هيئة الاستثمار السورية تعيد ترتيب بيتها الداخلي وتنجز أول نسـخة للفـــرص ذات الأولـوية

 

 

دمشق – الخبير السوري:

تحاول هيئة الاستثمار السورية التكيّف مع مقتضيات المرحلة المتمثلة بالدرجة الأولى بالأزمة وتداعياتها التي فرضت واقعاً استثنائياً بامتياز، يستوجب التكيّف معه قدر المستطاع، حيث إن منطقية الأمور تستدعي الواقعية لا الطوباوية والإيهام بما يخالف الواقع الحقيقي، بمعنى أنه لابد من التعاطي مع ملف الاستثمار ذي الحساسية ولاسيما من جهة ما يتطلبه عامل الأمان بالنسبة لرأس المال المعروف بـ”الجُبن” بكل حذر وتأنٍّ، وبالتالي فإن الأزمة فعلت فعلها في هذا المضمار حيث بدا واضحاً تقلّص الاستثمارات نتيجة أعمال التخريب والتدمير لما كان قائماً من استثمارات عامة وخاصة وما أحدثته من شرخ يضع أصحاب القرار على محك المبادرات الاستثنائية، أو الاستعداد الفعلي لمرحلة الإعمار على أقل تقدير.

وبالعودة إلى الهيئة وتعاطيها مع المرحلة، تركزت جهودها خلال فترة الأزمة على ترتيب بيتها الداخلي إن صح التعبير، والاستعداد لما بعد الأزمة ومرحلة الاستقرار المأمولة حيث إنها استغلت هذه الفترة بالعمل على قضايا تتعلق بالدرجة الأولى بتبسيط الإجراءات ووضع خطة لاستثمار الفرص ذات الأولوية، وهنا توضح مدير عام الهيئة المهندسة هالة غزال أن الهيئة وقّعت عقداً مع الشركة السورية لتقانة المعلومات لإنجاز مشروع الأتمتة الشاملة في الهيئة لربطها مع فروعها في المحافظات من جهة، ومع الوزارات ذات الصلة بالعملية الاستثمارية من جهة أخرى، معتبرة في تصريح خاص لـ”البعث” أن هذه الخطوة تؤسّس لمرحلة تبسيط الإجراءات، بمعنى إحداث نافذة واحدة إلكترونية يستطيع من خلالها المستثمر تقديم طلبه (ON LINE) عبر الإيميل.

وأضافت غزال: إن الهيئة أيضاً تعدّ الخريطة الاستثمارية المتضمنة مجموعة من الفرص الاستثمارية القابلة للتنفيذ في الوقت الراهن، وقد تم إنجاز أول نسخة للفرص ذات الأولوية والمتضمنة مشاريع مستلزمات إعادة الإعمار، ومشاريع الأمن الغذائي، والأمن الطاقي، والأمن الدوائي، وغيرها من المشاريع المتنوّعة التي يحتاج إليها البلد في هذه المرحلة بالذات، وتوزيعها على المحافظات والمناطق الآمنة التي يمكن أن تنفذ فيها، مشيرة إلى وجود فرص للمدى المتوسط، وأخرى استراتيجية للمدى البعيد.

وبيّنت مدير عام الهيئة أن الهيئة أعدّت دراسات جدوى اقتصادية لهذه المشاريع ذات الأولوية من خلال كوادرها المختصة، مشيرة إلى أن الهيئة بصدد إبرام عقد مع جامعة دمشق لإعداد دراسات جدوى اقتصادية مبدئية للفرص الاستثمارية الموجودة في سورية، معتبرة أن هذه الخطوات تندرج ضمن الاستعداد الفعلي لانطلاق عجلة الاستثمار من جديد دون أن تخفي أن الهيئة أمام تحدٍّ كبير في هذه المرحلة بالذات.

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]