الخبير السوري:

يبدو أن السوريين يواجهون تحديًا كبيرًا فيما يتعلق بتخزين زيت الزيتون للاستخدام المنزلي، حيث أصبح سعر الكيلوغرام الواحد من هذه المادة يتجاوز عشرة آلاف ليرة سورية، وهذا يعتبر مرهقًا للكثيرين في ظل ارتفاع أسعار العديد من السلع، وخاصة إذا كانوا يبحثون عن الجودة العالية التي تتطلب تكلفة أعلى من الأنواع الأخرى.

على الرغم من هذا، لا يبقى أمام المواطنين سوى تخزين زيت الزيتون والاعتماد عليه كمؤونة لفصل الشتاء.

يعتبر الكثيرون أن هذا الاعتماد يعتبر أقل تكلفةً مقارنة بالألبان والأجبان، وحتى بالمكدوس الذي يبدو أنه بات حلمًا غير قابل للتحقيق.

فيما يتعلق بأسعار زيت الزيتون في سوق الهال، يتراوح سعرها بين 10 و12 ألف ليرة سورية للكيلوغرام الواحد، وذلك حسب نوع الزيتون وحجم الثمرة ومكان الإنتاج.

يجدر بالذكر أن المزارعين غالبًا ما يختلفون فيما بينهم في تسعير منتجاتهم، حيث لا يعتمدون بالضرورة على أسعار سوق الهال، بل يتم الاتفاق بينهم وبين المشترين حسب الاتفاق المحلي.

من جهة أخرى، أشار مزارعو الزيتون إلى أن تكاليف زراعة الزيتون أصبحت أكثر تكلفة مما كانت عليه في السابق، حيث يتعين على الفلاحين العناية بالأرض ومراقبتها بشكل دقيق.

بالإضافة إلى ذلك، تكاليف جمع الثمار ونقلها تقترب من أسعار البيع، وعلى الرغم من أنها لا تزيدها، إلا أن الأرباح ليست بالكبيرة كما يعتقد البعض بعد رؤية سعر الزيتون المرتفع.

هذا يتعلق أيضًا بارتفاع أسعار المحروقات والأسمدة بشكل مستمر، مما يزيد في تكلفة إنتاج الزيتون ويؤثر على سعره.

مديرة مكتب الزيتون في وزارة الزراعة، عبير جوهرة، أشارت وفقاً لموقع بزنس2بزنس، إلى أن تكاليف إنتاج كيلوغرام واحد من زيت الزيتون تختلف باستمرار بسبب التغيرات في الظروف، مما يجعل من الصعب تقدير التكلفة الحقيقية لهذا المنتج.

وأكدت أن وزارة الزراعة لا تتدخل في تحديد أسعار الزيتون، بل تقوم بجمع المعلومات حول الأسعار لمتابعة تطور إنتاج الزيتون وأسعاره.

جوهرة أوضحت أيضًا أن تسعير زيت الزيتون يخضع لقوانين العرض والطلب ونوعية المنتج، وأن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك قد تقوم فقط بتحديد سعر توجيهي، لكن المتحكم الرئيسي في أسعار الزيتون هو سوق الهال الذي يتأثر بالعوامل المتعددة ويحدد سعرها بناءً على العرض والطلب وجودة المنتجات.

وأخيرًا، كشفت جوهرة عن تقديرات وزارة الزراعة لإنتاج الزيتون حتى نهاية أغسطس 2023، حيث وصلت إلى حوالي 711 ألف طن من الزيتون الكامل.

ومن هذا الإنتاج، يستخدم نسبة 20 % لإنتاج زيت الزيتون المائدة (الأخضر والأسود)، بينما يُستخدم الجزء الباقي البالغ 80 % لإنتاج زيت الزيتون.

يجب الإشارة إلى أن جزءًا من هذا الإنتاج يتم في مناطق خارج السيطرة في سورية، مثل ريف حلب وإدلب.