وزارة الزراعة تحضّر لـ”إطعام” السوريين سمكاً حتى الشبع..مزارع أسرية تحت الطلب..

 

 

دمشق – الخبير السوري

كشف وزير الزراعة المهندس أحمد القادري عن تحرك باتجاه تطوير الاستزراع السمكي لأسماك المياه العذبة والبحرية، بالشكل الذي يمكن معه تخفيف الضغط عن مخزوننا السمكي وحفظه واستدامته وزيادة الناتج المحلي، وبالتالي زيادة حصة الفرد من لحوم الأسماك.

وعليه أكد وزير الزراعة أن الهيئة العامة للثروة السمكية انتهت من إعداد مشروع وطني (مزارع الأسماك الأسرية الصغيرة ودورها في دعم التنمية المستدامة لسكان المناطق الريفية في سورية) والتواصل مع منظمة الأغذية والزراعة العالمية (FAO) لبحث إمكانية التعاون لتنفيذ هذا المشروع لما له من أهمية كبيرة في تأمين الغذاء الصحي لسكان الأرياف، مشيراً إلى أن مفهوم الزراعة الأسرية بشكل عام يشمل كل النشاطات الزراعية التي ترتكز على الأسرة، وهي ترتبط بالعديد من مجالات التنمية الريفية، والزراعة الأسرية وسيلة لتنظيم الإنتاج في مجالات الزراعة والغابات وصيد الأسماك وقطاع تربية الأحياء المائية الذي تقوم بإدارته وتشغيله الأسرة ويعتمد بصورة رئيسية على العمالة الأسرية.‏

ببساطة ودون تكاليف

وأشار وزير الزراعة إلى أن أهمية المشروع تنطلق من استثمار البرك الصغيرة المتوافرة بشكل طبيعي لدى المزارعين لإنتاج كمية من الأسماك الكافية للأسرة، مؤكداً أن بوصلة عمل المشروع ستكون باتجاه مجموعة من سكان الأرياف ممن يملكون مزارع سمكية أسرية صغيرة، أو أحواض لسقاية المزروعات أو أحواض في حديقة المنزل لاستثمارها في تربية الأسماك حيث سيتم تقديم الزريعة (صغار الأسماك) والدعم الفني لهم، إضافةً إلى إعمار السدود والسدود التجميعية والرامات (البرك الطبيعية) وسدات حصاد المياه في المناطق الريفية النائية باصبعيات الأسماك لتأمين مصدر غذاء ودخل جيد لسكان تلك المناطق، إضافة إلى تقديم الدعم المادي لبعض المزارعين لإنشاء أحواض لتربية الأسماك وسقاية المزروعات، والمساهمة في نشر ثقافة تربية الأسماك في مجتمعاتنا الريفية التي تتنوع فيها مزارع الأسماك الأسرية، فمنها التقليدية، ومنها مزارع الأسماك الأسرية التكاملية التي تعتمد على المنفعة المتبادلة بين الأسماك والنباتات للوصول إلى منتج عضوي مثل مزارع تكامل الاستزراع السمكي النباتي، التي تم تصميم نظامها لتكامل الاستزراع السمكي النباتي Aquaponics بهدف توفير بيئة اصطناعية يتم التحكم فيها لتكون مثالية لنمو الأسماك (أو الأحياء المائية الأخرى المستزرعة) وكذلك لنمو النباتات المستخدمة في الزراعة المائية من جهة، والمحافظة على مصادر المياه من جهة أخرى، مبيناً أن في هذا النظام تنمو الأسماك والنباتات معاً في علاقة منفعة متبادلة، فالأمونيا الناتجة عن فضلات الأسماك والضارة بتركيز عالٍ في الأحواض، يمكن استخدامها وبعض أشكال النتروجين الأخرى من قبل جذور النباتات وتنقية المياه منها ضمن الدارة المغلقة للمياه، فنواتج الاستقلاب الضارة في أحواض الأسماك تكون مفيدة في نمو وإنتاج النباتات، وأوضح وزير الزراعة أنه من خلال نظام التكامل هذا فإن فضلات الأسماك تؤمن احتياجات النباتات من المواد الغذائية وبالمقابل فإن امتصاص المغذيات من قبل جذور النباتات يحسّن من نوعية المياه ويزيد من إنتاج الأسماك، مشيراً إلى وجود أنواع عديدة لمزارع الأسماك التكاملية منها مزارع الأسماك التكاملية مع الطيور، ومزارع الأسماك التكاملية مع الحيوانات، ومزارع الأسماك على أسطح المنازل، والتي يمكن تجريبها لاحقاً في الهيئة.‏

مؤشرات

وقال وزير الزراعة بما أن الناتج السمكي الإجمالي في سورية بمعظمه من أسماك المياه العذبة حيث تشكل 81% من الناتج الإجمالي و 19% لأسماك المياه البحرية، ومن خلال معرفتنا وتحليلنا للواقع الراهن لهذا القطاع فقد تم إعداد خطة فنية تجريبية بحثية تعتمد بشكل أساسي على تطوير استزراع أسماك المياه العذبة لتوفر إمكانية ومؤهلات تنميتها في سورية وإدخال التقانات الحديثة فيها ونقل نتائج البحوث إلى المواطنين عبر شعبة نقل التقانة من خلال الدورات التدريبية والأيام الحقلية وغيرها، حيث تم إعداد خطة تدريب وتأهيل مكونة من 5 دورات تدريبية ويومان حقليان لرفع كفاءة وخبرة الفنيين الزراعيين والمربين في مجال تفريخ واستزراع أسماك المياه العذبة، كونه مجالاً واعداً لتطوير الناتج السمكي المحلي، أما بالنسبة للخطة الفنية البحثية للهيئة، فقد تم إعداد خطط بحثية لمجموعة من التجارب التطبيقية حول أثر الوزن الوسطي للزريعة وأثر الكثافة على الكفاءة الإنتاجية لأسماك الكارب العام والمشط الأزرق في الأحواض الواسعة والأقفاص، ودراسة تجريبية لتربية أسماك المشط النيلي في الأقفاص وهي تُجرى لأول مرة في سورية، إضافة إلى مجموعة من التجارب البحثية حول الحفظ المستدام للمخزون السمكي في المياه البحرية والعذبة للوصول من خلالها إلى وضع أسس علمية صحيحة لفترات منع الصيد وتحديد أقطار فتحات الشباك ووضع مشروعات القرارات المتعلقة بها، كما تم تشكيل لجان علمية متخصصة من الهيئة والجامعات السورية والمنظمات الشعبية ذات الصلة للقيام بتلك المهام، بالإضافة إلى تفعيل دور مديرية الحماية ونقاط المراقبة التابعة لها لمنع التعديات على المسطحات المائية العذبة والبحرية بالتنسيق والتعاون مع مديرية الموانىء والجهات ذات الصلة، وتفعيل دور لجان مراقبة الأسواق والصيديات وفي مواقع الإنزال وتنظيم الضبوط اللازمة في حق المخالفين وفق الأنظمة والقوانين النافذة.‏

ترويج

وأضاف وزير الزراعة قيام هيئة الأسماك وبالتعاون مع الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية ومديرية زراعة اللاذقية، بتنفيذ يومين حقليين حول المزارع الأسرية، وتكامل الاستزراع السمكي النباتي، بهدف تسليط الضوء على أهمية المزارع الأسرية في التنمية الريفية، والمساهمة في زيادة نصيب الفرد في سورية من لحوم الأسماك، ما ينعكس إيجاباً على الناتج السمكي المحلي، مبيناً تبني استراتيجية عمل جديدة تعتمد في محاورها الأساسية على تشخيص الواقع الحالي لقطاع الثروة السمكية والمشكلات والمعوقات التي تعترض تنميته، كنقطة انطلاق للعمل على إيجاد الحلول المناسبة والمساهمة في النهوض بهذا القطاع المهم والحيوي.‏

الثورة – عامر ياغي

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]