من هو الرئيس الذي عاش 40 عاما برصاصة عالقة في صدره؟!

‏الخبير السوري:

في مثل هذا اليوم من عام 1835، جرت أول محاولة اغتيال من نوعها. وحينها هاجم رسام مفلس يدعى ريتشارد لورانس، الرئيس الأميركي أندرو جاكسون وأطلق النار عليه بواسطة مسدسين.

في تلك المحاولة، اقترب لورانس من الرئيس الأميركي الذي كان حضر لتوه في مبنى الكابيتول جنازة وارن ديفيس وهو عضو في مجلس الشيوخ عن ولاية ساوث كارولينا، أشهر مسدسه وضغط على الزناد، إلا أن الرصاصة لم تنطلق.

اشتبك الرئيس الأميركي جاكسون وكان يبلغ من العمر 67 عاما مع المهاجم، ووجه له عدة ضربات بعصاه. وخلال العراك بين الاثنين، تمكن المهاجم من إشهار مسدس ثان كان بحوزته وسحب الزناد وضغط، وفي هذه المرة تعطل المسدس أيضا.

اعتقل مساعدو الرئيس الأميركي لورانس، وقادوه بعيدا عن جاكسون الذي لم يصب بأي أذى، لكنه كان يغلي من الغضب.

منفذ محاولة الاغتيال الفاشلة ريتشارد لورانس من شدة مرضه النفسي كان يعتقد أنه الملك الإنكليزي ريتشارد الثالث، وأن اغتياله للرئيس الأميركي سيجعله شهيرا وثريا ما يسمح له بالعودة إلى إنكلترا والجلوس مجددا على “عرشه”.

وكان لورانس يعاني من اضطرابات عقلية ولم تكن له أي علاقة بمنافسي جاكسون السياسيين، إلا أن الرئيس الأميركي كان مقتنعا بأن لورانس قد أرسل من قبل خصومه في الحزب لقتله.

في ذلك الوقت كان الديمقراطيون ورجال التجارة والصناعة منخرطين في معركة حول محاولة جاكسون تصفية بنك الولايات المتحدة الذي كان بمثابة البنك المركزي.

لم تثبت شكوك جاكسون في أن محاولة الاغتيال جرت بإيعاز من خصومه السياسيين، وقضى لورانس بقية حياته في مستشفى للأمراض النفسية.

واللافت أن باحثين من مؤسسة سميثسونيان أجروا بعد قرن من الزمان، تجربة على مسدسي لورانس. وأطلق خلالها المسدسان النار بشكل سليم من المحاولة الأولى. ولاحقا جرى تسجيل أن احتمال أن كلا المسدسين سيتعطلان أثناء محاولة الاغتيال كان واحدا إلى 125000.

وكانت حادثة سابقة دفعت البعض إلى اعتبار أندرو جاكسون، شخصا خارقا وغير عادي، وحدث ذلك في شبابه حين بلغ الخصام ذروته حول رهانات سباقات الخيل وحول امرأة مع شخص يدعى تشارلز ديكنسون، وكانت المرأة زوجته، فيما كان هو يعد من المهرة في إطلاق النار.

واتفق الخصمان على إجراء مبارزة بالمسدسات. وبما أن مثل هذه المبارزات محظورة في ولاية تينيسي، مضيا إلى ولاية كنتاكي، وجرت المبارزة بينهما يوم 30 أيار 1806.

أطلق ديكنسون النار أولا، وأصاب جاكسون في صدره. حطمت الرصاصة ضلعين وعلقت في القفص الصدري بالقرب من القلب.

في تلك الأثناء لم يسقط أندرو جاكسون، بل تمالك نفسه وأطلق النار على خصمه وأصابه بجرح أتلف أحد شرايينه وتسبب في موته في وقت لاحق.

والمحير في الأمر أن جاكسون، الذي أصبح رئيسا للولايات المتحدة لاحقا، عاش بعد هذه المبارزة لمدة أربعين عاما برصاصة عالقة في صدره.

(روسيا اليوم)

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]