أكلات ” الدراويش” تهجرهم وتنحاز إلى الأغنياء

الخبير السوري:

يبدو أن الأكلات الشعبية سوف تصبح للأكابر فقط فعلاً، فبينما تتوالى عمليات رفع الأسعار يوماً بعد يوم ،في الأسبوع الماضي تم رفع أسعار الأدوية بنسبة تصل إلى مئة بالمئة لبعض الأصناف، ما دفع المرضى لزراعة الأمل بالطب الشعبي والعلاج بالأعشاب حتى ولو لم تنفع لأن “العين بصيرة واليد قيصرة”.

وقبل أن ينسى الناس غلاء الأدوية وحليب الأطفال ورفع سعر البنزين المدعوم، تلقت خبر دراسة لرفع أسعار المأكولات التي كانت تسمى قبل سنوات مأكولات شعبية، وفي تلك الدراسة التي سوف يتم إقرارها عاجلاً أم آجلاً يتضاعف سعر قرص الفلافل من 250 إلى خمسمئة ليرة، وسندويشة الفلافل من خمسة آلاف إلى سبعة آلاف ليرة، وربما تصل إلى عشرة آلاف إذا كانت مدعومة وتكفي كوجبة لمن يتضور جوعاً دون أن ننسى تناول كأس من العيران بألفي ليرة.

ولم تترك الدراسة من شرور رفع الأسعار الحمص المسلوق والفول المسلوق والمسبحة، وبما ينصف أصحاب المطاعم الذين يشترون مشتقات النفط من أسواق متعددة الألوان وفقاً لشبكة غلوبال الإعلامية .

ودوماً التبرير موجود وهو  ضرورة استدامة الخدمة التي يجب أن تأخذ بعين الاعتبار تكاليف المواد الأولية وحوامل الطاقة وأجور المحلات والعمال مع هامش ربح يعتقدون بأنه ضروري لأنه لا أحد يعمل في مصلحة غير مربحة.

فهل تخرج الفلافل من تصنيف الأكلات الشعبية، وهل يستطيع العامل الذي تتراوح أجوره اليومية بين سبعة إلى عشرة آلاف ليرة أن يأكل سندويشة فلافل مع كأس عيران يومياً؟.

وقبل أسابيع قال أحد أعضاء مجلس الشعب إنه متأكد بأن هناك أسراً لاتستطيع أن تأكل سوى وجبة واحدة في اليوم، وربما سيقول بعد إقرار التسعيرة الجديدة للأكلات الشعبية بأن شخصاً واحداً من تلك الأسر يمكن أن يأكل وجبة واحدة في اليوم فيما ينتظر الآخرون دورهم بعد أربعة أيام بشرط ألا تزيد الوجبة على سندويشة فلافل.

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]