رجل أعمال سوري يكره مجرّد الأقوال يبوح بما لا يرغب بنشره..

 

الخبير السوري:

لم تكن الجلسة طويلة مع رجل نظلمه إن وصفناه بـ “العادي” في مثل الظروف غير العادية التي مرّت بها سورية .

رجل أعمال استحق في واقع ما أنجزه ، الشطر الأول من لقبه بجدارة ، لتكون البقيّة الباقية عبارة عن حزمة تفاصيل كثيرة وامتدادات طويلة في العمق الاقتصادي الوطني ، المليء فعلاً بما يستحق المتابعة في سفر صمود بلد.

فالحديث مع رجل الأعمال محمد السواح رئيس اتحاد المصدرين السوري ، يكون بلا مقدمات غالباً ، يبدأ بسيل من الأرقام والمعطيات المفعمة بالمفاجآت ، فالرجل ليس من الشغوفين بالظهور الإعلامي ، لذا لا نخفي حيرتنا أمام ما انطوى عليه سرده المكثف …هل نبوح بما باح به لنا كرجل لرجل ، أم نبقي ما أثقل ذاكرتنا في حنايا الذاكرة ، نزولاً عند رغبة رجل أعمال لا يكترث بجذوة الأقوال التي وقع في غوايتها الكثيرون..؟؟

إلّا أن في سياق الحكاية الجميلة – رغم جفاف لغة الأرقام – ما يبدو جديراً بالتعميم ، لأن الإنجاز الفردي والجماعي لا يقبل الانكفاء في بيت الأسرار،  عندما تظهّره الترجمات المادية على الأرض.

وقد كان لافتاً أن الرجل يخفض نبرة صوته وهو يعلن لنا مفاجآته مع ابتسامة اعتزاز ، وربما هي طباع البيئة الدمشقية المحافظة والمتحفظة في أدبياتها عند التعاطي مع ما يتصل بعوالم “البيت الداخلي”..

صدرنا المنتج السوري إلى 90 بلداً  في سبعة أشهر من العام 2017..عبارة كان علينا التقاطها في جملة ما أورده رئيس اتحاد المصدرين ، ونعيد إنتاجها على شكل سؤال يستفسر عن حقيقة أزمة اقتصادنا …هل علينا الإبقاء على تصوراتنا بأننا مأزومين ، ونحن نقف وجاهياً أمام مثل هذه المعطيات..؟؟

فيما يشبه التندر يستمر الحديث ..وكان علينا أن نبدي شطارة و سرعة بديهة في معرفة قوام لائحة الصادرات السورية إلى الدول التسعين ، لكننا كنا تقليديين في رؤيتنا ، لأن في القائمة ما لم يخطر لنا في بال ..مكدوس..خل..دبس رمان و دبس فليفلة..مخلل..ورق عنب..بيوت شعر ..فرش عربي..منقل فحم..إضافة إلى سلسلة لافتة من المنتجات التي لم يكن في خيالنا أن مكنة الصادرات السورية ستطير بها يوماً إلى ما وراء البحار.. و طبعاً قائمة طويلة جداً جداً من الصادرات التقليدية المعروفة في سياق الميزات السورية النسبية والمطلقة..

أما ما لا نملك صلاحيّة البوح به فهو أرقام عائدات هذه الصادرات وهي بمليارات الدولار..والحرفية العالية في إدارة تحصيل هذه الأموال..فهي من خصوصيات قطاع الأعمال عندما يقرر أن يضع المصلحة الوطنيّة في أعلى قائمة أولوياته.

لم نستغرب جرعة الدسم العالي في ما وافانا به الصديق السواح ، فهو العائد بأسرته “زوجته وأولاده” من المغترب مع بدايات الأزمة على إيقاع هجرة كثيفة من البلاد ، وربما كان و أسرته الوحيدين الذين شكلوا قوام الهجرة المعاكسة إلى سورية ، فكان بالفعل علامة سورية فارقة ، كما أي ميزة ثمينة في هذا البلد..وهذه حقيقة غالباً لايحب أن يأتي عليها في حديثه .

بقي أن نقول: عذراً  من رجل الأعمال محمد السواح رئيس اتحاد المصدرين السوري لنشرنا بعضاً من مقتطفات “جلسة مع صديق”…فثمة ما أغرانا بالإفصاح رغم أن المجالس أمانات

 

 

 

 

 

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]