تقهقر قطاع «حلو ورخيص».. 40 % نسبة نفوق النحل بسبب قلة خبرة المربين والمبيدات..

الخبير السوري:

تراجع إنتاج محافظة حمص من العسل للموسم الحالي وتراوحت نسبة النفوق بين ٣٠ إلى ٤٠ %، يعزو رئيس اتحاد فلاحي حمص سليمان عز الدين ذلك إلى تدهور المراعي ونقص مصادر الغذاء ما تسبب بجوع النحل، إضافة لموجات الصقيع التي حلت بالبلاد في الشتاء الماضي وانخفاض درجات الحرارة لفترات طويلة، ناهيك بغلاء مستلزمات التربية من: غذاء، خلايا خشبية، أدوية، عبوات وأجور نقل إلخ.. مستغرباً عدم دعم مربي النحل وتعويضهم عن خسائرهم أسوة بدعم بعض المحاصيل والأشجار المثمرة!

تراجع الإنتاج

بدورها أكدت رئيسة الوقاية في مديرية زراعة حمص د. محاسن علي سليمان تراجع الإنتاج، فقد بلغ ١٧٥ طناً فقط وذلك للعوامل المذكورة أعلاه، أضف إليها القطع الجائر والتعديات على الأشجار برمتها سواء حراجية أم مثمرة، أما عدد المربين فلا يتجاوز ١٣٠٠ مربٍّ على مستوى المحافظة وإجمالي عدد الخلايا هو (٣٢) ألف خلية.

متابعةً بأن حمص هي الأقل تضرراً بين المحافظات الأخرى نظراً للمخزون الغذائي الجيد ولإجراءات التشتية الجيدة التي قامت بها مديرية زراعة حمص، متخذة الإجراءات نفسها لهذا العام وخاصة بعد اختفاء أو هجرة النحل في العام الماضي في درعا والقنيطرة والذي أثار الكثير من التساؤلات عن مدى خبرة المربين في التعامل مع أمراض النحل مثل الفاروا، ومع أساليب التغذية الصناعية كاستعمال بدائل سيئة لحبوب الطلع والشمع التجاري إلخ إضافة لكثرة استعمال المبيدات في الزراعة.

  • 175 طناً فقط إنتاج حمص من العسل

مقترحةً بدورها دعم المربين ومساعدتهم في التسويق، أضف إلى ذلك ضرورة أخذهم بإرشادات دائرة الوقاية من حيث اعتماد المكافحة الحيوية بدلاً من المبيدات الضارة بالمحاصيل وبالأشجار المثمرة، خاصة أن الأثر المتبقي للمبيدات يؤثر بشكل كبير على تسويق العسل ولاسيما خارج القطر.

العسل “الحمصي”

تشتهر محافظة حمص بعسل اليانسون، حبة البركة، الشمرا، الشيح، الطيون، الكينا، أزهار الزيتون، أشجار المشمش، الشوكيات، القبار.. لكن ذلك الأخير وبكل أسف يقطف قبل إزهاره ويباع خارج الحدود بأسعار مرتفعة نظراً لتعدد فوائده واستعمالاته الطبية.

ورغم أن النحل يعد أقدم صديق للإنسان من حيث أنه مؤبر وملقح حقيقي للنباتات عدا عما ينتجه من مواد عالية القيمة الغذائية كالعكبر، الغذاء الملكي، العسل وغيرها، لكن العلاقة اتسمت بين الطرفين بعدم الاستقرار إن لجهة نقص الخبرة لدى المربين أو لجهة عدم مقدرة الكثيرين على الاستفادة من منتجات النحل وخاصة في الوقت الراهن حيث ترتفع أسعاره بمقدار الضعف بين موسم وآخر، ففي العام ٢٠٢١ كان سعر الكيلو غرام الواحد من النوع العادي حوالي ٣٠ ألف تقريباً وفي العام التالي تضاعف وهكذا.. على غرار سائر السلع والمنتجات الأخرى، وبالتالي تعد نسبة كبيرة من المواطنين من غير المستهلكين لمادة العسل المصنفة لديه بين الكماليات.

وقائع

يتعرض العسل للغش نظراً للصعوبات القائمة ولكثرة ضعاف النفوس، وذلك بإضافة الصبغة والمنكهات وسكر الجلوكوز التجاري أو سكر السكروز أو محلول السكر..

ورغم كل ما قيل منذ عقود عن أهمية المكافحة الحيوية في معالجة مكافحة الآفات الزراعية لكن التوجه نحوها لا يزال دون المرجو بكثير.

وتقول الدكتورة محاسن: للمبيدات الكيميائية تأثير سام على النحل وليس فقط على جودة العسل، لهذا يجب إخبار مربي النحل كي يبتعدوا عن الحقول التي يقوم مزارعوها برش المبيدات الكيميائية.

  • “زراعة” حمص: 1300 مربٍّ و32 ألف خلية

إن نجاعة المواد الطبيعية كالزيوت العطرية والمواد الطبيعية مثل أحماض الأكزاليك، النمل، اللاكتيك المانتول وغيرها في علاج أمراض النحل وخاصة (الفاروا) أو قراد النحل ويعد الآفة الأخطر التي تصيب النحل وتتسبب بنفوق 25% من الخلايا المصابة بها.

وتؤكد الدكتورة العلي أهمية وفعالية المواد الطبيعية وخاصة الزيوت العطرية مثل زيت الزعتر، الكمون، أوكاليبتوس، إكليل الجبل وكذلك الأعشاب العطرية مثل القرنفل، المريمية، النعناع، الشيح إلخ في علاج أمراض النحل، وقد تم تجريب أكثر من ١٥٠ نوعاً من الزيوت العطرية مخبرياً وحقلياً لمكافحة (قراد النحل) وتراوحت نسبة الشفاء بين ٥٠ إلى ٩٥ %، ورغم ذلك لا يزال التوجه نحوها قليلاً بسبب جهل المربين لها وعدم قناعتهم بها، لهذا يحتاجون إلى التوجيه والإرشاد بشكل دائم.

منحل مديرية زراعة حمص لا ينتج سلالات جديدة أو يطور السلالات المحلية رغم ما يقال عن ضعف النحل السوري وعدم مقاومته للأمراض، بل يكتفي فقط بإكثاره وذلك بإنتاج طرود النحل وبيعها للمربين بأسعار تشجيعية، لكن وحسب رئيسة الوقاية: إذا تمت العناية كما يجب بالنحل فإنه سيبقى قوياً ومقاوماً للآفات ومتحملاً للظروف المناخية الصعبة.

تشرين

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]