من ” أولمرت إلى كاتس” .. رسائل الانكسار المعنوي الصهيوني أمام سطوة الانتماء السوري..

الخبير السوري – خاص

رفض وزير السياحة محمد رامي مرتيني..التقاط صورة جماعية ” دس” نفسه فيها وزير سياحة الكيان الصهيوني ” حا ييم كاتس” ، خلال فعاليات مؤتمر السياحة العالمي الذي أقيم مؤخراً في المملكة العربية السعودية، والمشهد  تداولته وسائل الاعلام على مستوى العالم، وكان بالفعل حدثاً تألّق فيه الوزير السوري – نكرر السوري –  محمد رامي مرتيني، في زمن ” الهرولة و “جائحة التطبيع البغيض مع الكيان الصهيوني..الجائحة التي تجتاح العالم العربي اليوم.

المشهد يذكرنا تماماً بحادثة مشابهة جرت في باريس حوالي العام ٢٠٠٨ خلال قمة “الاتحاد من أجل المتوسط” وكان رئيس وزراء الكيان المدعو إيهود أولمرت حينها، تسلل و” اندس ” بجانب الرئيس الأسد محاولاً مصافحته،  إلا أن سيادة الرئيس أدار له ظهره متجاهلاً أمام عدسات التلفزة وعلى مرأى من العالم، ومشى عدة خطوات مبتعداً، بكل هدوء و أنفة وعزة نفس و إباء.

الواقع أن موقف الوزير مرتيني، يلخص اليوم بعمق ثبات الموقف الإستراتيجي السوري الرسمي والشعبي الرافض رفضاً باتّاً التطبيع مع عدو تقليدي مغتصب للأرض، أوقد حمامات الدم و أمعن في القتل والتهجير وارتكاب الجرائم السافرة . نعم إنه الموقف الرسمي كأساس للدولة الوطنية في سورية، والشعبي الذي يتسم به كل سوري منتمٍ لديه النفحة الحقيقية والأصيلة من الشعور بالكرامة والعزة الوطنية، في زمن تقهقر الروح القومية وتبدل المفاهيم المتجذرة و انهيار المبادئ، الذي منيت به مقصورات القرار العربي ..معظمها ولا نقُل كلها بالتأكيد كي لا نقع في خطأ التعميم.

تتداول وسائل الإعلام كافة اليوم، موقف الوزير مرتيني، بعضها من منطلق مهني متجرّد – رغم أن لم يعد من إعلام متجرّد حيادي في هذا العالم – وبعضها لرصد ما بات يعتبر مفارقة وسلوك استثنائي بعد التحولات الحادة في الموقف من الكيان الصهيوني، و بعض وسائل الإعلام الوطنيّة العربية أرادت إعطاء درس للمسؤولين العرب، في أصول التعاطي مع عدو لن يكون يوماً صديق، بحكم حقائق التاريخ والجغرافيا، بل و ” جينات ” تكوين كيان أوجد قسراً وتم دسّه في هذه المنطقة ذات الخصوصية من العالم.

لا نظن أن المواقف الوطنية تحتاج بطبيعتها إلى جرأة، لكنها قد تكون غدت كذلك في هذه الأيام التي نشهد فيها متغيرات لم تكن لتخطر على بال، إزاء العلاقات العربية من الكيان الصهيوني، وطالما كانت ” كامب ديفد” وصمة عار احتاجت إلى كثير من الزمن لتخفيف وطأتها على من صافحوا وعانقوا مسؤولي ” الكيان”، لكن تكفلت سخريات القدر بـ ” استنساخ” الوصمة ونشرها على نطاق آخذ بالاتساع، وهذا أكبر تهديد للوجود العربي لجهة الانتماء والأصالة… وشاهد على سقوط ورقة التوت الأخيرة عن عورات من داهمتهم غفلة التاريخ وانزلقوا في منحدرات التطبيع.

المهم أن ثمة “صفاقة” واضحة في تعاطي مافيات الكيان مع شخصيات ومواطني سورية، البلد العصي على الاختراق.. وكل السوريين الشرفاء ورجال الدولة الحقيقيين صاحين لمثل هذه المحاولات، التي تهدف إلى الإيحاء بأن حتى السوريين بدؤوا بقبول الإ.سر.ائيلي..فهذا يسهل عليهم إتمام مهمة التطبيع السريع مع المضمار العربي.

قد لا يجوز أن نشكر سوري على أصالته وانتمائه، فلا يُشكر المرء على حُسن خلقه ربما لأنه لا يحب ولا يحبذ ذلك، لكن علينا فعلاً أن نشكر الوزير مرتيني، لأنه أعاد تذكير من يلزم بأن لسورية خصوصيتها العروبية القومية، ولها مواقفها الراسخة، ولها أبنائها من الشرفاء الذين تفخر بهم أينما كانوا..

 

 

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]