وزراء خمسة +واحد أمام امتحان غير تميدي لوضع مخطط توظيفي جديد لمدينة المعارض

 

لأجل وضع مخطط توظيفي جديد لمدينة المعارض، وإقامة عدة معارض ونشاطات وفعاليات متنوعة طيلة العام، فقد تم عقد اجتماع خاص بذلك، ضم خمسة وزراء زائد واحد وهم الاقتصاد، والسياحة، والإدارة المحلية، والإعلام، والثقافة، إضافة إلى مدير عام مؤسسة المعارض والأسواق الدولية.

الاجتماع ولكونه وصف بالتمهيدي من أصحابه، فسنمهد بالطروحات التي أدلى بها كل ممن تقدم، لنصل بدورنا للإدلاء بدلونا فيما توجب الضرورة تسليط الضوء عليه، خاصة وأن ما تم طرحه لا يتعدى كونه رؤى كلاسيكية لمقاربة صناعة المعارض والمؤتمرات، وما يمكن أن تشكله هذه الصناعة من رافد هام للاقتصاد الوطني.

في جعبتهم..!

وزير السياحة المهندس بشر يازجي أكد خلال الاجتماع أهمية تفعيل مدينة المعارض بشكل دائم وتحديد نقاط الجذب وتوظيفها لإقامة عدة معارض متخصصة وشاملة، بالإضافة إلى نشاطات وفعاليات متنوعة، مما ينعكس إيجابا على الناحية الاقتصادية والسياحية والاجتماعية والثقافية، مشيرا إلى الإعداد لإقامة مطاعم ومتنزهات شعبية بثقافة جديدة وفندق سوية 4 نجوم وقرية تراثية وأسواق مفتوحة، لافتا إلى ربط جميع الفعاليات مع الشركات السياحية والترويج لها لاغناء برامجها السياحية لزوار السياحة الدينية والمجموعات السياحية الأخرى.

” 15″ تم تثبيتها

من جهته كشف وزير الاقتصاد الدكتور سامر خليل، عن أن هناك تثبيت لإقامة 15 معرضا، مؤكداً وجود مقترحات لإقامة مدينة ألعاب، ومول تجاري، وصالة أفراح، وقاعة متعددة الاستعمالات، ومعرض سيارات، والكثير من المشاريع التي تتم دراستها وإمكانية تنفيذها على أرض الواقع.

أما وزير الإعلام المهندس رامز ترجمان فأكد أهمية هذه النشاطات وتفعيل مدينة المعارض بشكل دائم ومستمر، ولأجل ذلك سيتم وضع خطط إعلانية وإعلامية لتسليط الأضواء على هذا الكم من الفعاليات ومواكبتها على مدار العام.

لاستثمار 11 ألف م2

في حين أخذ وزير الإدارة المحلية المهندس حسن مخلوف على عاتق وزارته تقديم الدعم اللوجستي الكامل والتسهيلات، وإعداد روزنامة معارض بالتشاركية مع الوزارات والمنظمات وأصحاب الفعاليات، بينما اقترح وزير الثقافة محمد الأحمد إقامة مسرح مدرج وسينما سيارات ومتحف للشمع وفعاليات ثقافية وحضارية؛ ليختم مدير مؤسسة المعارض فارس كرتلي بعدة مقترحات كنقل مهرجان صنع في سورية، وإقامة سوق نهاية الأسبوع، كاشفا عن التقدم لاستثمار 11 ألف متر مربع في المدينة لإقامة مسرح ومطعم ومدينة ألعاب والاستعداد للقيام بأعمال الصيانة.

وأرقام ضرورية

الآن نأتي لما نريد قوله وسنسوقه بصيغ استفهامية، وأوله: هل المجتمعون أو يتابعون ما تصدره المنظمات العالمية المتخصصة في هذا المجال، لأن ما فيه يستحق أن نكون على اطلاع مستمر عليه ودراية تامة بما تعلنه إن أردنا أن نكون رواد في صناعة المعارض والمؤتمرات..؟ فعلى سبيل المثال، أصدرت المنظمة الدولية للمعارض والمؤتمرات (ICCA) تقريراً يتضمن إحصاءات عن الاجتماعات التي تعقدها الجمعيات والمنظمات الدولية، وقد ذكر التقرير أن تلك الجمعيات والمنظمات تعقد أكثر من 9 آلاف اجتماعا سنويا، ويشارك فيها 6 مليون مختص وخبير، وينفقون بشكل مباشر أكثر من 15 مليار دولار، وأن الوجهات السياحية تتنافس في جلب تلك الاجتماعات لها، حيث تحتل مدينة فيينا المرتبة الأولى في استضافة اجتماعات الجمعيات بواقع 160 اجتماعا سنويا. مقارنة بالإمارات 40 اجتماع، ومصر 35 اجتماع، وقطر 9 اجتماعات، والبحرين 7 اجتماعات.

بانتظار الأجوبة..؟

وهنا نعطف بسؤال آخر: هل استطعنا قبل الأزمة حصد رقما مما تقدم، وهل سنستطيع – ليس الآن- أن نحصد شيئا، لاسيما وأن ما طرح من مشاريع “تمهيدية” لا تنبئ بأننا نسير في هذا التوجه الاستراتيجي الذي تتطلبه هذه الصناعة..؟.

ولكون قطاع المعارض والمؤتمرات قد شهد تطورات على المستوى العالمي، حيث أصبح هناك أكثر من 1500 هيئة معارض ومؤتمرات في العالم، بعضها على مستوى دول والعديد منها على مستوى مدن، وأصبح لديها مهمة أساسية وهي توليد فوائد اقتصادية من خلال أنشطة المعارض والمؤتمرات، نسأل في هذا السياق – انطلاقا من ضرورة المعرفة- هل لنا مشاركات أو سيكون في الملتقيات والمعارض الدولية المتخصصة بقطاع المعارض والمؤتمرات التي تعقد سنويا مثل:( IMEX و EIBTM و CIBTM و Expo Expo و GIBTM وAIBTM )..؟.

ولأن لا صناعة دون علم وعلوم وكوادر مؤهلة ومتخصصة، نسأل: هل ننفذ في جامعاتنا برامج بكالوريوس وماجستير في مجال إدارة المعارض والمؤتمرات وكذلك هل توجد معاهدا تقوم بعقد دورات تدريبية وتأهيلية..؟، على شاكلة ما هو موجود في الدول الناجحة في هذا المضمار الاقتصادي المولد للدخل ولفرص العمل.  وهل لدينا تصنيف لوظائف العاملين في هذا القطاع، حيث يوجد رخص دولية لمحترفي تنظيم المعارض والمؤتمرات مثل: CMP) و CMM و CEM و (CSEP..؟.

وهل يوجد لدينا شركات خاصة لتسويق الوجهات السياحية (DMC ) مهمتها تسويق الوجهات لإقامة المعارض والمؤتمرات فيها، وتخطيط وإدارة لوجستيات المعارض والمؤتمرات، والقيام بأنشطة العلاقات العامة..؟؟

هل نستطع..؟

في ضوء الثلاثية الفضية (استحدث جوائز عالمية لأفضل هيئات، ومراكز، ومنظمي المعارض والمؤتمرات) التي يعني تحقيقنا لها أو إحداها مرحليا، تأهلنا لذهبية التواجد العالمي في قطاع هذه الصناعة، نسأل أخيراً: هل نستطيع الإيفاء بمتطلبات الوصول إلى أن  يكون لنا حصة من العائدات العالمية منها، وهل بمثل تلك الاجتماعات التمهيدية -التي لم نر فيها سوى محاولة كل جهة عرض بعض المشاريع الاستثمارية، التي من ضمنها ما عفَّ عليه الزمن- نستطيع حجز موقعا على الأقل على الصعيد الإقليمي..؟

قسيم دحدل

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]