فواتير الكهرباء مسبقة الدفع في سورية والتجربة في أربع محافظات

دمشق – الخبير السوري

قد لا يخطر ببال أحد أن تكون التغذية الكهربائية يوماً عن طريق الشحن بحيث يقوم كل مواطن بتشريج عداده الكهربائي على مبدأ بطاقة مسبقة الدفع تحدد حاجته من استهلاك الطاقة, وسيكون من الغريب أن نسمع أحدهم يقول “شحنت عداد منزلنا ببطاقة الـ1000 ليرة وهي كمية استهلاكنا من الكهرباء”, فكرة البطاقة أو الأصح العداد مسبق الدفع ليست جديدة التداول في أروقة وزارة الكهرباء بل هي قديمة جديدة تم مناقشتها أكثر من مرة حتى ارتأت الوزارة أخيراً خوض غمار تجربتها لقياس مدى نجاحها وإمكانية تطبيقها بعد إدراجها ضمن خطتها الاستراتيجية, إلى جانب جملة من المشاريع الهامة في عالم التكنولوجيا التي استثمرتها عقول “الكهرباء” لخدمة المواطن والمنظومة, وتتجه بوصلة تلك المشاريع نحو القراءة والتحكم بعدادات المشتركين عن بعد ونظام إدارة المحولات عن بعد إلى جانب منظومة الدفع الالكتروني عن طريق الانترنت والتي ستطلق جميعاً بحسب الأولوية والأمان.

 

عالي المستوى

 

رغم عدم وجود قانون يلزم المشتركين باستبدال العدادات القديمة بأخرى مسبقة الدفع, راهن المهندس عبد الوهاب الخطيب مدير المؤسسة العامة لتوزيع الكهرباء على الفوائد بعيدة المدى لتلك العدادات التي سيلمسها المواطن لاحقاً في رغبته باقتناء تلك التقنية, كاشفاً عن وجود عدة مشاريع تدرس لإجراء تجارب أولية على نظام العدادات مسبقة الدفع التي تستبدل على حساب الشركة دون أي تكلفة قد يتكبدها المشترك, حيث سيتم تركيب عدادات جديدة تتميز بإمكانية الشحن بكمية محددة من الطاقة بما يحقق غاية الوزارة في ترشيد استهلاك الكهرباء وتشكيل ثقافة جديدة للاستهلاك بالشكل الاستثماري الأمثل كما تساهم في تخفيض الفاقد التجاري والحد من الاستجرار غير المشروع وبالتالي استقرار الشبكة والحصول على طاقة كهربائية متوازنة .

إضافة إلى ذلك هناك مشروع القراءة والتحكم بالعدادات الكهربائية تمت دراسته من المؤسسة، وصفه الخطيب بأنه البنى التحتية الذكية للعدادات الالكترونية وهو مشروع استراتيجي على مستوى سورية يهدف لتطوير خدمة المشتركين وصولاً إلى رضاهم، ويعتمد على العدادات الذكية ومعدات الاتصال القائمة على وسائل الاتصال المتوفرة بواسطة شبكة الانترنت والشبكات الخليوية وخطوط الشبكة الكهربائية، ومن فوائد هذا المشروع التأشير والفوترة والجباية الآلية والدفع الالكتروني بكامل منافذه مثل التسديد عبر الهاتف وموقع المؤسسة على الانترنت والصراف الآلي وكافة نقاط البيع والمنافذ الالكترونية التي قد تلحظ لاحقاً، ويعتبر نظام الإدارة والتحكم بالشبكة الكهربائية أحد أقسام النظام التقني التي تحتوي -بحسب الخطيب- على جميع الأقسام الخاصة بنظام القراءة والتحكم والنظام الإداري والتجاري والفني وهي مرتبطة لوجستياً لتشكل كتلة النظام بشكل كامل, ويتم الدخول لكل قسم بحسب الاختصاص وبترخيص من المستثمرين، وتسجل كافة العمليات التي يجريها المصرح له بالدخول ولا يمكن التلاعب بها .

إدارة المحطات

وأشار الخطيب إلى نظام إدارة محطات التحويل عن بعد الذي يعمل على تطبيق نظام قراءة وقيادة الحمايات الرقمية عن بعد لكافة المخارج والوصولات في محطات التحويل 20 ك.ف والعائدة للمؤسسة العامة لتوزيع الكهرباء والشركات التابعة لها في المحافظات, موضحاً أن على العارض تقديم كافة التجهيزات والدرايفرات اللازمة لتركيب وتشغيل النظام على حمايات خلايا الوصول ومخارج التوتر المتوسط 20ك.ف في محطات التحويل في الشركات العامة للكهرباء في محافظات دمشق وريفها وحمص وطرطوس واللاذقية ووفق جداول الكميات, ومن المقرر تنفيذه من قبل فريق خاص من عناصر المؤسسة والشركات. وبين مدير المؤسسة أنه وبعد قراءة بارامترات الحماية يتم نقلها إلى مراكز القراءة والتحكم في الشركات باستخدام شبكات الاتصال العاملة في سورية بما يحقق الربط ضمن شبكة VPN الواحدة الخاصة بالشركات وبشكل آمن ومستقر , وتطرق الخطيب إلى أبعاد المشروع التي تكمن في تخفيض كلف التشغيل وتقديم خدمات أفضل لا تستطيع الأنظمة الحالية تحقيقها وتطوير مكاتب الإرسال والتنسيق في الشركات وتطوير محطات التحويل 66/20 ك.ف.

وأكد الخطيب أن المؤسسة بصدد إطلاق منظومة الدفع الالكتروني لتسديد فواتير استجرار الطاقة من خلال تطبيقات الأندرويد على أجهزة المحمول والموقع الالكتروني للمؤسسة والوزارة وبالتعاون مع الصراف الآلي, وتجري تجارب حالياً لإطلاقها في شركات كهرباء دمشق وريفها وحمص وحلب على أن تستكمل بباقي شركات المحافظات بعد استقرار المنظومة خلال الـ2018 بحسب الأمان والأولوية .

المصدر : البعث

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]