارية وفق معايير وأسس الحسابات الاقتصادية لأسباب عدة أهمها غياب الضوابط والأسس والمحددات، ما أدى إلى استثمار تلك المساحات ببدلات متدنية، ويقابلها عوائد يجنيها شاغلو هذه المساحات على حساب رسوم ارتياد لاهبة يفرضونها على مرتادي هذه المساحات التي تفتقر للخدمات في حدّها الأدنى، وقد رتّب الاستثمار العشوائي الرخيص تراجعا متتاليا في الجدوى والخدمة والمردود.

مصدر مطلّع يؤكد أن العمل يجري حاليا وبوتيرة متسارعة وعبر لجان من عدة وزارات معنية لدراسة المواقع المشغولة في الأملاك العامة البحرية والشاطئية، وتعقد هذه اللجان اجتماعاتها المكثفّة والمتسارعة لأجل حصر وتقييم ودراسة الأملاك البحرية وجردها، وتحديد وضبط المخالفات والتعديات والتجاوزات بهدف توصيف دقيق لواقعها الراهن بما يساعد كثيرا في اتخاذ إجراءات المعالجة والتصويب، واقتراح البدائل بما يعيد إلى تلك المواقع جدواها الاستثمارية الفعلية الحقيقية.

وتوقّع المصدر أن تنجز اللجان عملها خلال فترة قريبة بإعداد المحضر النهائي بما فيه من أرقام ومساحات وتوصيفات يمكن حينها الإفصاح عن النتائج والمعطيات التي نأمل أن تؤسس لقاعدة بيانات دقيقة في وضع التصورات الاستثمارية الأكثر ملاءمة وجدوى، وأيضا تحقيق البعد الجمالي والمظهر الحضاري في أي استثمار مستقبلي قادم، وأن يكون هذا البعد الجمالي شرطا من شروط منح الموافقة الاستثمارية بما يتكامل مع الآلية الاستثمارية المعتمدة في ترخيص هذه الإشغالات واشتراطاتها وضوابطها، ومدى استناد الترخيص للإشغالات إلى أسس ومعايير واضحة ومدروسة، وانتهاء بتدقيق بدلات الاستثمار لتتناسب مع القيمة الحقيقية لهذه الأملاك، وتحقق الجدوى الاقتصادية والاستثمارية، وعنها يمكن أن تشكل السياحة الشعبية خطوة حقيقية على مسار التعافي السياحي، لأن السياحة الشعبية تعدّ الأفق الأقرب والأيسر تحقيقا على أرض الواقع لجهة الإجراءات والإمكانات والبنى التحتية، ولأنها الأكثر استقطابا لشرائح واسعة دون انتظار مآل تسوية أوضاع المشروعات السياحية الكبيرة المتأخر بعضها، والمتوقف بعضها الآخر لأسباب كثيرة ومتشعبة، بل إن بعضها لم يقلع بعد، وهنا تكمن أهمية تنوع أنماط النشاط السياحي بجدوى أفضل اقتصاديا وسياحيا وتنمويا، وهذا يستوجب الإسراع بإيجاد المواقع المخصصة للسياحة الشعبية وتجهيزها للنهوض بالقطاع السياحي مع التركيز على استثمار مواقع للسياحة الشعبية ووضعها في الخدمة، كون هذه المواقع يمكن أن تستقطب أعداداً كبيرة من مرتادي شاطئ اللاذقية بخدمات واسعة وبأسعار تشجيعية جداً، كما  أن السياحة الشعبية تلبي احتياجات شرائح واسعة، بالإضافة إلى ما تحققه المشروعات والمنشآت الصغيرة من جدوى متكاملة اقتصادياً واستثمارياً.

ياره بركات

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]