هل انكفأت “جبهة المجد” أمام “الثأر العاطفي” لرياض نعسان آغا..؟؟

 

خاص – الخبير السوري

لم تشفع خيانة رياض نعسان آغا ، بإعادة ترتيب البعثرات التي تركها في المواقع التي شغلها ، وكانت غير قليلة في وزارات الإعلام والثقافة والخارجية.

فصاحب السطوة والنفوذ ، كان ماهراً جداً في إخراج نزعة الإقصاء المستحكمة بشخصيته ، على شكل مفردات منمقة توحي لمن يسمع بأنه أمام قامة ثقافيّة ، لملم خصالها ذهن منفتح وقّاد ينطوي على مهارات معرفيّة واسعة الطيف.. خبر الليبرالية نظرية ، وآمن بها تطبيقاً ، ومارسها سلوكاً ، و هو “ملك التنطع” الذي كان يغنّي أفكارة غناءً وليس مجرد سرد كلامي.

لسنا اليوم وبعد مضي كل هذه السنوات على خيانته ، بصدد التذكير بـ”النعسان” بعد أن بات من منسياتنا الكثيرة التي تقيأتها بلدنا في أزمتها، وربما كانت من الفضائل الثمينة التي ترافق الأزمات عادةً.

إلّا أننا انتظرنا أن نشهد مبادرة رسميّة ، من شأنها إنصاف من ظلمهم الوزير الفارّ ، ليس بصفتهم كأشخاص ، بل لكونهم قامات وطنية وعلامات فارقة ، كنا نفخر بهم يوماً ، وفجأة أطفأنا شعلتهم عنوةً ، انتصاراً لمن كان سفيراً وغدا عميلاً احترافياً.

لن نسأل عن المزيد بل سنسأل : ماذا بالنسبة لأغنية “جبهة المجد” والموسيقار صفوان بهلوان..؟؟؟

بما أنها ليست مجرّد أغنية تقليدية ، تلك التي صدحت بها المطربة السورية بنت حلب ميادة الحناوي في تسعينات القرن الماضي ، وكانت عبارة عن ملحمة خطّ حروفها الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري ، ولحّنها ابن جزيرة أرواد الموسيقار صفوان بهلوان..فكانت نغمات تدغدغ شغاف القلب كما نسيم البحر.

لأنه صفوان بهلوان ، و لشرخ سببه الأداء المنزلي لـ”النعسان”..أُحرقت  المركب بما فيه وأُخفيت الأغنية في أعمق الأدراج وأكثرها اغبراراً وظلمةً..ومن يدري ربما يكون ثمة من أخبر ” النعسان ” بأنه تم القضاء على آخر أثر لصفوان بهلوان في هذا البلد ، حتى ملحمته التي هي ملك لسورية الوطن لا  لأفراد ، ولا علاقة للملكيّات الوطنية ، بالصدمات العاطفية وسوء تدبّر السلوك في المسائل المنزليّة .

منذ ثار ” رياض” في طلب الثأر العاطفي من صفوان على خلفيات تداولها العامة ، ولسنا في وارد تأكيدها أو نفيها ، منذ ذلك الحين ، أصاب الثأر الحناوي والجواهري وبهلوان و “جبهة المجد” معاً ، ونسينا الملحمة في غرفة العزل المظلمة ..خاننا رياض و فرّ و أقرفنا بـ”طرطشات” حديثه ، التي لا يملك التحكم بها بسبب أسنانه المستعارة ، ونسينا أن نعيد إخراج “جبهة المجد” من مخبئها.

غريب …بالفعل غريب أن نبقي هذه الملحمة السوريّة على الرفوف ، رغم أنها تتكفّل لمن يسمعها بترميم الرضوض المعنويّة العميقة التي أصابتنا في زمن الخيانات الصادمة ..!!

غريب ..أن نعلن “النفير العام” في طلب تأليف وتلحين الأغاني الوطنيّة ، لمواجهة الهجمة الإعلامية القذرة ، و نبقى متسترين على وجود أغنية بحجم سفر أغانٍ كلمات ولحناً وغناءً..؟!

أخرجوا هذا “الكنز” من مخبئه أيها السادة ..فمن كان يوماً نعساناً ، يغط الآن في نوم عميق ..وموت سريري ، كوما لن يصحو منها إلى الأبد.

وحسبنا ألا تتأخروا في إسماعها لـ”جيل الأزمة” فهو لم يسمعها بعد..ذكّروه بوطنه الجميل ، وببلده التي كانت يوماً قبلة العرب ، وبأنها ستعود لكن بلا حثالات برعوا في التنكر بأثواب وطن.

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]