آفة مستفحلة..البعد الثالث للفساد..

 

عندما تضبط الدوائر المعنية في أقل من أسبوع كميات كبيرة ومماثلة وعلى مرحلتين من الفروج المجمد والفاسد ومن ذات المصدر (أمريكي وتركي )، بالإضافة إلى كميات إضافية من السلع والمواد الغذائية الفاسدة ومنتهية الصلاحية المعدة للبيع في الأسواق، فبالتأكيد ثمة ما يدعو للقلق وربما الخوف من اتساع مساحات ودوائر هذه الظاهرة وتمدمد أذرعها لتطال مواد غذائية أخرى في ضوء السيطرة والنفوذ الواضح لما يسمى (مرتزقة تجار الأزمات) على مداخل ومخارج المدينة وإغداق الأسواق بمواد وسلع بلا هوية وتاريخ وعنوان مستغلين ضعف الرقابة وغيابها أحياناً كثيرة، والمفترض أن تكون صارمة ومشددة أكثر من أي وقت مضى على الأسواق ومنافذ البيع وعلى كل ما يروج ويسوق وله علاقة مباشرة ويومية بصحة المواطن وبأمنه الغذائي.

وعلى وقع ارتفاع مؤشرات الغش والفساد نرى أن أبرز ما يمكن التركيز عليه كخطوة أولى لمكافحة هذه الظاهرة غير الأخلاقية هو نشر وتعميق ثقافة الشكوى لدى المواطن والتي أثبت جدواها في الآونة الأخيرة وساعدت في كشف العديد من حالات الغش والتهريب والفساد والتي كان آخرها ضبط كميات كبيرة من الفروج المهرب وغيرها من المواد والسلع الفاسدة.

الأمر الآخر وهو على قدر كبير من الأهمية حيث ينبغي على الوزارة المختصة وشركائها إعادة النظر كلياً بآليات عملها الرقابي وإيجاد نواظم وضوابط جديدة تعيد الهيبة للدوائر المختصة والتي شابها وما زال حتى الآن الكثير من الجدل واللغط والشكوك حول جدية تعاطيها مع حالات الغش والتدليس ومع مرتكبيها من ( تجار كبار وصغار التجار ) .

ما يمكن استنتاجه واستخلاصه من الحادثتين أن مسألة الغش لا ترتبط بزمان ومكان بل هي آفة حقيقية ومستفحلة وتتطلب جهداً وسعياً من الجميع للقضاء عليها، عبر اتخاذ تدابير وإجراءات احترازية استباقية والاعتماد على تقنيات حديثة ومتطورة في العملية الرقابية وتدعيم الدوائر المعنية بالكوادر الخبيرة والكفوءة والنزيهة وبالإمكانات والآليات الكافية لرصد حالة السوق ولعل الأهم من كل ذلك هو التفكير جدياً في إصدار قوانين وتشريعات جديدة تحل مكان القوانين العقابية المرنة المعمول بها تكون أكثر صرامة وشدة بحق كل من يحاول الاتجار بقوت المواطن وسلامة غذائه.

وما يمكن استنتاجه أيضاً ولكن بحاجة إلى كثير من التفصيل والتفسير هو المرونة والسهولة التي يتمتع بها التجار في إدخال المواد والسلع الغذائية المهربة والفاسدة وغير الفاسدة إلى أسواقنا وبهذه الكميات الكبيرة ومن مصادر مختلفة، سؤال كبير وعريض يحتاج إلى إجابات صريحة وشفافة ومسؤولة نضعه برسم الضابطة الجمركية والجهات المعنية في المحافظة.

 

معن الغادري

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]