«نباشو القمامة» ليسوا فقراء بالمطلق بل صيادو فرص منفّرة..

الخبير السوري:

في الأحياء الشعبية والشوارع المظلمة التي تكون من دون كهرباء، يكون الضوء الوحيد الوامض هو ضوء مصابيح الرأس التي يرتديها النباشون الباحثون في القمامة عن كل ما يمكن الاستفادة منه لبيعه.

والحقيقة أن النباشين ليسوا فقراء، فمعظمهم امتهن عادة النبش والبحث عن البلاستيك والكرتون ..الخ، فباتت هذه المهنة ملح حياتهم اليومي.

تنبش منذ عشرات السنين

في حينا الذي أقطن فيه، سيدة ربما دخلت في عقدها الخامس، أعرفها كانت تنبش القمامة وحدها منذ عشرات السنين، إلى أن كبر ولداها وأصبحا شابين في الجامعة أيضاً تعلما (الكار) من والدتهم.

هذا العمل مردوده جيد جداً، مقارنة ببقية الوظائف، فهي تعمل في مهنة النباشة منذ سنوات طويلة، وتمتلك اليوم أموالاً كثيرة من جراء جمعها الكرتون والبلاستيك.

الجميع كانوا ينظرون لهم بعين الشفقة، بل يعتقدون بأن من ينبش القمامة هو إنسان فقير، ولكن بعد عمر طويل في جمع ونبش وبيع ما يباع من نفايات، يمكن أن يعاد تدويرها، بتنا متأكدين أن نباشي القمامة ليسوا فقراء، ولم تجبرهم ظروف الحياة على ممارسة هذا العمل، الذي يحمل في طياته الأمراض والأوبئة، بل استهواهم جمع المال، وأصبح هذا العمل عادة لديهم كالأكل والشرب وكل شيء اعتيادي .

وما أكثرهم هؤلاء، ففي الجانب المقابل أعرف شخصاً كان في مكانة محترمة، ولكن بعد إحالته إلى التقاعد، امتهن جمع الكرتون الفارغ، وقصِه وبيعه بالكيلو، وهو للأسف أيضاً ليس من الفقراء، إنما يهوى جمع المال، فلديه أكثر من شقة يؤجرها، ويستفيد من إيجارها.

وهنا نتساءل: أين الرقابة على نباشي القمامة ؟ لماذا لا يحاسبون؟

مدير النظافة في محافظة دمشق المهندس عماد العلي بيّن قيام المحافظة بتنظيم مخالفة نبش بالحاويات، لمن يتم ضبطه يقوم بذلك، إضافة إلى مصادرة معدات النبش من دراجات أو عربات، وتسليمها إلى مستودع المحجوزات بالمحافظة، كما تتم مصادرة المواد التي قام النباشون بجمعها، وتسليمها لمديرية معمل المعالجة أصولاً، وفيما يخص الآليات التي يستخدمها أصحابها بنبش الحاويات فيتم رفع كتاب بحجزها، وتعميم رقمها على شرطة المرور، ولا يتم فك احتباسها، إلّا بموجب موافقة المحافظ على ذلك بعد دفع المخالفة المترتبة، وكتابة تعهد من صاحب الآلية بعدم استخدامها بأعمال النبش مرة أخرى.

ونوه العلي بأن معظم النباشين، هم دون السن القانوني ولا يحملون بطاقات شخصية، حيث يتم الاكتفاء بمصادرة مخلفات النبش والمعدات المستخدمة.

إجراءات

وعن الإجراءات المتبعة قال: تمت مخاطبة وزاره الداخلية (دائرة مكافحة الاتجار بالبشر) لمكافحة هذه الظاهرة، وفرض العقوبات الرادعة بحق مشغلي الأطفال والنسوة بهذه الأعمال، على اعتبار أن ذلك يعدّ اتجاراً بالبشر، وتشغيل الأطفال بأعمال خطرة، وفي حال كان النباشون من أهالي الحي، فيتم تطبيق الإجراءات السابقة نفسها، إضافة إلى إغلاق وختم المحلات، التي تقوم بتجميع وشراء مخلفات النبش داخلها، لأنها محلات غير مرخصة أساساً، وذلك من شرطة مجلس المحافظة، ومديرية المهن والرخص ودوائر الخدمات، كما تتم مصادرة مخلفات النبش وتسليمها إلى مديرية معالجة النفايات أصولاً، وبالنسبة لعمال النظافة تتم معاقبه العامل الذي يقوم بأعمال النبش بالحسم من طبيعة عمله، إضافة إلى تغيير منطقة عمله، ونقله لخارج مركز التنظيف الذي يعمل به، وتتم توعية العمال من المهندس مشرف القطاع، ورئيس المركز بخطورة القيام بهذه الأعمال، وتأثيرها على صحة العامل، وشرح العقوبات المسلكية التي سيتعرض لها.

تشرين

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]