عاجز أم لا يريد!

من يصدق أن مجلس محافظة دمشق لا يستطيع حل أزمة النقل الخانقة التي تشفط الجزء الأكبر من دخل الأسرة السورية..؟!

لقد ناقش مجلس المحافظة مرات ومرات هذه الأزمة ووعد بحلها، بل هو اقترح حلاً فعالاً بطرحه مشروع التكسي سرفيس ..!

طبعاً هذا الحل ليس بجديد فقد كان معمولاً به على عدة خطوط داخل المدينة في السنوات “الغابرة”.. !.

وبما أن هذا الحل مطروح منذ عامين على الأقل فإن السؤال: هل مجلس المحافظة عاجز أم لا يريد حل أزمة النقل من خلال التكسي سرفيس ؟

الذريعة “الخلبية” التي منعت المشروع أن يشق طريقه إلى التنفيذ حسب ما صرح به بعض مسؤولي النقل في المحافظة هي أن أصحاب سيارات الأجرة يرفضون العمل بتكسي سرفيس !

السؤال: من يلزم من ؟

بما أن أصحاب السيارات لا يستطيعون تحويلها إلى “سيارات أجرة “تكسي” إلا بموافقة محافظة دمشق .. فهذا يعني أن من يملك “الإلزام” هي المحافظة لا أصحاب السيارات..!

الذريعة الخلبية الأخرى التي يتحجج بها مسؤولو لجنة السير في المحافظة هي أن  أصحاب سيارات الأجرة غير راضين بتعرفة التكسي سرفيس ..!

طبعاً هم غير راضين فهم عملياً يحولون سياراتهم إلى تكسي سرفيس بعد العاشرة ليلاً ويتقاضون أجرة لا تقل عن 1500 ل س للراكب الواحد بمنأى عن أي رقابة.. !

والمواطنون القاطنون في الضواحي مضطرون للدفع لأنهم لا يستطيعون الوصول إلى منازلهم سيراً على الأقدام..!.

أكثر من ذلك .. استغل أصحاب سيارات البيك أبات الأزمة ووضعوا كراسي بدائية في مكان “تحميل البضائع” لخدمة المضطرين لقاء أجرة لا تقل عن 500 ليرة للمضطر الواحد..!

كل ذلك يحصل في قلب المدينة وتحت جسر الرئيس بعد العاشرة ليلاً .. أي على مرمى حجر من الجهات المعنية بمنع استغلال المواطنين وبخاصة محافظة دمشق ..!

حتى في عز النهار حيث يفترض أن تكون أجهزة الرقابة مستنفرة فإن ما من صاحب سيارة أجرة يعمل وفق العداد، بل هو لا يرضى نقل المواطن إلا إذا كان المشوار “حرزان” أي يقع في مكان بعيد نسبياً كي يبرر شفط مالا يقل عن 2000 ل س من الزبون..!

آخر المقترحات: إلزام سيارات الأجرة التي لا تحمل لوحات دمشق وريف دمشق للعمل على 15 خطاً ضمن مشروع تكسي سرفيس ..!

السؤال: لماذا لا يتم إلزام الـ 30 ألف سيارة أجرة التي تعمل داخل دمشق للعمل ضمن مشروع التكسي سرفيس تحت طائلة منعها من العمل في المحافظتين؟.

ويمكن للمحافظة أن تسمح بالتوازي للمكاتب الخاصة أن تخدم المواطنين بنظام “تاكسي تحت الطلب” والكثير من هذه المكاتب تعمل بهذا النظام الفعال منذ سنوات في الضواحي السكنية وبأجرة مقبولة وفي متناول أغلبية المواطنين.. !

بالمختصر المفيد: لا يوجد أي حل آني ـ ريثما تأتي الباصات الموعودة ـ سوى التكسي سرفيس، ولن يصدق أحد أن محافظة دمشق عاجزة عن تنفيذه بالإلزام .. فالجميع مقتنع أن مجلس المحافظة يستطيع لكنه لا يريد..!.

 

علي عبود – البعث

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]